قصف لقوات النظام يدمر مستشفى داخل مغارة في ريف حلب

مقتل 7 مدنيين وإصابة 14 من القطاع الطبي

جانب من الدمار الذي لحق بمستشفى المغارة في الأتارب بريف حلب الأحد (رويترز)
جانب من الدمار الذي لحق بمستشفى المغارة في الأتارب بريف حلب الأحد (رويترز)
TT

قصف لقوات النظام يدمر مستشفى داخل مغارة في ريف حلب

جانب من الدمار الذي لحق بمستشفى المغارة في الأتارب بريف حلب الأحد (رويترز)
جانب من الدمار الذي لحق بمستشفى المغارة في الأتارب بريف حلب الأحد (رويترز)

قال مسعفون ومنقذون، إن 7 مدنيين قتلوا، وأصيب 14 من العاملين بالقطاع الطبي، على الأقل، عندما أصاب قصف مدفعي من موقع لجيش النظام السوري، مستشفى في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في شمال غربي البلاد، أمس (الأحد). وأضافوا، أن امرأة وطفلاً بين القتلى الذين سقطوا إثر قصف المستشفى في مدينة الأتارب، في ريف حلب الشمالي، بعدة قذائف مورتر، ما أدى إلى تعطل العمل فيها.
وأظهرت لقطات مصورة وصلت إلى «رويترز» من شاهدين، أحد عنابر المستشفى، وقد أصيب بأضرار ومنقذي الدفاع المدني، وهم يحملون مرضى، ملابسهم ملطخة بالدماء، إلى الخارج. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن «قوات النظام استهدفت بـ6 قذائف مدينة الأتارب» في ريف حلب الشمالي الغربي. وطال القصف وفق عبد الرحمن «باحة ومدخل مستشفى المدينة الذي يقع داخل مغارة، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين، بينهم طفل وأحد العاملين في المشفى» وأصيب 11 شخصاً آخرون بجروح، بينهم عاملون في المستشفى، فيما قال مصدر طبي في مشفى المغارة، لوكالة الأنباء الألمانية: «قتل 7 أشخاص على الأقل، وأصيب أكثر من 20 آخرين، بينهم 7 من الكادر الطبي، أحدهم الدكتور نوار كردية مدير صحة حلب الحرة». وأضاف المصدر، أن قوات النظام المتمركزة في بلدة أورم الصغرى والفوج 46 قصفت مشفى المغارة الذي يقع شمال مدينة الأتارب بريف الغربي، بشكل مباشر، بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية الثقيلة، وخرج المشفى عن الخدمة بالكامل، وطال التدمير أغلب أجزاء المشفى، إضافة إلى السيارات والمعدات التابعة للمشفى.
وقال مصدر في الدفاع المدني التابع للمعارضة، إن فرق الإسعاف والدفاع المدني «تعرضت للقصف خلال عمليات إجلاء الجرحى ورفع الأنقاض، وتم إخراج جثة طفل من تحت الأنقاض». وشاهد مراسل الوكالة الفرنسية أضراراً طالت مدخل المستشفى، وقد اخترقت قذيفة سقفه، كما تكسر زجاج غرفة الاستعلامات، وانتشرت بقع دماء في المكان.
في الأثناء، وصف المسؤول البارز في الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك كاتس، الهجوم، بأنه «مقلق»، في حين نددت به لجنة الإنقاذ الدولية، مشيرة إلى أنه الهجوم الخامس الذي استهدف منشآت طبية في المنطقة منذ بداية العام. وقالت مديرة قسم سوريا في لجنة الإنقاذ الدولية، ريحانة زاور، إن المنشآت الصحية محمية بموجب القانون الدولي، ويجب أن توفر ملاذاً آمناً حين الأزمات.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في وقت سابق، الأحد، إن 5 قتلوا، وأصيب 10 في هجوم بالمدفعية شنته قوات تساندها دمشق على مستشفى في محافظة حلب بشمال غربي سوريا؛ حيث توجد قوات تركية.
ويسري منذ 6 مارس (آذار)، وقف لإطلاق النار في إدلب ومحيطها، أعلنته موسكو الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المسلحة، عقب هجوم واسع شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى 3 أشهر، دفع بنحو مليون شخص إلى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة. ولا يزال وقف إطلاق النار صامداً إلى حد كبير، رغم خروقات متكررة، يتضمنها قصف جوي روسي.



ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
TT

ما فرص الوساطة الكينية - الأوغندية في إنهاء توترات «القرن الأفريقي»؟

اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)
اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا في تنزانيا (وكالة أنباء الصومال)

دخلت مبادرة وساطة كينية - أوغندية على خط محاولات دولية وإقليمية لتهدئة التوترات بين الصومال وإثيوبيا التي نشبت بعد مساعي الأخيرة للحصول على منفذ بحري في إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وسط رفض حكومة مقديشو.

وتدهورت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، إثر توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي بداية العام الحالي، تسمح لها باستخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية، مقابل الاعتراف باستقلال الإقليم، وهو ما رفضته الحكومة الصومالية بشدة.

