بلقيس: لا أقدم أغنية سمعها فنان قبلي

قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تعلّمت الطهي خلال الحجْر المنزلي

بلقيس في لقطة من كليب «حالة جديدة» - الفنانة الإماراتية بلقيس
بلقيس في لقطة من كليب «حالة جديدة» - الفنانة الإماراتية بلقيس
TT

بلقيس: لا أقدم أغنية سمعها فنان قبلي

بلقيس في لقطة من كليب «حالة جديدة» - الفنانة الإماراتية بلقيس
بلقيس في لقطة من كليب «حالة جديدة» - الفنانة الإماراتية بلقيس

أكدت الفنانة الإماراتية بلقيس أنها لا توافق على تقديم أي أغنية جديدة سمعها فنان قبلها، وقالت، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إنها تعلمت فنون الطهي والحياكة خلال فترة الحجر المنزلي بسبب وباء كورونا، وأوضحت أنها لم تتوقع نجاح أغنيتها الأخيرة «حالة جديدة»، وكشفت عن تحضيرها لأغنية مصرية بالتعاون مع الملحن المصري بلال سرور، لتكون باكورة أعمالها باللهجة المصرية، وأشارت الفنانة الإماراتية إلى استعدادها للتفرغ بشكل تام لتقديم عمل سينمائي استعراضي، إن عرض عليها خلال الفترة المقبلة، بشرط ارتكازه على نص جيد وبميزانية وافية.
> في البداية... متى بدأتِ العمل على أغنيات ألبومك الجديد «حالة جديدة»؟
التحضيرات بدأت من منتصف العام الماضي 2020 أثناء جائحة كورونا والعزل المنزلي، بعد تأسيسي استوديو صغيراً في منزلي للعمل فيه، حتى لا أضطر للخروج من المنزل في تلك الظروف العصيبة التي كنا نمر بها، وكنت قد خططت لطرح الألبوم في عام 2021، بعدد وافر من الأغنيات بلهجات عدة، وظللت طوال المدة أستمع للأغنيات التي تُعرض عليّ إلى أن اخترت بعضها وسيتم طرحها تباعاً، فأنا طرحت حتى الآن أغنيتين منه، وهما «حالة جديدة» و«بخاف علي»، وخلال الأيام المقبلة ستكون هناك أغنية ثالثة، أما باقي الأغنيات فستطرح عقب شهر رمضان الكريم المقبل.
> أغنية «حالة جديدة» حققت تفاعلاً لافتاً عقب طرحها... ما تعليقكِ؟
نجاح الأغنية فاق كل التوقعات، فكليب الأغنية جاء في المركز الـ13 في الفيديوهات الأكثر تداولاً على العالم بمختلف قاراته وليس الوطن العربي فقط، وأكثر ما أسعدني هو أن الأغنية بإيقاع كويتي وليست بالإيقاع الخليجي الذي اعتدنا عليه، وهو أمر رائع أن تكون باكورة أغنيات الألبوم محققة هذا النجاح، كما أن الأغنية كانت قد تصدرت محركات البحث والأكثر تداولاً في أكثر من 6 دول عربية، وهو الأمر الذي دفعني للتركيز بشدة في باقي أغنيات الألبوم، حتى تخرج في صورة جيدة ورائعة.
> وهل تعمدتِ إظهار مدينة دبي في كليب الأغنية بشكل مختلف؟
الفضل في إخراج كليب الأغنية بهذه الصورة يعود إلى المخرج المصري حسام الحسيني، الذي قدم عملاً مبهراً ورائعاً، فهو قرر تقديم إمارة دبي بشكل غير مألوف، وخلال جلسات العمل بيننا طلبت منه أن نقدم إمارة دبي الوردية، وبالفعل قدمنا دبي بشكل جديد، وهنا لا بد من تقديم شكر خاص لكل المؤسسات الحكومية بالإمارة التي ساعدتنا على تقديم هذه الصورة، وللعلم أكثر ما أحببته في الكليب هو الأرجوحة التي صممها حسام الحسيني في الكليب، وأظهرتني بأنني أطير في سماء دبي الوردية، وهنا أتذكر جملته لي التي قالها أثناء التصوير «هتطيري في سماء دبي يا بلقيس».

