الجيش العراقي يعتقل 5 «دواعش»

أحبط عملية تسلل من سوريا في قاطع سنجار

TT

الجيش العراقي يعتقل 5 «دواعش»

أعلن الجيش العراقي عن اعتقال 5 من عناصر تنظيم داعش في كل من محافظتي بغداد والأنبار، فيما أحبط عملية تسلل لمجموعة إرهابية أخرى من الأراضي السورية. وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، أمس (الأحد)، إنه بناءً على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، يواصل جهاز مكافحة الإرهاب عملياته المتميزة لملاحقة بقايا عصابات «داعش» الإرهابية، وقد نفذت تشكيلات الجهاز «واجبين نوعيين» في مُحافظتي بغداد والأنبار، وتمكنت من «إلقاء القبض على عُنصرين إرهابيين في منطقتي أبو غريب - الكرمة». وأضاف أنه تم أيضاً إلقاء القبض على 3 عناصر «من عصابات (داعـش) في قضاء هيت» بمحافظة الأنبار.
إلى ذلك، أعلنت القوات العراقية إحباط عملية تسلل لعناصر من تنظيم داعش من الأراضي السورية. وقالت قيادة العمليات المشتركة، في بيان لها، إن «قوة من اللواء السادس في قيادة حدود المنطقة السادسة تصدت لمحاولة تسلل مجموعة إرهابية، لغرض العبور من الجانب السوري باتجاه الأراضي العراقية في منطقة الدوكجي الحدودية، غرب جبل سنجار بمحافظة نينوى، شمال البلاد». وأوضحت القيادة أنه «في الوقت ذاته، تم الاشتباك مع مجموعة إرهابية أخرى داخل الأراضي العراقية في جبل سنجار، واستمر الاشتباك نصف ساعة، تم خلالها إيقاف عملية التسلل، وهروب المجموعة الإرهابية باتجاه الأراضي السورية». ولفت البيان إلى أنه قتل خلال الاشتباك عنصر من قوات حرس الحدود التابعة لوزارة الداخلية.
وفي حين يعد ملف ضبط الحدود مع سوريا من أكبر التحديات التي تواجه القوات العراقية، بسبب طول الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، فقد كشفت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عن أكبر مشروع للكاميرات لتغطية الحدود بين العراق وسوريا. وقال كاطع الركابي، عضو اللجنة، إن «هناك جهوداً كبيرة تبذل من أجل تغطية الحدود السورية بشبكة واسعة من الكاميرات المتطورة التي سوف تؤدي إلى الاستغناء عن قوات كبيرة توجد في تلك المناطق الشاسعة»، مبيناً أن «الكاميرات يمكن أن تتعامل مع الظروف المناخية بشكل دقيق، وتحبط بشكل مبكر أي محاولات للتسلل من سوريا، فضلاً عن أنها تغطي مسارات الحدود الساخنة كلها».
وأوضح الركابي أن «تأمين الحدود العراقية - السورية أولوية في المشهد الأمني للبلاد، خاصة في ظل التحديات الإرهابية، حيث تنشط المجاميع الإرهابية على مقربة من الحدود بين البلدين»، مبيناً في الوقت نفسه أن «وجود مخيم الهول بالقرب من الحدود العراقية يشكل تحدياً أمنياً كبيراً للعراق بسبب وجود أعداد كبيرة من الإرهابيين في هذا المخيم».
ومن ناحية ثانية، وفيما لا تزال حادثة البو دور في محافظة صلاح الدين التي راح ضحيتها 8 مدنيين تلقي بظلالها على الوضع الأمني في البلاد، يستعد البرلمان العراقي لاستضافة قادة أمنيين لمناقشة الخلل والخروقات في الخطط الأمنية. كما تتزايد الدعوات إلى تحديث هذه الخطط، وإعادة انتشار القوات.
وفي هذا السياق، أعلن عضو لجنة الأمن والدفاع، سعران الأعاجيبي، أنه «ستتم استضافة رؤساء الأجهزة الأمنية من الاستخبارات والأمن الوطني والمخابرات واستخبارات وزارة الدفاع لمناقشة الوضع الأمني بشكل عام بعد تكرار الخروقات». أما عضو اللجنة الآخر، سعد مايع، فقد أكد من جانبه أنه حان الوقت لعقد اجتماع على أعلى المستويات من أجل تحديث الخطط الأمنية، وإعادة انتشار القطعات العسكرية.
وقال مايع، في بيان له: «لقد هزت الجريمة البشعة التي ارتكبها شذاذ الآفاق في منطقة البو دور بمحافظة صلاح الدين ضمائر أبناء الشعب بمختلف أعراقهم وانتماءاتهم، وأعادت إلى الذهن الجرائم الدموية التي ارتكبتها تلك العصابات الإرهابية بحق الأبرياء». وأضاف أن «تكرار الخروقات الأمنية، وتنوعها بين التفجيرات الانتحارية والتعرض للقطعات العسكرية بالقنص والأسلحة المتوسطة والخفيفة والتسلل بزي القوات الأمنية وقتل المواطنين الآمنين بدم بارد، يؤشر إلى وجود خلل خطير يستدعي موقفاً فورياً حازماً».
ودعا إلى «عقد اجتماع عاجل في مقر لجنة الأمن والدفاع النيابية، وعلى أعلى المستويات، بحضور القائد العام للقوات المسلحة والقادة الأمنيين، لتحديد الخلل بدقة وتحديث الخطط المتبعة، والعمل على إعادة انتشار القطعات العسكرية سريعاً، لسد الثغرات ومنع تكرار حمامات الدم».