وعلى هامش اجتماعات قمة رؤساء دول شرق أفريقيا بتنزانيا، أعلن الرئيس الكيني ويليام روتو، السبت، «اعتزامه التوسط بمشاركة نظيره الأوغندي يوري موسيفيني، لحل الخلافات بين الصومال وإثيوبيا». وقال في مؤتمر صحافي، إنه «سيبحث عقد قمة إقليمية تضم زعماء الدول الأربعة (كينيا وأوغندا والصومال وإثيوبيا)، لمعالجة التوترات في منطقة القرن الأفريقي».

وأشار روتو إلى أن «أمن الصومال يُسهم بشكل كبير في استقرار المنطقة». لكن خبراء تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط» يرون أن «التدخل الكيني الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً، في ظل عدم استجابة أطراف الخلاف لهذا المسار حتى الآن، بالإضافة إلى عدم وجود دعم إقليمي ودولي».

ومنذ توقيع مذكرة التفاهم، حشد الصومال دعماً دولياً لموقفه ضد إثيوبيا؛ حيث وقّع في فبراير (شباط) الماضي اتفاقية تعاون دفاعي مع تركيا، ووقّع مع مصر بروتوكول تعاون عسكري في أغسطس (آب) الماضي، أرسلت بموجبه القاهرة مساعدات عسكرية إلى مقديشو. كما تعتزم إرسال قوات عسكرية بداية العام المقبل بوصفه جزءاً من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، وهو ما أثار غضب إثيوبيا، التي اتهمت مقديشو «بالتواطؤ مع جهات خارجية لزعزعة استقرار الإقليم».

والتقى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، مع نظيريه الكيني والأوغندي، على هامش اجتماعات مجموعة شرق أفريقيا. وعلى الرغم من أنه لم يتحدث عن وساطة محتملة، نقلت «رويترز» عن وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، أن «القرارات السابقة التي اتخذها زعماء إقليميون لم تلق آذاناً مصغية في أديس أبابا»، مشيراً إلى أنه «يثق بأن جهود الوساطة الجارية من جانب تركيا ستكون مثمرة».

وكانت العاصمة التركية أنقرة قد استضافت جولات من الوساطة بين الصومال وإثيوبيا، لإنهاء الخلاف بين البلدين، كان آخرها في سبتمبر (أيلول) الماضي، غير أن المحادثات دون التوصل لاتفاق.

وبينما تنظر مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أماني الطويل، إلى التدخل الكيني - الأوغندي بـ«إيجابية»، ترى أن «نجاح تلك الوساطة مرهون بأبعاد أخرى تتعلّق بأجندة تحرك الوسطاء ومواقفهم تجاه الخلاف القائم بين مقديشو وأديس أبابا».

وقالت إن «القضية مرتبطة بموقفَي كينيا وأوغندا من السلوك الإثيوبي تجاه الصومال، ومن وحدة الأراضي الصومالية، وإلى أي مدى تؤيّد أو تعارض الاعتراف الإثيوبي بإقليم (أرض الصومال)».

وتعتقد أماني الطويل أن «التحرك الكيني - الأوغندي لا يمكن التعويل عليه كثيراً في حلحلة الخلاف بين الصومال وإثيوبيا، لأن الخلاف بين الطرفين معقد»، مشيرة إلى أن «الإشكالية في نهج الدبلوماسية الإثيوبية التي تركز على أهدافها دون الوضع في الاعتبار الأمن والتعاون الإقليميين».

ورفض الصومال مشاركة إثيوبيا في البعثة الأفريقية الجديدة لحفظ السلام، وأمهل أديس أبابا حتى نهاية العام الحالي، لانسحاب قواتها من البعثة الحالية التي ستنتهي مهامها بنهاية العام الحالي، وقال وزير الخارجية الصومالي، إن «بلاده ستعد وجود قوات إثيوبيا بعد نهاية العام، احتلالاً لأراضيها».

وترى أماني الطويل أن «الوساطة التركية قد تكون أكثر تأثيراً في النزاع بين الصومال وإثيوبيا». وقالت إن «أنقرة لديها تفهم أكثر للخلاف. كما أنها ليست دولة جوار مباشر للطرفين، وبالتالي ليست لديها إشكاليات سابقة مع أي طرف».

وباعتقاد الباحث والمحلل السياسي الصومالي، نعمان حسن، أن التدخل الكيني - الأوغندي «لن يحقّق نتائج إيجابية في الخلاف الصومالي - الإثيوبي»، وقال إن «مبادرة الوساطة يمكن أن تقلّل من حدة الصراع القائم، لكن لن تصل إلى اتفاق بين الطرفين».

وأوضح حسن أن «أديس أبابا لديها إصرار على الوصول إلى ساحل البحر الأحمر، عبر الصومال، وهذا ما تعارضه مقديشو بشدة»، مشيراً إلى أن «العلاقات الكينية - الصومالية ليست في أفضل حالاتها حالياً، على عكس علاقاتها مع إثيوبيا»، ولافتاً إلى أن ذلك «سيؤثر في مسار التفاوض». واختتم قائلاً: إن «نيروبي تستهدف أن يكون لها دور إقليمي على حساب الدور الإثيوبي بمنطقة القرن الأفريقي».