> حرصتِ على تقديم الأغنية خلال مؤتمر صحافي افتراضي... لماذا؟
أنا أول مطربة في الوطن العربي تطلق ألبومها عبر مؤتمر صحافي افتراضي، الفكرة جاءت بسبب قانون إمارة دبي الذي يمنع وجود أكثر من 10 شخصيات مع بعضهم في وقت واحد بسبب جائحة كورونا، فجلست مع فريق عملي لحل تلك الأزمة، وتوصلنا لاتفاق مع أحد التطبيقات العالمية على أن نقيم مؤتمراً صحافياً موسعاً عبر الهاتف لنحقق المزيد من التفاعل.
> وما سبب ابتعادكِ عن الأغنية المصرية خلال السنوات الأخيرة؟
عشت في مصر سنوات عديدة من عمري، بحكم أن والدي يعيش فيها، فمصر بالنسبة لي دولة مهمة في حياتي، هذا بالإضافة إلى أنني أتحدث اللهجة المصرية بشكل رائع، كما أن ملامح وجهي تعطي انطباعاً أحيانا للناس التي لا تعرفني بأنني مصرية، ولكن عندما أقرر اقتحام السوق الغنائية المصرية لا بد أن أكون حذرة للغاية، لأن الجمهور المصري متذوق جيد للموسيقى، ولا يحب سوى الأصوات الجيدة، كما أنني لدي طريقة عمل خاصة بي لا أغيرها، فأنا لست من نوعية المطربات اللاتي يوافقن على الاستماع لأي أغنية تم عرضها على أي فنان قبلي.
> معنى ذلك أنكِ تنوين تقديم أغنية مصرية ضمن الألبوم؟
هناك تحضيرات تمت بالفعل مع الملحن المصري بلال سرور، والعمل سيكون مفاجأة للغاية، ولكن لن يتم تنفيذه بشكل نهائي إلا بالتزامن مع حضوري للقاهرة، حيث إن بلال أصر على حضوري للقاهرة وتسجيل الأغنية بوجوده لكي تخرج بالصورة التي نرضى بها، فخلال جلسات عملنا عبر الهاتف قال لي بلال: «أنا فصّلت أغنية خاصة لصوت بلقيس إذا لم تعجبك سيتم حذفها وصناعة أغنية جديدة»، ولذلك أنا أنتظر أن تهدأ الأمور وجائحة كورونا وأذهب لمصر لكي أضع صوتي عليها، لا سيما أن الأغنية تتميز ببعض «الدلال والشقاوة»، وأتمنى أن يوفقني الله فيها لتكون باكورة أعمالي المصرية.
> ومَن الأصوات المصرية التي تحبين الاستماع إليها؟
تامر حسني من أقرب الأصوات لقلبي، وسأحاول مقابلته خلال زيارتي المقبلة لمصر، وهناك أيضا محمد حماقي وعمرو دياب، وأحمد جمال، وبالتحديد أغنيته الأخيرة «اضحكي».
> وما رأيك في أغنيات المهرجانات المنتشرة في مصر وبعض الدول العربية؟
هي موجة فنية منتشرة، وعليّ احترام مَن يقدمها، وأنا كمواطنة إماراتية ليس لدي اعتراض عليها، فأنا أحب كل الفنون، ما دام هذا الفن جيداً، ولا يحرّض على العنف، ولا يقدم ألفاظاً رديئة.
> هل تفكر بلقيس في الظهور كفنانة استعراضية؟
التمثيل بشكل عام ليس وارداً في خطتي المستقبلية، ولكن إذا كان عملاً استعراضياً، ويتضمن نصاً جيداً، بميزانية تحقق كل أهدافي وطموحاتي فأنا على أتم الاستعداد لتأجيل أغنياتي الجديدة للتفرغ له، فأنا معجبة للغاية بفيلم «لا لا لاند» وبما قدمته الفنانة ليدي جاجا في الفيلم الذي حازت من خلاله الأوسكار العام قبل الماضي.
> بلقيس من أكثر الفنانات العرب المؤثرات على مواقع التواصل... ما هي رسالتك الأساسية لهذا الوجود القوي؟
أحاول التأكيد على أن لحظات النجاح والتفوق الخاصة بي والتي يشاهدها المتابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وراءها كمية كبيرة من لحظات السقوط والهبوط، فالنجاح لم يكن سهلاً لكي يتحقق على أرض الواقع، ولذلك أقول لهم لا تيأسوا من لحظات الفشل والصعوبات التي تواجهونها في حياتكم، وأن تكونوا أقوياء ومكافحين من أجل تحقيق كل ما تسعون إليه في حياتكم.
> وهل استفدتِ شيئاً خلال عزلة كورونا؟
نعم... تعلمت الكثير، يكفي أنها جعلتني أعيش لحظات رائعة مع أسرتي وبالتحديد زوجي وابني، فخلال الحياة التي كنا نعيشها قبل جائحة كورونا، كنت أسافر بشكل دائم، ولكن الآن أصبح لدي متسع من الوقت لكي أجلس معهما، كما أنني اكتشفت قدرات ومواهب كامنة لدي لم أكن مهتمة بها قبل ذلك على غرار الطبخ والحياكة، ولكن ليس معنى ذلك أنني من محبي جائحة كورونا.



