الشيخة مي آل خليفة لـ {الشرق الأوسط}: اكتشفنا خمسة في المائة فقط من آثار قلعة البحرين.. والباقي في باطن الأرض

وزيرة ثقافة البحرين: أولوياتي الاستثمار في الثقافة.. والدق والحفر والترميم لا يتوقف من أجل الكشف عن كنوز بلادي

الشيخة مي آل خليفة
الشيخة مي آل خليفة
TT

الشيخة مي آل خليفة لـ {الشرق الأوسط}: اكتشفنا خمسة في المائة فقط من آثار قلعة البحرين.. والباقي في باطن الأرض

الشيخة مي آل خليفة
الشيخة مي آل خليفة

حفرت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وزيرة الثقافة والإعلام بمملكة البحرين في صخرة الأيام والظروف الصعبة منذ عام 2002، حين كانت موظفة بدأت عملها للمرة الأولى بقطاع الثقافة والتراث الوطني التابع لوزارة الإعلام لمنع إعدام البيوت التراثية وإزالتها من الأرض في الشقيقة البحرين التي تحفظ كنزا تراثيا طبيعيا كبيرا من بين كل دول الخليج.
تقول لـ«الشرق الأوسط»: «حين كنت أبحث في أروقة المتحف الوطني ومخازن مخطوطاته قبل سنوات عن تفسير القرآن للزمخشري، وكان هذا المخطوط يعود لجدي الأكبر الشيخ إبراهيم وقت أن كان منفيا إلى الهند، وكان هذا المخطوط ضمن مكتبة آلت إليَّ بعد وفاة والدي، رحمة الله عليه، وكنت أبحث عن هذا الكتاب بالذات، وعلمت أن والدي كان قد أهداه إلى المتحف، فجئت أبحث عن المخطوط القرآني وسط كم هائل من الكتب والمخطوطات الإسلامية، ولم أعلم وقتها أن تفسير القرآن للزمخشري سيكون مدخلي للاهتمام بكنوز وتراث بلدي البحرين».
وتضيف: «لم أكن أعلم أنني بعد عشر سنوات، سآتي إلى هذا المتحف كمسؤولة عنه، وأن يتحول هذا المبنى الجميل إلى بيت لي، وقبل أن أصل إلى مكتبي كل صباح، يجب عليَّ المرور بقاعاته وأروقته، والمتحف اليوم هو المحطة الأولى لي في تجربة العمل الرسمي، وأنا التي لم أتدرج في وظائف ولا عملت بقطاع عام أو خاص، أجد نفسي هنا، وأكتشف أن امتداد البحث التاريخي والتنقيب في مدونات البحرين قادني لهذا الموقع».
منذ سنوات انشغلت الشيخة مي آل خليفة لحظتها في التركيز في تأسيس مشروعها الخاص في الاهتمام بالمراكز التراثية، فاهتمت بشراء البيوت من جيبها الخاص، كما أسست بنجاح مشروعا لم تعرفه المنطقة العربية من قبل اسمه «الاستثمار في الثقافة»، ففتحت باب التبرعات والتمويل من الشركات والبنوك والخيرين للشراء أو لعمليات الترميم، فأسست مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والفنون في مدينة المحرق القديمة، وأقامت وحدها أحياء كاملة وانتشلتها من برودة الموت الأبدي. وفي مدخل متحف البحرين الوطني، توجد لوحة كبيرة من الرخام محفور عليها أسماء أصحاب الخير من رجال الأعمال والمؤسسات التي أسهمت في رفعة تاريخ البحرين الوطني والتراثي. والشيخة مي آمنت بأن إعدام البيوت التراثية القديمة الحواري والمقاهي والمدارس القديمة جريمة رسمية، معلنة بحق ذاكرة الوطن والشعب بجميع أجياله.