مقالات ذات صلة

منسق الأمم المتحدة يطلق «استراتيجية التعافي المبكر» في سوريا

المشرق العربي نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية ديفيد كاردين يتفقد مشروع معالجة مياه الصرف الصحي في قرية بحورة بمحافظة إدلب السورية يوم 14 مايو الماضي (أ.ب)

منسق الأمم المتحدة يطلق «استراتيجية التعافي المبكر» في سوريا

قال المنسق الأممي بدمشق إن «خطة التعافي» تغطي كل المحافظات السورية، وتشمل قطاعات الصحة والتعليم ومياه الشرب والصرف الصحي، و«من دون الكهرباء لا يمكن إنجاز شيء».

«الشرق الأوسط» (دمشق )
أفريقيا جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

تشاد تنفي استهداف مدنيين خلال عملية ضد «بوكو حرام»

نفت الحكومة التشادية «بشدة» استهداف مدنيين خلال عمليتها ضد جماعة «بوكو حرام» في حوض بحيرة تشاد

«الشرق الأوسط» (نجامينا)
أفريقيا وحدة من جيش بوركينا فاسو خلال عملية عسكرية (صحافة محلية)

دول الساحل تكثف عملياتها ضد معاقل الإرهاب

كثفت جيوش دول الساحل الثلاث؛ النيجر وبوركينا فاسو ومالي، خلال اليومين الماضيين من عملياتها العسكرية ضد معاقل الجماعات الإرهابية.

الشيخ محمد (نواكشوط)
تحليل إخباري مقاتلو «داعش» في شمال أفغانستان (وسائل الإعلام الأفغانية)

تحليل إخباري لماذا ينتج تنظيم «داعش - خراسان» محتوى إعلامياً باللغة الطاجيكية؟

لماذا تصدر خلية «داعش» الإعلامية نشرة جديدة باللغة الطاجيكية للمواطنين في طاجيكستان والعرقيات الطاجيكية في أفغانستان؟ هل لها تأثير ناجح على الرأي العام؟

عمر فاروق (إسلام آباد)
المشرق العربي عناصر من الجيش الأميركي بريف الرميلان بمحافظة الحسكة شرق سوريا (أ.ف.ب)

الجيش الأميركي يعلن مقتل 35 إرهابياً بضربات في سوريا

قال الجيش الأميركي، اليوم (الأربعاء)، إنه نفذ ضربات أدت إلى مقتل ما يصل إلى 35 عضواً بتنظيم «داعش» في سوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)

ازدادت مساحة التدخلات الحوثية في صياغة المناهج الدراسية وحشوها بالمضامين الطائفية التي تُمجِّد قادة الجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي، مع حذف مقررات ودروس وإضافة نصوص وتعاليم خاصة بالجماعة. في حين كشف تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن عن مشاركة عناصر من «حزب الله» في مراجعة المناهج وإدارة المخيمات الصيفية.

في هذا السياق، كشف ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن أعمال تحريف جديدة للمناهج، وإدراج المضامين الطائفية الخاصة بالجماعة ومشروعها، واستهداف رموز وطنية وشعبية بالإلغاء والحذف، ووضع عشرات النصوص التي تمتدح قادة الجماعة ومؤسسيها مكان نصوص أدبية وشعرية لعدد من كبار أدباء وشعراء اليمن.

إلى ذلك، ذكرت مصادر تربوية في العاصمة المختطفة صنعاء أن الجماعة الحوثية أقرّت خلال الأسابيع الأخيرة إضافة مادة جديد للطلاب تحت مسمى «الإرشاد التربوي»، وإدراجها ضمن مقررات التربية الإسلامية للمراحل الدراسية من الصف الرابع من التعليم الأساسي حتى الثانوية العامة، مع إرغام الطلاب على حضور حصصها يوم الاثنين من كل أسبوع.

التعديلات والإضافات الحوثية للمناهج الدراسية تعمل على تقديس شخصية مؤسس الجماعة (إكس)

وتتضمن مادة «الإرشاد التربوي» -وفق المصادر- دروساً طائفية مستمدة من مشروع الجماعة الحوثية، وكتابات مؤسسها حسين الحوثي التي تعرف بـ«الملازم»، إلى جانب خطابات زعيمها الحالي عبد الملك الحوثي.

