سوريون معارضون في واشنطن: 5 أولويات لإدارة بايدن حول بلادهم

رجل يمسك بطفلة ترفع علم المعارضة السورية خلال مظاهرة بمحافظة إدلب في الذكرى العاشرة للثورة السورية (أ.ف.ب)
رجل يمسك بطفلة ترفع علم المعارضة السورية خلال مظاهرة بمحافظة إدلب في الذكرى العاشرة للثورة السورية (أ.ف.ب)
TT

سوريون معارضون في واشنطن: 5 أولويات لإدارة بايدن حول بلادهم

رجل يمسك بطفلة ترفع علم المعارضة السورية خلال مظاهرة بمحافظة إدلب في الذكرى العاشرة للثورة السورية (أ.ف.ب)
رجل يمسك بطفلة ترفع علم المعارضة السورية خلال مظاهرة بمحافظة إدلب في الذكرى العاشرة للثورة السورية (أ.ف.ب)

أثارت جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وبعض المسؤولين الروس، على بعض دول المنطقة، والمواقف التي صدرت بعدها، تساؤلات لدى سوريين معارضين في واشنطن عن الموقف الأميركي من مستقبل الوضع في سوريا.
يقول الدبلوماسي السوري السابق في سفارة دمشق في واشنطن، بسام بربندي، لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاءات التي تجري مع عدد من المسؤولين الأميركيين أوضحت 5 نقاط تركز عليها إدارة بايدن في معالجة الملف السوري: الأولى، ملف الأسلحة الكيماوية، وضرورة محاسبة المسؤولين عن استخدامها من قبل النظام. الثانية، قضية المعتقلين وإطلاق سراحهم، ومعرفة مصير المغيبين والمسجونين في سجون النظام، وهم بعشرات الآلاف. الثالثة، قضية المساعدات الإنسانية، حيث تركز إدارة بايدن على ضرورة تمديد العمل بالتصاريح الخاصة بوصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا عن طريق المعابر التي ينتهي أجلها في يوليو (تموز) المقبل. الرابعة، التركيز على العملية السياسية السلمية. الخامسة، دور الأطراف الإقليمية والدولية في تلك العملية.
ويضيف بربندي أن المسؤولين الأميركيين الذين تم اللقاء معهم «عبروا عن موقف واضح يدين محاولة تصوير الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعيشها سوريا اليوم على أنها نتيجة لـ(قانون قيصر)» الذي بدأ تنفيذه في يونيو (حزيران) الماضي. ووصفوا تلك المقاربة بـ«الخاطئة، لأنه منذ إدارة (الرئيس باراك) أوباما حتى اليوم، فإن المسؤول عن الأزمة هو الرئيس (بشار) الأسد الذي يواصل تدمير سوريا، ويجوع شعبها، وليس العقوبات».
ويقول سوريون في العاصمة الأميركية إن بايدن «تحدث عن ضرورة إنهاء (الأزمة الإنسانية)، ما يعني أن هناك توافقاً ضمنياً على أن مقاربته للأزمة السورية تعكس توجهات إدارته الاستراتيجية نحو تخفيف الانخراط في أزمات المنطقة، والتفرغ لمواجهة الصين».
ويعتقدون أن إدارة بايدن «ترغب في التوصل إلى تفاهم مع روسيا لتسليمها هذا الملف، عبر إضفاء شرعية على وجود الجيش الروسي، مع فارق أساسي عن إدارة ترمب، حيث إنه يريد إشراك إيران في الحل، وليس إبعادها، في عودة جزئية لسياسات أوباما التي كان تعد أن مشكلات المنطقة يجب أن تعالج بمشاركتها حيث وجدت».
ويؤكد بربندي أن مسؤولي إدارة بايدن «ناقشوا ملفات المنطقة، وهم يعرفون تماماً ماذا يريدون، وقد اتصلوا منذ فترة طويلة بمختصين وناشطين، على الرغم من الضبابية التي لا تزال تحيط بمواقفهم. وقد أعلنوا صراحة أن العودة عن (قانون قيصر) لن تتم لأسباب (اقتصادية)، بل سياسية، لأنه بالأصل هو قانون سياسي، وشروط العودة عنه مرهونة بالنقاط الخمس أعلاه».
وبدوره، يقول برايان كاتوليس، الباحث المتخصص في شؤون المنطقة في المركز التقدمي الأميركي، المحسوب على الديمقراطيين، إن «الهدف الأساسي للعقوبات هو عزل نظام الأسد لجرائمه الفظيعة ضد الإنسانية». ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «سوريا لن تكون دولة طبيعية مرة أخرى ما دام نظام الأسد يحكم»، مشيراً إلى أن «نظام الأسد هو أحد أفضل الشركاء لإيران»، مبيناً أنه «من الواضح تماماً أن هناك حملة من نوع ما ضد عقوبات (قيصر) تخفي نفسها في عباءة الإنسانية؛ هذه الحجج ليست مقنعة بشكل رهيب بالنظر إلى الحقائق».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.