بعد تأسيس المركز انشغلت الشيخة مي بترميم بيت الشيخ إبراهيم، وهو بيت جدها، وشراء وترميم بيت الشعر، وهو عائد للشاعر إبراهيم العريضي، وبيت «أبو الأرامل والأيتام» سلمان بن مطر، وبيت القهوة وبيت الكورار وهو للحرف القديمة، والشيخة مي آل خليفة لم تترب في طفولتها في بيت تراثي، ولم تزر بيت جدها الشيخ إبراهيم الذي توفي وترك بيته مهجورا، إلا أن حدسها وقراءاتها فيما بعد جعلاها تفتح عينيها للثروة المعمارية التي ما زالت متوافرة على الأرض في البحرين، ولديها أحلام كثيرة منها مشروع طريق اللؤلؤ، ولا تنسى ذكر الكثير من التمويل الذي حصلته من الشركات البحرينية ومن الكويت كبنك التمويل والشيخة حصة وزوجها الشيخ ناصر والشيخة سعاد الصباح، ما هو موضح في اللوحة العملاقة في مدخل المتحف الوطني البحريين.
* وجاء حوار «الشرق الأوسط» معها في قاعة كبار الزوار الملحقة بالمسرح الوطني المجاور لمتحف البحرين بعد إحدى حفلات الأوركسترا الفليهارمونية الملكية على هامش معرض الطيران في المنامة الأسبوع الماضي على النحو التالي:
* هل لك أن تحدثينا عن المشاريع التي قمت بها بمفردك بعيدا عن مساعدة الحكومة؟
- قمت بتأسيس المركز الأول للتراث، وبدأت في بيت جدي الشيخ إبراهيم، وقمت بشراء البيت ورممته، والداعم الأول لي كان زوجي بهذا المشروع، وبعد شرائي للبيت بأموالي الخاصة طرحته كمشروع وطني، ويجب أخذ الملاحظة أنني صحيح قمت بشرائه، لكنه لا يخص الأسرة، ولذلك قررت مدّ الجسور مع القطاع الخاص، وبالفعل قمت بدعوة الكثير من الشركات والبنوك وأهل الخير وأبلغتهم بأن المبنى مهدد بالإزالة التامة، كما أخبرتهم أنني قمت بشرائه وأحتاج لدعمهم لعملية الترميم. فلاقى الأمر استحسانهم وتلقيت مساهمات بسيطة في البداية، إلا أنني لم أيأس، فأكملت عملية الترميم من جيبي الخاص، إلى أن علم بالأمر ولي العهد، فقام مشكورا بتبني بقية عملية الترميم بأكملها. وهذا ما حفزني للانتقال في ترميم بيت آخر، وتوالت مشاريع الترميم كما فعلت مثلا في بيت محمد بن فارس وغيره. وبيت محمد زايد وبيت بن مطر، فبدأت بتقوية أواصر العلاقة الطيبة بمد الجسور مع المؤسسات الخاصة والشركات للمساهمة في استكمال عمليات الترميم.
* كيف بدأت فكرة الاستثمار في الثقافة التي يتحدث عنها أهل البحرين؟
- الاستثمار في الثقافة مدخل لمشروع كبير، وكنت وقتها وكيل مساعد للتراث والثقافة الوطنية، وكان الهدف في الأساس جذب القطاع الخاص لدعم المشاريع الثقافية، وبدأنا فيه بمشروع قلعة البحرين من الألف إلى الياء، وأكبر مشروع اليوم هو المسرح الوطني الذي نجلس فيه اليوم لإجراء هذا الحوار، بدعم خاص من ملك البحرين، وعندما اختيرت المنامة عاصمة للثقافة العربية، كنا نطالب ببنية تحتية تناسب هذا التوجه، وما نفعله في الاستثمار الثقافي يعود في الوقت ذاته بالترويج للسياحة الثقافية على بلادنا اليوم.
