السودان يلاحق وزراء سابقين بتهم قتل وفسادhttps://aawsat.com/home/article/2860391/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AD%D9%82-%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%88%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF
إحدى جلسات محاكمة البشير وأركان نظامه في الخرطوم في يناير الماضي (أ.ف.ب)
أعلنت النيابة العامة السودانية ملاحقة مجموعة جديدة من مسؤولي نظام الرئيس المعزول عمر البشير باتهامات تتنوع بين القتل والفساد والتعذيب، بينهم وزراء سابقون أحدهم الأمين العام السابق لـ«الحركة الإسلامية» التي شكلت عماد النظام.
وقالت النيابة العامة إنها أحالت 5 قضايا قتل في مدينة عطبرة على يد أمن نظام البشير، أثناء الاحتجاجات التي شهدتها المدينة خلال الانتفاضة التي أدت إلى إطاحة النظام، مشيرة إلى أن الجهاز القضائي حدد مواعيد جلسات المحاكمة.
كما أعلنت اكتمال التحريات في واقعة قتل تحت التعذيب أثناء احتجاز الضحية بواسطة قوات الدعم السريع في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأوضحت أن البلاغ سيحال للجهاز القضائي خلال أيام. وكشفت عن تسلم النائب العام تاج السر علي الحبر تقارير الطب العدلي التي أعقبت عمليات النبش والتشريح لـ«شهداء كجبار»، وبناء على تلك التقارير دونت النيابة البلاغ تحت مواد تهمتي الاشتراك الجنائي والقتل العمد.
وقتلت قوات الأمن التابعة لنظام البشير بالرصاص في منطقة كجبار بشمال السودان في 2007 أربعة أشخاص أثناء مشاركتهم في مسيرة سلمية تندد ببناء سد كجبار الذي كان يهدد مناطقهم بالغرق.
وقال البيان إن النائب العام تسلم من الطب العدلي تقارير تشريح جثامين مجهولين عثر عليها في مشرحة بمدينة ود مدني وسط البلاد، يرجح أنهم لقوا مصرعهم إبان الثورة.
ويواجه وزيرا المالية السابقان علي محمود عبد الرسول والزبير أحمد الحسن الذي كان يشغل منصب الأمين العام لـ«الحركة الإسلامية» وآخرون، بلاغات فساد تتعلق ببيع هيئة النقل النهري الحكومية، بحسب بيان النيابة.
كما دونت النيابة بلاغ فساد بمواجهة الحسن وآخرين، على خلفية التصرف في حق هبوط الخطوط الجوية السودانية في مطار هيثرو اللندني، فضلاً عن بلاغ ضد الوزيرين عوض أحمد الجاز وعبد الحليم المتعافي وآخرين على خلفية الفساد في مصنع «سكر مشهور»، والوالي السابق الحاج عطا المنان و«بنك النيل» في بلاغ فساد يتعلق بالبنك.
وذكر التقرير أن نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة ومكافحة الإرهاب، دونت 34 بلاغاً تتعلق بالاتجار بالنقد الأجنبي خارج النظام المصرفي، وتزييف العملة وشبكات التزوير، صدرت أحكام قضائية بالإدانة في عدد منها، إضافة إلى عدد آخر من البلاغات تتعلق بقضايا فساد ومخالفات مالية.
ومنذ سقوط نظام البشير وتشكيل الحكومة الانتقالية، تعمل النيابة العامة على قضايا وبلاغات عدة لمحاسبة النظام على جرائمه. وأدين الرئيس المعزول في جريمة فساد، ويخضع ورفاقه للمحاكمة بتهمة تدبير الانقلاب الذي أطاح الحكومة الديمقراطية المنتخبة بقيادة رئيس الوزراء الراحل الصادق المهدي.
نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعاركhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5085292-%D9%86%D8%B2%D9%8A%D9%81-%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%83
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.
ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.
وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.
ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».
وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.
وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.
وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.
قتل داخل السجن
وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.
وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.
وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.
وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.
ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.
ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.
قتلى بلا حرب
وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.
وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.
ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.
ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.
كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.
وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.