روسيا تستدعي سفيرها لدى الولايات المتحدة للتشاور

الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
TT

روسيا تستدعي سفيرها لدى الولايات المتحدة للتشاور

الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

أعلنت روسيا، أمس (الأربعاء)، أنها استدعت سفيرها لدى الولايات المتحدة للتشاور، مشددةً في الوقت نفسه على أن الخطوة تهدف إلى تجنّب «تدهور لا رجعة فيه» في العلاقات مع واشنطن.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن موسكو استدعت السفير أناتولي أنطونوف «للتشاور من أجل تحليل ما يتعيّن القيام به والغاية من العلاقات مع الولايات المتحدة».
يأتي ذلك بعدما صرّح الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه يعتقد أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين «قاتل»، محذراً من أنه «سيدفع ثمن» أعماله، وبينها التدخلات الجديدة في الانتخابات الأميركية التي تتهمه بها واشنطن، ما أثار رد فعل فورياً من موسكو.
ولم يوضح بايدن ما إذا كان يشير إلى حادثة تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني في أغسطس (آب)، التي نسبتها واشنطن لروسيا. ولدى عودته إلى روسيا، بعد أن أمضى فترة نقاهة من خمسة أشهر في ألمانيا، أودع نافالني السجن، وتطالب واشنطن بالإفراج عنه.
وفي أول رد فعل يصدر عن مسؤول روسي كبير، إثر الحوار، كتب رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، المقرب من بوتين، على حسابه على «تلغرام»: «هذه هستيريا ناجمة عن العجز».
وأضاف: «بوتين رئيسنا، وأي هجوم عليه هو هجوم على بلادنا».
وتابع: «بتصريحاته، أهان بايدن مواطني بلدنا».
ويبدي بايدن منذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) حزماً كبيراً حيال بوتين، خلافاً للتساهل الذي أظهره سلفه دونالد ترمب ومعسكره الجمهوري.
ومطلع مارس (آذار)، فرضت واشنطن عقوبات على سبعة مسؤولين روس كبار رداً على تسميم المعارض أليكسي نافالني الذي تحمل أجهزة الاستخبارات الأميركية موسكو مسؤوليته.
ودائماً في إطار الرد على استخدام موسكو «أسلحة كيميائية»، أعلنت وزارة التجارة الأميركية الأربعاء أنها توسع القيود على تصدير المنتجات الحساسة إلى روسيا، دون مزيد من التفاصيل.
وردّ نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بالقول إن هذه التدابير «لا تحسّن فرص تطبيع العلاقات».
وأضاف، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء «ريا نوفوستي»: «الولايات المتحدة مسؤولة بشكل كامل عن التدهور الجديد في العلاقات الروسية - الأميركية، هذا أمر لا يرقى إليه الشك».
وتدرس الاستخبارات الأميركية وقائع أخرى مختلفة أعلنت الولايات المتحدة أنها تشتبه في أن تكون روسيا تقف وراءها، منها هجوم إلكتروني ضخم مؤخراً، ودفع مكافأة لمقاتلي «طالبان» لقتل جنود أميركيين في أفغانستان.
وفي تقرير جديد، اتهمت السلطات الأميركية «جهات مرتبطة بالحكومة الروسية» بالتدخل مجدداً في الانتخابات الرئاسية في 2020، بعد تدخل في اقتراع 2016.
وقال بايدن بخصوص هذا التدخل: «سيدفع فلاديمير بوتين ثمن ذلك». وفي إشارة إلى أول مكالمة بينهما، قال: «لقد تحادثنا مطولاً معاً، وأعرفه جيداً».
وتابع: «في مستهل الحديث، قلت له: أعرفك وتعرفني، وإذا توصلت إلى استنتاج مفاده أنك فعلت ذلك، فكن مستعداً» لتحمل العواقب، دون أن يوضح إلى ما كان يشير تحديداً.
وأكد أنه يرغب في «العمل» مع الروس «عندما يكون ذلك في مصلحتنا المشتركة»، على غرار تمديد اتفاق نزع الأسلحة النووية «نيو ستارت» الذي تقرر بعيد وصوله إلى سدة الحكم.
ودانت روسيا، أمس (الأربعاء)، اتهامات التدخل في الانتخابات الأميركية. وصرح المتحدث باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف لصحافيين أن هذا التقرير «خاطئ ولا أساس له ويفتقر إلى الأدلة».
وأكد أن «روسيا لم تتدخل في الانتخابات السابقة» في 2016 التي أدت إلى فوز دونالد ترمب و«لم تتدخل في انتخابات 2020» التي فاز بها جو بايدن.
وتابع أن هذا التقرير «ذريعة لإدراج مسألة فرض عقوبات جديدة على روسيا على جدول الأعمال مجدداً».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.