فاديا طنب الحاج لـ«الشرق الأوسط»: حزينة أنا على بلدي لبنان

تكمل جولتها الغنائية مع فريق {إحسان} في يناير المقبل (فاديا طنب الحاج)
تكمل جولتها الغنائية مع فريق {إحسان} في يناير المقبل (فاديا طنب الحاج)
TT

فاديا طنب الحاج لـ«الشرق الأوسط»: حزينة أنا على بلدي لبنان

تكمل جولتها الغنائية مع فريق {إحسان} في يناير المقبل (فاديا طنب الحاج)
تكمل جولتها الغنائية مع فريق {إحسان} في يناير المقبل (فاديا طنب الحاج)

عندما طلب رعاة دار الأوبرا السويسرية من السوبرانو فاديا طنب الحاج إلقاء كلمة وإنشاد أغنية عن بلدها، تملّكتها مشاعر مؤثرة جداً. كانت تلبي دعوة إلى العشاء من قبلهم في جنيف؛ حيث شاركت في العمل الفني «إحسان». وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «لتلك المناسبة اخترت أداء أغنية (لبيروت). وسبقتها بكلمة مختصرة توجَّهتُ بها إلى الحضور عن لبنان. كنت متأثرة جداً، وخرجت الكلمات من أعماقي تلقائياً. فلا أبالغ إذا قلت إنها من أكثر المرات التي أحزن بها على وطني لبنان. وبعد تقديمي الأغنية راح الحضور يصفّق تأثراً، كما خرج منهم مَن يشكرني على اختياري لهذه الأغنية».

تقول أنها تعلّمت الانضباط من فريق {إحسان} (فاديا طنب الحاج)

فاديا طنب الحاج وُجدت على مسرح دار أوبرا جنيف للمشاركة في العمل الفني الكوريغرافي «إحسان». وهو من تصميم العالمي، المغربي الأصل سيدي العربي الشرقاوي. تعاونها معه يعود إلى سنوات طويلة. وطلب منها مشاركته العرض الفني الذي ألّفه تكريماً لوالده الراحل على مدى 6 حفلات متتالية أُقيمت هناك.

وتوضِّح لـ«الشرق الأوسط»: «سبق وتعاونت معه في عمل بعنوان (أوريجين). وقمنا بجولة فنية تألفت من نحو 90 حفلة. استمتعت بالعمل مع سيدي العربي الشرقاوي. فالتجربة في عام 2008 كانت جديدة عليّ. حتى إني ترددت في القيام بها بداية. ولكنني ما لبثت أن أُعجبت بنصوص عمله وبرقصات تعبيرية يقدمها فريقه. وهو ما حضّني على تكرار التجربة أكثر من مرة».

يشتهر سيدي العربي الشرقاوي بفرقته لرقص الباليه الأوبرالي. وقد نال لقب «بارون» للنجاحات الكثيرة التي حققها. وقد أقام واحدة من حفلاته في مهرجانات بعلبك. كان ذلك في عام 2012 وتعاون فيها مع فاديا طنب الحاج.

فاديا طنب الحاج تؤدي في {إحسان} أغان بلغات مختلفة (الفنانة)

يحكي العرض الكوريغرافي «إحسان» قصة حزينة، استوحاها الشرقاوي من واقع عاشه. فوالده رحل من دون أن يودّعه، لا سيما أن قطيعة كانت حاصلة بينهما لسنوات، فرغب في التصالح مع ذكراه من خلال هذا العمل. كما يهدي العمل لشاب مغربي قُتل في بلجيكا ويُدعى إحسان. فالحفل برمّته يدور في أجواء المعاناة.

