يرى محللون أن عرقلة الأردن رحلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الإمارات قبل الانتخابات، تهدف إلى توجيه رسالة مفادها أن عمان لن تقبل بعد اليوم بتهميشها، مشيرين إلى أن المملكة تعوّل على الرئيس الأميركي جو بايدن لقلب الاتجاه الذي كان قائماً في عهد سلفه دونالد ترمب.
وكان دعم ترمب لنتنياهو غير محدود، وتبدو المملكة مقتنعة بأن جو بايدن الذي وصل إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، سيتبنى سياسة أكثر توازناً. ويقول مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية، أحمد عوض، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «تأخير منح الإذن لطائرة نتنياهو لعبور أجواء المملكة في زيارة (إلى الإمارات) التي أرادها استعراض نصر قبل الانتخابات الأسبوع المقبل في إسرائيل، رسالة سياسية قاسية بأن الأمور لم تعد تحتمل». وستجري الانتخابات الإسرائيلية في 23 مارس (آذار) للمرة الرابعة خلال أقل من عامين. ويسعى نتنياهو في حملته الانتخابية إلى استثمار مسألة تطبيع علاقات بلاده مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، التي حصلت خلال الأشهر الماضية بمباركة ورعاية من إدارة ترمب. والقشة التي قصمت ظهر البعير، تمثلت بإلغاء ولي العهد الأردني الأمير حسين زيارة كان سيقوم بها إلى المسجد الأقصى في القدس، واتهم الأردن إسرائيل بعرقلتها. وأكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية من باريس، الجمعة، أن ولي العهد كان ينوي القيام بـ«زيارة دينية»، الخميس الماضي، إلى «الحرم القدسي الشريف لأداء الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج». وأوضح أن إسرائيل أرادت فرض ترتيبات وتغييرات في برنامج الزيارة، ما دفع الأمير إلى إلغائها لتفادي التضييق على المقدسيين. وشدد الصفدي على أنه «لا سيادة لإسرائيل» على الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى في القدس المحتلة، وأن دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الأردنية هي الجهة الوحيدة المخولة بإدارة هذه الأوقاف، مضيفاً: «تتنكر للاتفاق مع الأردن وتخلق ظروفاً جعلت زيارة دينية في مناسبة مقدسة مستحيلة، ثم تتوقع أن تأتي إلى الأردن وتحلق عبر أجوائه؟!».
وكانت الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، تتبع الأردن إدارياً، قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967، وتضمها لاحقاً، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة على المقدسات الإسلامية في المدينة.
ويقول مسؤول أردني، فضّل عدم الكشف عن اسمه للوكالة: «العلاقات مع نتنياهو متوترة منذ سنوات طويلة»، مشيراً إلى أن الملك عبد الله «يرفض استقباله أو تلقي مكالمات منه». ويعود آخر لقاء معلن رسميا بين الطرفين إلى يونيو (حزيران) 2018، وكان ذلك اللقاء الأول حينها منذ 2014. ووصف عاهل الأردن مرات عدة السلام مع إسرائيل بأنه «سلام بارد». واعتبر في خريف عام 2019 أن العلاقات معها «في أدنى مستوياتها على الإطلاق». ويشير مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، إلى أن الأردن يقيم اتصالات مع «بيني غانتس (وزير الأمن) وغابي أشكنازي (وزير الخارجية)»، و«أراد إرسال رسالة لواشنطن أننا مستعدون للقيام بدورنا مع الإسرائيليين لكننا نتحاشى نتنياهو».
وشهدت علاقة الأردن مع نتنياهو سلسلة توترات بدأت عام 1997 بمحاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في عمان، مروراً بمقتل القاضي الأردني رائد زعيتر على الجسر بين البلدين عام 2014، ومقتل مواطنين أردنيين اثنين في سفارة إسرائيل في عمان عام 2017، واستقبال نتنياهو للقاتل استقبال «الأبطال».
يقول الرنتاوي إن «الموقف الأردني انتعش بعد رحيل ترمب وقدوم بايدن، الأردن يشعر بارتياح»، معتبراً أن إدارة ترمب سعت أيضاً إلى «تهميش الأردن وهددت مصالحه بشكل أو بآخر في مواضيع الحل النهائي». ويؤكد أن إدارة بايدن «تؤيد حل الدولتين وتعتبر الأردن شريكاً»، متوقعاً أن تعود «إلى الصيغ القديمة في المواقف الأميركية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي».
الأردن يعوّل على بايدن لوقف تهميشه من جانب إسرائيل
الأردن يعوّل على بايدن لوقف تهميشه من جانب إسرائيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة