مجلس الأنبار يحذر من ديالى ثانية ورئيسه يؤكد: لم نطلب دخول {الحشد الشعبي}

مساع لتطويق أزمة العلاقة مع المتطوعين الشيعة

مجلس الأنبار يحذر من ديالى ثانية ورئيسه يؤكد: لم نطلب دخول {الحشد الشعبي}
TT

مجلس الأنبار يحذر من ديالى ثانية ورئيسه يؤكد: لم نطلب دخول {الحشد الشعبي}

مجلس الأنبار يحذر من ديالى ثانية ورئيسه يؤكد: لم نطلب دخول {الحشد الشعبي}

حذّر مجلس محافظة الأنبار من حدوث ما أسماه «مجزرة ثانية» في الرمادي محملا قيادة عمليات الأنبار وقيادة شرطة المحافظة مسؤولية التدهور الأمني الأخير في أنحاء مختلفة من المحافظة.
وبينما عدّ سياسيون من الأنبار حادث مقتل اثنين من شباب المحافظة على يد ضابط في الحشد الشعبي، بأنه حادث فردي، فقد أكد رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، خلال مؤتمر صحافي في بغداد، أمس، أن «مجلس الأنبار يحمّل قيادة عمليات الأنبار وقيادة شرطة المحافظة مسؤولية التدهور الحاصل في ملف حقوق الإنسان نتيجة الانتهاكات التي حصلت من قبل عناصر غير منضبطة في قوات الحشد الشعبي بمدينة الرمادي من قتل للمدنيين». وأبدى كرحوت «تخوف مجلس الأنبار من حدوث مجزرة ثانية، وتصبح المحافظة ديالى ثانية»، مبينا أن «عشائر في الأنبار تقاتل تنظيم داعش على مدار عام كامل وهي لا تحتاج إلى أناس مسيئين، بل لأناس يدافعون مع أبناء المحافظة ضد تنظيم داعش».
وأضاف كرحوت أن «المجلس لم يطالب بدخول قوات الحشد الشعبي إلى الأنبار، ولكن طالب الحكومة المركزية والقيادة المركزية بدعم المحافظة للخلاص من هذه الفتنة والخلاص من تنظيم داعش الإرهابي»، مؤكدا أن «النصر قريب والصمود الذي تحمله الأنبار سيفشل كل المخططات ضدها». وطالب قوات الجيش بـ«غلق الحدود العراقية - السورية باعتبارها المنفذ الوحيد للجماعات الإرهابية التي تمكن من خلال التنظيم من إدخال جميع عناصره والأجهزة والأسلحة والمعدات والدبابات». وتابع كرحوت: «إننا اليوم طالبنا بدعم مباشر من الحكومة المركزية وأبناء المحافظات الجنوبية والشمالية للدفاع عن الأنبار، لأنها المتصدر الأول في مواجهة تنظيم داعش»، لافتا إلى أنه «لولا الأنبار وأبناؤها لوصل القتال إلى بغداد والمحافظات الجنوبية، خصوصا كربلاء وبابل».
بدوره، أكد محمد الكربولي، عضو البرلمان عن محافظة الأنبار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن حادث مقتل شابين من أبناء المحافظة بعد اعتقالهما من قبل قوات الحشد الشعبي مساء الجمعة الماضي، «لا يتحمله الحشد الشعبي الذي جاء لنصرة أهالي الأنبار، ولكنه حادث فردي لن يؤثر على طبيعة العلاقة بين أهالي الأنبار وإخوانهم أبناء الحشد الشعبي الذين هم مؤسسة عقائدية تقاتل في إطار فتوى المرجعية الدينية»، مبينا: «إننا سبق أن حذرنا من المندسين في هذا الحشد الذين يقومون بأعمال تنتج عنها ردود فعل قد لا تكون منضبطة وتؤدي بالتالي إلى تداعيات المستفيد الأول منها وهو تنظيم داعش». وأكد الكربولي أن «القول بأن هذا الحادث أو ذاك حادث فردي لا يبرر السكوت عنه أو إهماله، بل يتوجب إنزال أقصى العقوبات بحق من يقوم بذلك، لا سيما بعد معرفته ومعرفة دوافعه». ودعا الكربولي إلى «تطويق هذه الأزمة من منطلق أن الحشد الشعبي غير مسؤول عنها، لأنها كما قلنا حادث فردي»، بينما أكد الكربولي أن «هناك أخطاء يمكن أن تقع في الحرب، لكن يجب احترام السياقات؛ حيث إن أهالي الأنبار لا مطلب لديهم سواء إعادة الضابط المتهم بقتل الشابين إلى الرمادي ومحاكمته هناك».
في السياق ذاته ، أكد الشيخ غسان العيثاوي، أحد شيوخ الأنبار ورجال الدين فيها، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الحادثة مستنكرة من قبل جميع أهالي الأنبار، وأعتقد أنها مستنكرة من قبل كل العراقيين، وأولهم إخواننا أبناء الجنوب والحشد الشعبي الذين رحبنا بهم لكونهم جاءوا لمقاتلة (داعش) معنا». وأضاف العيثاوي أن «الذي حصل سيؤدي، في حال عدم محاسبة المتهم الحساب الذي يستحقه، إلى إضعافنا جميعا في مواجهة (داعش)، وبالتالي فإنه مع إقرارنا بأن الحادث فردي، إلا أن هناك ممن يساند (داعش) يمكن أن يستثمره، ويمكن أن يتخذه التنظيم المتطرف غطاء جديدا له، وهو ما يعني أن دور الحشد الشعبي يتحول إلى مصدر للفتنة وهو ما لا نريده على الإطلاق».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.