لقاء عباس برئيس وزراء السويد يتوج بفتح سفارة في استوكهولم

مسؤول في الأمم المتحدة يطالب برفع الحصار عن غزة وتسريع إعادة إعمارها

الرئيس محمود عباس خلال لقائه ستيفان لوفين رئيس وزراء السويد في استوكهولم أمس (أ.ب)
الرئيس محمود عباس خلال لقائه ستيفان لوفين رئيس وزراء السويد في استوكهولم أمس (أ.ب)
TT

لقاء عباس برئيس وزراء السويد يتوج بفتح سفارة في استوكهولم

الرئيس محمود عباس خلال لقائه ستيفان لوفين رئيس وزراء السويد في استوكهولم أمس (أ.ب)
الرئيس محمود عباس خلال لقائه ستيفان لوفين رئيس وزراء السويد في استوكهولم أمس (أ.ب)

افتتح الفلسطينيون سفارة لهم في استوكهولم مساء أمس، في خطوة ترمي إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، خاصة بعد أن أصبحت السويد أول دولة في غرب أوروبا تعترف بدولة فلسطين.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يزور السويد لأول مرة منذ اعترافها بفلسطين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الدول الأخرى إلى أن تحذو حذو استوكهولم.
وقال خلال لقائه مع ستيفان لوفين، رئيس وزراء السويد، إن اعتراف السويد سيدفع مفاوضات السلام قدما، مضيفا أن فلسطين يجب أن تحقق أهدافها الديمقراطية، وأن «السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا هو الديمقراطية.. أعني اللجوء للانتخابات البرلمانية، فالانتخابات الرئاسية، وإذا قبلت حماس ذلك، فسنقوم به على الفور».
وتدهورت علاقات السويد مع إسرائيل منذ ذلك الوقت، حيث ألغت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت فالستروم زيارة لإسرائيل في يناير (كانون الثاني) الماضي، واستدعت إسرائيل سفيرها لفترة مؤقتة.
من جهته، قال ستيفان لوفين، رئيس وزراء السويد، إن فلسطين ستفتح سفارة في استوكهولم على الفور، وتعهد بتقديم مزيد من المساعدات للفلسطينيين، ولكنه أكد أنه يريد إحراز تقدم على طريق الإصلاح. وقال لوفين بهذا الخصوص: «علينا أن نساعد بعضنا بعضا لمحاربة الفساد، وأن نعمل على زيادة المساواة بين الجنسين، وتحسين احترام حقوق الإنسان، وبالطبع الاستمرار في عملية بناء الدولة».
ووقع الزعيمان على اتفاق تزيد السويد بمقتضاه المساعدات للفلسطينيين بواقع 1.5 مليار كرونة (179.74 مليون دولار) على مدار الأعوام الخمسة المقبلة. وأكد لوفين أن بلاده يمكنها إقامة علاقات طيبة مع كل من فلسطين وإسرائيل، وقال إنه «لا يوجد تعارض على الإطلاق بين إقامة علاقات طيبة مع فلسطين، والإبقاء على العلاقات الطيبة مع إسرائيل. نحن مقتنعون أن الشعبين في فلسطين وإسرائيل يسعيان إلى السلام والأمن ويستحقانهما». وأضاف موضحا: «فضلا عن ذلك، لنا بعض المطالب في ما يتعلق بتطوير التعاون برقابة جيدة، بشأن حقوق الإنسان، ومكافحة الفساد، والمساواة بين الجنسين، وكذلك مواصلة جهود الإصلاح».
وكان لوفين قد استغل خطابه الافتتاحي في البرلمان العام الماضي ليعلن أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين. كما وافقت برلمانات عدة دول أوروبية، بينها بريطانيا وفرنسا وإسبانيا، في الأشهر الأخيرة على قرارات غير ملزمة لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، الأمر الذي أغضب إسرائيل.
كما التقى الرئيس عباس أمس وزيرة الخارجية مارجوت فالستروم، وجرى خلال الاجتماع بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، ومستجدات القضية الفلسطينية، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين فلسطين والسويد، وسبل تعزيزها في شتى المجالات. كما بحث مع عدد من المسؤولون في السويد سبل إحياء عملية السلام المتوقفة، وذلك بعد الانتخابات المقررة في إسرائيل منتصف مارس (آذار) المقبل.
وعلى صعيد متصل، دعت حركة فتح، التي يتزعمها الرئيس عباس، أمس، دول العالم، والاتحاد الأوروبي خصوصا، إلى اعتماد النموذج السويدي، وتعجيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال جمال نزال، المتحدث باسم الحركة في أوروبا في بيان صحافي، إن «الاعتراف السويدي بالدولة الفلسطينية له نتائج إيجابية في السياسة والتفكير الفلسطيني، ويدحض الحجج التي تستخدمها بعض الدوائر المترددة في تحقيق الاعتراف الفعلي بدولة فلسطين»، مضيفا أن الشعب الفلسطيني أصبح «يشعر بثقة متزايدة لأن اعتراف العالم بدولتنا وسيلة لحل النزاع، ويعتبر عاملا حاسما في ثني الاحتلال عن إطالة أمد ممارساته غير القانونية في أراضينا».
ونفى نزال أن يكون الاعتراف بفلسطين «يؤثر سلبا على نتائج المفاوضات» مع إسرائيل، معتبرا ذلك أمرا «غير منطقي، لأن الاستقلال الفلسطيني العملي هو الوسيلة الوحيدة التي تضمن الوصول لحل الدولتين».
من جهة ثانية، طالب مسؤول في الأمم المتحدة، أمس، برفع الحصار عن قطاع غزة وتسريع وتيرة إعادة إعماره لتحسين أوضاع سكانه؛ إذ قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جيمس رولي، خلال مؤتمر صحافي عقده في غزة، إنه «يجب رفع الحصار عن قطاع غزة، لأنه يؤثر بشكل كبير على الخدمات الصحية ومجمل الحياة في القطاع».
وحث رولي الدول المانحة على الوفاء بالتزاماتها تجاه تمويل إعادة إعمار قطاع غزة عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير عليه الصيف الماضي. كما دعا إلى ضرورة صرف حكومة الوفاق الفلسطينية رواتب العاملين في المجال الصحي ممن عينتهم حكومة حركة حماس المقالة في غزة، وناشد رولي الحكومة المصرية بضرورة فتح معبر رفح البري مع قطاع غزة من أجل تسهيل دخول وخروج العالقين، خصوصا المرضى، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية والمعونات الطبية إلى القطاع.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.