الخوف من العودة إلى المدارس... كيف تساعد أطفالك على النجاح؟

طفلان يصعدان إلى حافلة مدرسية في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
طفلان يصعدان إلى حافلة مدرسية في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

الخوف من العودة إلى المدارس... كيف تساعد أطفالك على النجاح؟

طفلان يصعدان إلى حافلة مدرسية في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
طفلان يصعدان إلى حافلة مدرسية في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

بينما تسعى بعض المدارس لاستئناف التعليم عن قُرب، يخشى بعض الأطفال العودة إلى المدرسة.
قالت طبيبة الأطفال كارول ويتسمان، خلال اجتماع للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، إن «هناك استجابات متعددة بين الطلاب. هناك البعض ممن ينتظرون العودة بفارغ الصبر إلى الأنشطة الرياضية والمدارس، بينما نجد آخرين قلقين جداً حيال ذلك»، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز».
وقد يكون من الصعب على بعض الأطفال مواجهة فكرة العودة إلى التعلم الشخصي، وفقاً لتوجيهات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال. قد يشعر البعض بالقلق من الانفصال والشكوك حول التنقل عبر بيئات جديدة غير مألوفة خارج المساحة الآمنة في منزلهم.
وقالت الأكاديمية إن هذه الفكرة تعد صعبة بشكل خاص على الأطفال الذين يعانون بالفعل من القلق والاكتئاب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
مع وجود تاريخ سابق من الصدمة أو اضطراب طيف التوحد، قد يواجه الأطفال الذين لديهم الطموح نفسه في التعلم تحديات كبيرة. قد يعاني الأطفال الأصغر سناً أيضاً من التغييرات في الروتين.
وقالت نيها تشودري، طبيبة نفسية للأطفال والمراهقين في مستشفى ماساتشوستس العام، لشبكة «إيه بي سي»، «لقد أثر وباء (كورونا) بشكل كبير على الصحة العقلية للأطفال... كانت هذه بالفعل أزمة من قبل، لكن الوباء انتهى بإزالة الأجزاء الأخيرة من الدعم - مثل الفصول الدراسية، والروتين اليومي، والتنشئة الاجتماعية - التي كانت تساعد الأطفال على إكمال حياتهم بطبيعية».
ورغم التحديات، فقد ازدهر بعض الأطفال في البيئة الافتراضية. وأشارت ويتسمان إلى أن أولئك الذين يعانون من القلق الاجتماعي، أو الذين تعرضوا للتنمر قاموا بعمل جيد أثناء التعليم الافتراضي لأنهم تخلصوا من ضغوط كبيرة.
واصل المعلمون والأطباء في جميع أنحاء العالم مواجهة هذه التحديات طوال فترة الوباء كجزء من دفعة أكبر لمعالجة قضايا الصحة العقلية لدى الأطفال. ما كان يمثل مشكلة من قبل أصبح أزمة خاصة به وسط «كوفيد - 19».
قال إيفان سنايدر، أستاذ بمدرسة إعدادية بوسط إنديانا، إنه يرى الطلاب محبطين بسبب عدم اليقين بشأن الوباء. يقوم بالتدريس في مدرسة اعتمدت نموذجاً هجيناً، حيث يحضر الطلاب فصولاً داخل المدرسة في بعض الأيام، ويتابعون التعليم افتراضياً في أيام أخرى.
ولا يزال المعلمون والأطباء يشددون على الجوانب الإيجابية للعودة إلى المدرسة. فكيف يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية مساعدة أطفالهم على النجاح؟

* كن صريحاً
قالت طبيبة الأطفال ويندي سو سوانسون، «أخبر أطفالك دائماً بحقيقة ما تعرفه وما لا تعرفه... لا بأس أن تخبرهم أن هناك بعض الأشياء التي لا تعرفها، بينما تذكرهم بالأشياء التي تفعلها والجهود التي تبذلها كوالد لحمايتهم وإرشادهم».

* كن نموذجاً
توضح سوانسون: «كيفية استجابتنا للقلق والتوتر وظروف حياتنا لها تأثير عميق على أطفالنا... لا تتوقع منهم رؤية هذه الأمور فقط، ولكن التحدث حولها».

* إنشاء مساحة آمنة للتحدث
قالت تشودري: «يمكن للوالدين التواصل بشكل استباقي مع الأطفال بشأن صحتهم العقلية. لقد مررنا جميعاً بصدمة جماعية، ويحتاج الأطفال إلى مساحة لمعالجة شعورهم مع انتشار الوباء والعودة إلى المدرسة الآن».

* طلب المساعدة
أشارت تشودري إلى أنه «من المهم ملاحظة فكرة أنه بالنسبة للعديد من الأطفال، فإن عودة الدافع أو القدرة على التعلم لن تعود بمجرد الرجوع إلى المدرسة، وقد تحتاج بدلاً من ذلك إلى اللجوء للعلاج... يجب على الآباء ألا يترددوا في طلب مساعدة متخصص لإجراء تقييم على الأقل إذا كانوا يشتبهون في أن طفلهم يعاني من مشكلات».
ويعد الخوف أمراً طبيعياً، لكن ما تفعله لمساعدة الأطفال على التخلص منه هو الذي يصنع الفارق، كما يقول الخبراء.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».