* ما نصيب الآثار والفنون الإسلامية من المتحف الوطني؟
- نصيب التراث الإسلامي في المتحف الوطني ربما ليس في حجم آثار فترة دلمون أو تايلس أو العهود السابقة للحضارة الإسلامية، ولكن الآثار الإسلامية الموجودة في المتحف، سواء أكانت مخطوطات قرآنية أو تحفا أو شواهد قبور، ترصد فترة مهمة من تاريخ البحرين، وخارج المتحف لدينا مسجد الخميس، وهو أقدم مسجد أثري في البحرين، وسيكون هناك متحف إسلامي بالقرب من مسجد الخميس يضم الكثير من القطع والآثار الإسلامية، وهذه المواقع الأثرية تشترط أيضا أن تكون بها مراكز خدمية للزوار ومقاهٍ ومرافق وأماكن استراحة من التجوال بالموقع.
* أول بعثة أثرية في البحرين كانت دنماركية عام 1954.. والمتحف افتتح عام 1988.. هل ما زالت هناك بعثات أثرية تقوم بالحفائر في أرض البحرين حتى اليوم؟
- اليوم هناك فريق حفائر فرنسي وآخر دنماركي يعملان في الكشف عن كنوز البحرين، والفريق الفرنسي لم ينقطع عن البحرين منذ السبعينات، واستمرت عمليات التنقيب السنوية برئاسة البروفسور لومبارد، وهو اليوم مستشار للآثار بالمتحف الوطني، وما اكتشف من آثار قلعة البحرين هو خمسة في المائة فقط مما يضمه الموقع، والذي يعد رصدا لكل الحقب التاريخية التي مرت بها المنطقة، ولم أتكلم هنا عن «تلال عالي» أو وادي السيل.
* ما الجديد بالنسبة للبيوت التراثية في المحرق؟
- هو مشروع أهلي ليس له علاقة بالدولة، 20 بيتا تتبع المؤسسة الأهلية التي تعتمد على ذاتها دون الحاجة إلى الدولة، إيمانا منها بدور القطاع الأهلي، والحكومة في البحرين تعطي الكثير للمواطنين من جهة الصحة والتعليم، وكله مجانا، والمؤسسة الأهلية كانت البداية الحقيقية للمشروع الأضخم للاستثمار في الثقافة، حيث أكملنا مشروع بيت الشيخ إبراهيم والبيوت الأخرى المتفرعة عنه، وبيت الكرار، وبيت فيهم وهو أحد أجمل بيوت المنامة، يعود تاريخ بنائه إلى 1921، وفيه نقوش خشبية لأحد صناع المشربيات المشهورين في العراق.
* بالنسبة للمسرح الوطني الذي نجلس فيه اليوم، والذي يعد كما يقول أهل البحرين أحد أبرز إنجازاتك في وزارة الثقافة وقصة نجاح.. هل جرى تحت راية مشروع الاستثمار في الثقافة؟
- جئت إلى وزارة الثقافة بروح البناء، ففي السنة الأولى التي باشرت فيها العمل الرسمي جئت بمشروعين، الأول المسرح الوطني، والثاني متحف قلعة البحرين، وحين تقدمت بالمشروعين للمسؤول آنذاك لم يكن المشروعان من أولوياته، فتركت العمل بوزارة الثقافة لمدة عام وثمانية أشهر، وكنت قد التحقت بالعمل في مايو (أيار) عام 2002 وتركته عام 2004، وعدت إلى الوزارة مرة أخرى في يونيو (حزيران) عام 2005، وبعد عودتي تبنيت مشروع الاستثمار في الثقافة، وجاء الدعم المالي من الملك للرسومات التفصيلية للمتحف، وبدأ وزير جديد ومعه عراك جديد، وعادت أحلامي ترى النور مرة أخرى بدعم كامل من ملك البحرين.
