تتفاعل قضية اللقاح ضد فيروس كورونا في الولايات المتحدة؛ إذ يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن عقبة أساسية في الترويج للقاحات في ظل تشكيك بعض الأميركيين به.
فقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة، أن 25 في المائة من الأميركيين يترددون في تلقي اللقاح، منهم 47 في المائة من مناصري الرئيس السابق دونالد ترمب. كما أظهر استطلاع لشبكة «سي بي إس»، أن ثلث الجمهوريين لا يريدون تلقي اللقاح مقابل 10 في المائة من الديمقراطيين المشككين، في حين قال 20 في المائة من الجمهوريين، إنهم لم يتخذوا قرارهم بعد.
وتشير هذه الأرقام الصادمة إلى أن عمق الانقسامات الحزبية تخطى السياسة بأشواط، وانعكس بشكل بارز على جهود الولايات المتحدة في التصدي للفيروس.
وبناءً على هذه الأرقام، فإن ترويج إدارة بايدن للقاح سيصطدم بحائط الرافضين للتلقيح، الذي لم يتوقف عند الشارع الأميركي فحسب، بل امتدت جذوره لتصل إلى الكونغرس.
ففي مجلس النواب، أظهرت الأرقام، أن 25 في المائة من أعضاء المجلس لم يتلقوا اللقاح، أي أن واحداً من أصل أربعة نواب رفض أخذ اللقاح المتوفر لكل المشرعين. وعلى ما يبدو، فإن الرفض أتى من قبل الجمهوريين أكثر من زملائهم الديمقراطيين؛ ما يعكس رأي الشارع بشكل كبير.
ويبرر بعض الرافضين في الكونغرس قرارهم بصغر سنهم، كالنائب الجمهوري مادسيون كاوثورن البالغ من العمر 25 عاماً، والذي قال «لن أتلقى اللقاح؛ فالأرقام تشير إلى أن حظوظي بالنجاة من الفيروس كبيرة بسبب عمري». في حين يعتبر آخرون أصيبوا بالفيروس أنهم لا يحتاجون إلى اللقاح لهذا السبب، كالسيناتور الجمهوري رون جونسون الذي قال «لن أتلقح. فقد سبق وأن أصبت بـ(كوفيد). وهذا يعطيني أفضل مناعة ممكنة».
ويؤثر هذا الرفض من قبل البعض في الكونغرس على جدول مجلس النواب، الذي اعتمد على التصويت عن بعد جراء الفيروس؛ الأمر الذي أدى إلى بطء شديد في أعماله. ويقول زعيم الأقلية الجمهورية كيفين مكارثي، إن المجلس يجب أن يعاود أعماله كما في السابق، مشيراً إلى أن 75 في المائة من النواب تلقوا اللقاح. لكن زعيم الأغلبية الديمقراطية في المجلس ستيني هوير يعارضه الرأي، مذكراً بالـ25 في المائة الذين لم يتلقوا اللقاح بعد. وقال هوير في جدل حاد في مجلس النواب «كان الأمر أسهل بكثير لو أن كل نائب تلقى اللقاح»، مذكراً بأن الكونغرس لديه ما يكفي من اللقاحات لكل أعضائه.
وفي حين يحتدم الجدل حول هذه المسألة، تتوجه الأنظار إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي لم يشارك حتى الساعة في أي من حملات الترويج للقاح بشكل رسمي. فعدد كبير من مناصريه يعارضون اللقاح، بحسب استطلاع للرأي أجرته محطة «إن بي آر» بالتعاون مع شبكة «بي بي إس». ويدل الاستطلاع على أن 49 في المائة من الرجال الجمهوريين، و47 في المائة من مناصري ترمب و41 في المائة من الجمهوريين بشكل عام قالوا إنهم لن يتلقوا اللقاح عندما يصبح متوفراً لهم.
ودفعت هذه الأرقام بمدير معهد الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي إلى حث ترمب على الحديث علانية لإقناع مناصريه بضرورة تلقي اللقاح. وقال فاوتشي «أعتقد أن حديثه سيحدث فارقاً كبيراً. فهو محبوب جداً في صفوف الجمهوريين، وإذا دعا علانية إلى أخذ اللقاح فمن المؤكد أن مناصريه سيستمعون له».
وعلى الرغم من أن الرئيس السابق تلقى اللقاح في البيت الأبيض قبل مغادرته، فإنه لم يروّج لذلك علناً، بل اعتمد على السرية في قراره هذا.
وبحسب المستطلعين، يعود سبب التحفظ الجمهوري في موضوع اللقاح إلى أسباب عدة، أبرزها عدم الثقة بالدولة، والتشكيك بسرعة التوصل إلى اللقاح، كما أن هناك عدداً لا بأس منه من الرافضين الذين سبق وأن أصيبوا بالفيروس ويعتقدون أن مناعتهم كافية لمقاومته؛ الأمر الذي يعارضه خبراء طبيون في الولايات المتحدة يقولون إن الدراسات لم تثبت بعد مدى فاعلية هذه المناعة على المدى الطويل.
إضافة إلى ذلك، هناك فئة من الرافضين المحافظين الذين لديهم تحفظات دينية بحق اللقاح التابع لـ«جونسون اند جونسون»؛ نظراً لأنه صنع من خلايا لأجنة إثر إجهاضها.
تشكيك جمهوري يهدد جهود مواجهة الفيروس
استطلاعات رأي تشير إلى معارضة مناصري ترمب للتلقيح
تشكيك جمهوري يهدد جهود مواجهة الفيروس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة