عمل مسرحي بريطاني يستعرض دور المرأة في «الربيع العربي»

يغطي 4 بلدان عربية بالإضافة إلى بريطانيا

مشاهد من «أغاني الحجارة» (تصوير: ميا هوك)
مشاهد من «أغاني الحجارة» (تصوير: ميا هوك)
TT

عمل مسرحي بريطاني يستعرض دور المرأة في «الربيع العربي»

مشاهد من «أغاني الحجارة» (تصوير: ميا هوك)
مشاهد من «أغاني الحجارة» (تصوير: ميا هوك)

في جو حماسي صاخب، وعلى إيقاعات أغاني «الراب» الشبابية، افتتحت فرقة «ماما كيّا» (Mama Quilla) البريطانية للتمثيل العرض الأول لمسرحية «أغاني الحجارة» على خشبة «الآركولا» في شرق لندن الأسبوع الماضي.
يتألف العمل من 3 مسرحيات تتقاطع في المضمون والرسالة ولكن تتباين من حيث الشخصيات والبناء الدرامي للأحداث. وتدور المسرحيات الثلاث حول واقع المرأة العربية وموقعها من «العاصفة» التي اكتسحت عددا من البلدان العربية مع بداية عام 2011، أو ما بات يُعرف بظاهرة «الربيع العربي».
يتنوع الفضاء الجغرافي للعمل، إذ يغطي 4 بلدان عربية، هي سوريا، ومصر، وليبيا، وتونس، بالإضافة إلى بريطانيا، ليلقي الضوء على مشاعر الخيبة والإحباط التي لا تخلو من لحظات الفرح العابر، لشخصيات نسائية في معظمها. فابتداء من عليا (عليا الزغبي)، وهي شابة سورية تتعرض للاعتقال والتعذيب بسبب عروض الدمى التي تسخر فيها من السلطة، إلى أرشية (راينون جيمس) المتظاهرة المصرية التي تُصاب بصدمة نفسية على أثر تعرضها لفحوصات كشف العذرية، انتهاء بمجموعة من نساء ليبيات يتشفين أمام جثة القذافي بعد أن قُتل على يد الثوار، تطغى نبرة تحدٍ تعيدنا إلى أجواء الحماس والتفاؤل التي سادت عددا من المدن العربية خلال الأشهر الأولى من «الربيع العربي».
يتخلل العرض مقاطع فيديو من تمثيل فرقة «مصاصة متّة» السورية لمسرح الدمى، والتي تلقي الضوء على معاملة المتظاهرين الشباب داخل أقبية التحقيق وفروع الأمن. كما تؤدي هذه المقاطع وظيفة الموازنة بين الجنسين، إذ تتطرق للجانب الذكوري من الاحتجاجات أيضا.
في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» تقول المسرحية البريطانية «كاي آدسهيد»، مخرجة ومؤلفة «أغاني الحجارة»: «جاءت فكرة (أغاني الحجارة) بينما كنت أعمل على مشروع سابق باسم (مسرح الاحتجاج) الذي استكشف مظاهر الاحتجاجات التي كانت تحدث في جميع أنحاء العالم حينها. وبينما كنت أقوم بتطوير قطعة مسرحية حول الشباب والاحتجاجات الطلابية، بدأ الربيع العربي. كما كانت تظهر كتابات مثيرة للاهتمام في المدونات، لذلك قررت أن أضمّن ربيع النساء في تلك القطعة نفسها».
أما بالنسبة لعملية الكتابة التي استغرقت نحو السنتين، تقول آدسهيد: «كان تحديا لا يصدق، إذ لم أشأ أن أقدم تحليلا مبسطا عن الأوضاع التي ما زالت في طور التغيّر وستستمر بالتغيّر والتطور. لا يزال التاريخ ينتظر إجابة، لكن هذا لا يعني أن هذه القصص يجب أن لا تقال. فهي جزء من تاريخ عالمنا، ومن المهم لقصص هؤلاء النساء أن لا تُنكر أو تُنسى. فهن بحاجة لمن يسمع أصواتهن ويحكي قصصهن». لم يكن اختيار الممثلين موفقا، إذ إن قرار المخرجة، الذي كان من الواضح متعمدا، باختيار شخصيات من خلفيات عرقية متعددة (شرق آسيوية، وأفريقية، وأوروبية، وشرق أوسطية) أبعد العمل عن خصوصيته الجغرافية، خصوصا وأن الربيع العربي يعتبر ظاهرة عربية بامتياز. قد يقول البعض إن التعدد العرقي للشخصيات يخرج العمل من إطاره المحلي، ليخاطب شريحة أوسع من الجمهور العالمي، ولكن من الصعب تقبّل ممثلة بملامح شرق آسيوية تؤدي دور متظاهرة مصرية تدعى حسينة.
يضاف إلى ذلك نزوع العمل إلى خطاب تقريري شعاراتي جاف أخرجه من إطاره الفني الدرامي. صحيح أن العمل يندرج ضمن المسرح السياسي، إلا أن كثرة الشعارات وطغيان النبرة الاحتفالية المتفائلة بمستقبل عربي ديمقراطي مشرق يحصره في خانة البيان السياسي المباشر، هذا ناهيك عن كونه يتناقض تماما مع الواقع في البلدان التي أحالها «الربيع العربي» إلى خراب.

* تستمر العروض يوميا حتى 28 فبراير(شباط).



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.