وبيّنت المصادر أن دروس هذه المادة تعمل على تكريس صورة ذهنية خرافية لمؤسس الجماعة حسين الحوثي وزعيمها الحالي شقيقه عبد الملك، والترويج لحكايات تُضفي عليهما هالة من «القداسة»، وجرى اختيار عدد من الناشطين الحوثيين الدينيين لتقديمها للطلاب.

تدخلات «حزب الله»

واتهم تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن، الصادر أخيراً، الجماعة الحوثية باعتماد تدابير لتقويض الحق في التعليم، تضمنت تغيير المناهج الدراسية، وفرض الفصل بين الجنسين، وتجميد رواتب المعلمين، وفرض ضرائب على إدارة التعليم لتمويل الأغراض العسكرية، مثل صناعة وتجهيز الطائرات المسيّرة، إلى جانب تدمير المدارس أو إلحاق الضرر بها أو احتلالها، واحتجاز المعلمين وخبراء التعليم تعسفياً.

تحفيز حوثي للطلاب على دعم المجهود الحربي (إكس)

وما كشفه التقرير أن مستشارين من «حزب الله» ساعدوا الجماعة في مراجعة المناهج الدراسية في المدارس الحكومية، وإدارة المخيمات الصيفية التي استخدمتها للترويج للكراهية والعنف والتمييز، بشكل يُهدد مستقبل المجتمع اليمني، ويُعرض السلام والأمن الدوليين للخطر.

وسبق لمركز بحثي يمني اتهام التغييرات الحوثية للمناهج ونظام التعليم بشكل عام، بالسعي لإعداد جيل جديد يُربَّى للقتال في حرب طائفية على أساس تصور الجماعة للتفوق الديني، وتصنيف مناهضي نفوذها على أنهم معارضون دينيون وليسوا معارضين سياسيين، وإنتاج هوية إقصائية بطبيعتها، ما يُعزز التشرذم الحالي لعقود تالية.

وطبقاً لدراسة أعدها المركز اليمني للسياسات، أجرى الحوثيون تغييرات كبيرة على المناهج الدراسية في مناطق سيطرتهم، شملت إلغاء دروس تحتفي بـ«ثورة 26 سبتمبر (أيلول)»، التي أطاحت بحكم الإمامة وأطلقت الحقبة الجمهورية في اليمن عام 1962، كما فرضت ترديداً لـ«الصرخة الخمينية» خلال التجمعات المدرسية الصباحية، وتغيير أسماء المدارس أو تحويلها إلى سجون ومنشآت لتدريب الأطفال المجندين.

مواجهة حكومية

في مواجهة ما تتعرض له المناهج التعليمية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية من تحريف، تسعى الحكومة اليمنية إلى تبني سياسات لحماية الأجيال وتحصينهم.

اتهامات للحوثيين بإعداد الأطفال ذهنياً للقتال من خلال تحريف المناهج (أ.ف.ب)

ومنذ أيام، أكد مسؤول تربوي يمني عزم الحكومة على مواجهة ما وصفه بـ«الخرافات السلالية الإمامية العنصرية» التي تزرعها الجماعة الحوثية في المناهج، وتعزيز الهوية الوطنية، وتشذيب وتنقية المقررات الدراسية، وتزويدها بما يخدم الفكر المستنير، ويواكب تطلعات الأجيال المقبلة.

وفي خطابه أمام ملتقى تربوي نظمه مكتب التربية والتعليم في محافظة مأرب (شرق صنعاء) بالتعاون مع منظمة تنموية محلية، قال نائب وزير التربية والتعليم اليمني، علي العباب: «إن ميليشيات الحوثي، تعمل منذ احتلالها مؤسسات الدولة على التدمير الممنهج للقطاع التربوي لتجهيل الأجيال، وسلخهم عن هويتهم الوطنية، واستبدال الهوية الطائفية الفارسية بدلاً منها».

ووفقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، حثّ العباب قيادات القطاع التربوي، على «مجابهة الفكر العنصري للمشروع الحوثي بالفكر المستنير، وغرس مبادئ وقيم الجمهورية، وتعزيز الوعي الوطني، وتأكيد أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) المجيدتين».

قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

ومنذ أيام توفي الخبير التربوي اليمني محمد خماش، أثناء احتجازه في سجن جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة الحوثية، بعد أكثر من 4 أشهر من اختطافه على خلفية عمله وزملاء آخرين له في برنامج ممول من «يونيسيف» لتحديث المناهج التعليمية.

ولحق خماش بزميليه صبري عبد الله الحكيمي وهشام الحكيمي اللذين توفيا في أوقات سابقة، في حين لا يزال بعض زملائهم محتجزين في سجون الجماعة التي تتهمهم بالتعاون مع الغرب لتدمير التعليم.

وكانت الجماعة الحوثية قد أجبرت قبل أكثر من شهرين عدداً من الموظفين المحليين في المنظمات الأممية والدولية المختطفين في سجونها على تسجيل اعترافات، بالتعاون مع الغرب، لاستهداف التعليم وإفراغه من محتواه.