وتتابع فاديا طنب الحاج: «في كلمتي عن لبنان ذكرت المرات التي هدمت بها بيروت. وفي كل مرة كانت تقوم وتنفض عنها غبار الردم. وهذه المرة التاسعة التي تتعرّض فيها للدمار. وجمعتُ كل هذه الأحاسيس عن مدينة أحبها في كلمتي. وشرحتُ لهم أنها أغنية استعار الرحابنة لحنها من يواخين رودريغيز. وكلامها يكّرم بيروت بوصفها أرضاً للسلام والصلابة».

الجميل في أعمال الشرقاوي اتّسامها بالعمق. فهو يختار ألحاناً من موسيقيين عالميين كي يرقص فريقه على أنغامها. في «إحسان» اختار ملحناً تونسياً لغالبية لوحاته الراقصة. وكذلك تلون العمل موسيقى مغربية وأخرى إسبانية. تشرح طنب: «مرات أغني بالبيزنطية والسريانية. فهذا الخليط من الموسيقى ضمن لوحات راقصة تعبيرية رائعة ينعكس إيجاباً على المغني».

فريق «إحسان» يتألف من نحو 50 شخصاً، وتسير السوبرانو اللبنانية بين راقصي الباليه مرات وهي تغني، ومرات أخرى تقف على منصة عالية كي تؤلف مشهدية غنائية فردية يرقص الفريق على أنغامها.

عرض الباليه {إحسان} على مسرح دار أوبرا جنيف (فاديا طنب الحاج)

اعتادت فاديا الحاج على إحياء حفلات الغناء بوصفها نجمةً مطلقةً تقف وحدها على المسرح. ولكن في «إحسان» تبدّلت المشهدية تماماً. وتعلّق: «بوصفنا مغنين تتملّكنا الأنانية إلى حدّ ما عندما نعتلي المسرح. وهذا الأمر سائد عند الفنانين في الشرق العربي. وأعدّ (الإيغو) عندي متواضعاً جداً نسبة إلى غيري. ولكن في أعمال مثل (إحسان) نتعلّم كثيراً، وأهمها الانضباط، فنلمس مدى الجهد الذي يتكبدّه الراقصون للقيام بمهمتهم على أكمل وجه. تمارينهم تطول من الصباح حتى بعد الظهر. يكررون اللوحة الراقصة أكثر من مرة. أما نحن المغنين فنعدّ مدللين نسبة إليهم، ورغم كل هذا التعب فإننا نراهم متحمسين وفرحين ولا يتذمرون. كل هذه المشهدية زودتني بدروس تتعلق بالصبر والانضباط والتنظيم».

تروي قصصاً عدة لامستها من هذه الزاوية: «أذكر إحدى الراقصات أُصيبت بجروح في أثناء الرقص. ولكنها بقيت تكمل لوحتها مع زملائها حتى النهاية متجاوزة أوجاعها. إنهم يرقصون على آلامهم وهذا الأمر علّمني كثيراً».

فاديا طنب الحاج وقفت على أشهَر المسارح العالمية، وكانت نجمةً متألقةً لحفلات في أوروبا وأميركا. فماذا عن تجربتها مع «إحسان»؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «هناك انصهار يحصل بين طاقتي وطاقتهم. أحياناً يتطلّب مني الأمر الإبطاء في الغناء. وهو ما جرى معي في موشح أؤديه في الحفل. فالتفاعل والمشاركة يحضران بقوة بيني وبينهم. كما أن أي انتقاد سلبي أو إيجابي يُكتَب عن العمل يطالني معهم. وهو ما يحمّلني مسؤولية أكبر، لا سيما أن فريق كورال يواكبني مرات في أغانيّ».

قريباً تستكمل فاديا طنب الحاج جولتها مع الشرقاوي لتشمل بلداناً عدة. ومن بينها ألمانيا والنمسا وباريس (مسرح شاتليه) وروما وكندا. وتتابع: «العمل ضخم جداً ويتطلّب ميزانية مالية كبيرة. وهو ما يدفع بالشرقاوي لتنظيم أكثر من جولة فنية. وكما أوروبا سنمرّ على تركيا، وقد تشمل بلدان الخليج».

لن تشارك السوبرانو اللبنانية هذا العام في حفلات «بيروت ترنم» وتوضح: «في هذه الفترة أحضّر لأعمالي المقبلة. ومن بينها حفلة أقدمها في بلجيكا. وللقيام بهذه التدريبات أتبع أسلوب حياة خاصاً يشمل حتى طريقة غذائي. ولذلك في موسم الأعياد هذا العام أرتاح كي أكون جاهزة لحفلاتي المقبلة».