عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> وليد عبد الكريم الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، استقبل أول من أمس، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ نهيان بن سيف آل نهيان، في مقر الوزارة بالرياض، حيث تسلم نائب وزير الخارجية خلال الاستقبال، نسخة من أوراق اعتماد الشيخ نهيان سفيراً لبلاده لدى المملكة العربية السعودية، تمهيداً لتقديمها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. ونقل الخريجي تمنيات وزير الخارجية للسفير بالتوفيق في توطيد وتعزيز علاقات التعاون والدفع بها لآفاق أرحب.
> الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بالإمارات، استضافه أول من أمس، مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، في دورته الثالثة المنعقدة تحت شعار «واقع جديد، آفاق جديدة»، في جلسة حوارية مع مجموعة من شباب وشابات الإمارات من مختلف القطاعات، حيث شارك الوزير أفكاره ورؤيته حول صناعة المستقبل وترسيخ ثقافة الابتكار وتحفيز الشباب، والخبرة الواسعة التي اكتسبها في مجال الإدارة وصناعة التغيير في العمل الحكومي.
> أيمن المفلح، وزير التنمية الاجتماعية الأردني ووزير العمل المكلف، تفقد أول من أمس، صندوق التنمية والتشغيل ومديرية العاملين في المنازل ومديريتي تفتيش وتشغيل عمان الأولى ومكتب عمل نقابة المقاولين في منطقة العبدلي. واطلع الوزير على سير العمل والإجراءات والخدمات المقدمة للمواطنين. واستمع من المديرين والموظفين إلى شرح حول الخدمات التي يقدمها الصندوق وكل مديرية من مديريات العمل، وأكد على ضرورة تبسيط الإجراءات وتقديم أفضل الخدمات للمراجعين وتطبيق التدابير الوقائية في مركز الوزارة للحد من انتشار فيروس «كورونا».
> محمد غسان شيخو، السفير البحريني لدى إندونيسيا، استقبله أول من أمس، عبد اللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية البحريني، حيث أهدى السفير الوزير كتاباً من تأليفه بعنوان «ديناميكية الاقتصاد غير الرسمي وتحديات الحوكمة (دراسة مقارنة بين مصر والهند في الفترة من 1991 - 2012)»، حيث أشاد الوزير بجهود السفير في إنجاز هذا المؤلف القيم وما تضمنه من معلومات ثرية تتناول كلاً من الاقتصاد غير الرسمي والمناحي الاجتماعية والسياسية المرتبطة بالعولمة.
> الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات... أم الإنسانية»، قدمت لها جامعة الدول العربية التهنئة، أول من أمس، بمناسبة يوم الطفل الإماراتي الذي يصادف 15 مارس (آذار) الحالي. وقالت الجامعة إن يوم الطفل الإماراتي مناسبة وطنية هامة لرصد الإنجازات والمكاسب التي حققها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
> نيقولاوس جاريليديس، سفير اليونان في القاهرة، زار أول من أمس، المتحف القومي في الإسكندرية، يرافقه القنصل العام لدولة اليونان بالإسكندرية أثناسيوس كوتسينوس، في إطار جولة سياحية للمتحف، حيث استمع لشرح من مسؤولي المتحف. وأعرب السفير عن إعجابه بمقتنيات المتحف وحفاوة الاستقبال، وأشار إلى أن المتحف يضم عدداً هائلاً من القطع الأثرية المميزة، بجميع الطوابق الخاصة به، والتي تصل لنحو 1366 قطعة أثرية.
> سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، اجتمع افتراضياً أول من أمس، مع ناصر حسين الشبلي، وزير النقل العراقي، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين في مجال النقل، وترسيخ تنافسيتهما في قطاع النقل، والمشاريع التنموية التي تعود بالنفع على ذلك القطاع. وأشاد المزروعي بعمق العلاقات الأخوية، داعياً للاستثمار في هذه العلاقة المتميزة عبر بحث فرص التعاون في مجال النقل، وتعزيز المبادرات التي تخدم القطاع، وتقوده لمستويات متقدمة من الازدهار.
> جميل بن محمد علي حميدان، وزير العمل والتنمية الاجتماعية البحريني، التقى أول من أمس، إيان ليندسي مستشار مجلس التنمية الاقتصادية، بمناسبة تسلمه لمهام منصبه. وأطلع الوزير ضيفه على الجهود التي تقوم بها الوزارة لدعم المستثمرين ورجال الأعمال، وتقديم مختلف الخدمات لتلبية احتياجاتهم من الكفاءات والعناصر الوطنية المدربة والمؤهلة لشغل العديد من الوظائف والأعمال المطلوبة.
> توميسلاف بوشنياك، سفير كرواتيا بالقاهرة، استقبله أول من أمس، محمد أحمد مرسي، وزير الدولة للإنتاج الحربي بمصر، لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات التصنيع المختلفة. واستعراض الإمكانيات التكنولوجية والتصنيعية والفنية لشركات الإنتاج الحربي والمجالات التي يمكن التعاون بها مع الشركات الكرواتية في مجالات التصنيع العسكرية والمدنية.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)