* ما الشعار الذي ترفعينه لدفع السائحين لزيارة آثار البحرين؟
- دائما نقول إن اختلاف البحرين عن دول الخليج الأخرى هو حفاظها على هويتها، وكذلك بالآثار التي في باطن أرضها والمعمار العمراني الشاهد الحي على عظمة وتاريخ هذا البلد الذي يميزه عن غيرها من البلدان، وهناك بيوت تعود للعشرينات أو الثلاثينات أو بيت يعود إلى 200 عام من قبل جرى ترميمه أخيرا يتزامن مع حكم الأسرة في مملكة البحرين، أي نحو عام 1796، وهو من أقدم بيوت المحرق، وهو بيت الشيخ سلمان، وكان بيت حاكم البحرين في القرن الـ18، وهذا البيت الآن موجود يشهد على تراث معماري يوضح هوية البلد وتاريخه، والمتلقي الأجنبي يحب أن يشاهد ما يميز كل بلد، أو ما تضمه أرضه من آثار وتحف فنية، وأحد الخبراء المصممين الذين جئت بهم لتطوير العروض المتحفية في البحرين، أكد لي أن أفضل ما في متاحفكم هو الموجود في الأرض، في أن بعض المتاحف تقوم على المقتنيات الموجودة فيها ربما لا تمت للأرض الموجودة بها المتحف، أي مقتنيات من الخارج، مثل المتحف البريطاني في العصمة لندن أو اللوفر الفرنسي.
* خلال خمس سنوات من توليك وزارة الثقافة بالبحرين تعدين المسؤولة الأولى عن تراث وآثار البحرين.. ما الدروس المستفادة من تلك التجربة؟
- الدروس المستفادة هي أن نواصل العمل، أي الحفر والدق والترميم بلا كلل أو ملل، نحن لا ننام، نحن نعمل ليل نهار، بحثا عن كنوز بلدي التي لا تنضب، وأنا مع نظرية التنقيب في عالم الآثار، وحفظ ما يكتشف في الأجواء الملائمة لها، والإشكال الوحيد هو التمويل، وكذلك الطاقة البشرية لدفع العمل دوما إلى الأمام، وما زال أمامنا الكثير من أجل المتلقي من أول خروجه من مطار البحرين من جهة الشوارع وتجميل المدن أيضا، ورغم أن بلدنا صغير الحجم، فإن هناك كثيرا من المعطيات الإيجابية لصالحنا. ولله الحمد، وثقت بي الشركات والبنوك بعد أن رأت أن تمويلها للمشروع التراثي أصبح واقعا على الأرض في نفس مواقعها بمدينة المحرق القديمة، وعلمت أنه «لا لعب بأموالها»، بل إنني أقدم لها مشروع الترميم كاملا وتكلفته، وعلينا الإشراف فقط، وهذا أكسبني الثقة.
* ما أبرز المشاريع الثقافية التي تشرفين عليها اليوم؟
- أشرف اليوم على 36 مشروعا في وقت واحد تتبع وزارة الثقافة، ما بين بيوت تحكي قصة البحث عن اللؤلؤ، وهذه البيوت في طريق طوله نحو ثلاثة كيلومترات، يتكلم عن هذا التراث الذي كان الحياة الاقتصادية في البحرين إبان ذلك الوقت، وهناك بيت للغواص يشرح طبيعة عمل الغواص ومقتنياته وآثاره، وكذلك بيت ربان السفينة، وطواش البحر، وكذلك التاجر المشغول الذي يجلب أخشاب السفن، أو حتى من يداوي المصابين في المهنة، وهناك دور للطرب أيضا، وكل هذا يمر بـ18 موقعا وبيتا، فيما يعرف بطريق اللؤلؤ في المحرق، إلى جانب خمسة أو ستة مواقع ومتاحف أثرية مؤمل إنشاؤها، أحدها المتحف الخاص بمسجد الخميس، وهو بدعم خاص من الأمير سلمان ولي العهد، وهناك أيضا مشروع «تلال عالي»، وهو ما بين متحف وتطوير صناعة الفخار، وتسليط الضوء على صناعة عمرها أكثر من خمسة آلاف عام.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».