دبيبة يتعهد بتوفير اللقاح «بأي ثمن» لجميع الليبيين والمقيمين

طالب بفرض قيود إضافية لمحاصرة الوباء

دبيبة يتعهد بتوفير اللقاح «بأي ثمن» لجميع الليبيين والمقيمين
TT

دبيبة يتعهد بتوفير اللقاح «بأي ثمن» لجميع الليبيين والمقيمين

دبيبة يتعهد بتوفير اللقاح «بأي ثمن» لجميع الليبيين والمقيمين

وسط تصاعد مؤشر إصابات «كوفيد - 19» في البلاد، قال رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية، إن هناك استياءً واسعاً وسط جميع فئات الشعب من طريقة التعامل مع الجائحة، مشيرا إلى أن «البلاد أنفقت أموالاً كثيرة على مواجهة الجائحة لكن النتيجة صفر».
وبدا أن رئيس الحكومة الجديدة، الذي يستهل أعماله بالعاصمة طرابلس، عازم على التصدي بنفسه لهذا الأزمة التي تؤرق الليبيين، وسط ازدياد الإصابات والوفيات في عموم البلاد، واعدا بتوفير اللقاح المضاد لـ«كورونا» بـ«أي ثمن».
وقال دبيبة خلال المؤتمر الوطني لجائحة «كورونا» الذي عقد بطرابلس، صباح أمس، إنه رغم الأموال الباهظة التي تصرف لمواجهة هذا الوباء منذ أكثر من عام في ظل تزايد أعداد الإصابات والوفيات، فالمشكلة تتفاقم نتيجة لعدم وصولنا لحل رغم الجهود المبذولة من قبل الجهات المكلفة، متابعاً: «تأخرنا كثيراً في جلب اللقاح، لكن أعدكم بأن الحكومة ستعمل على توفيره في أقرب وقت ممكن وبأي ثمن».
ولفت دبيبة إلى أن الوباء أزهق أرواح عديدين من المواطنين وخصوصاً فئة الشباب، بالإضافة إلى الأطقم الطبية وفرق التمريض، «لذا سنعمل وبجدية للحد من انتشار الفيروس وتوفير اللقاح لجميع الليبيين والمقيمين بشكل متساو لأن المسألة إنسانية بالدرجة الأولى».
وقبل أن يغادر دبيبة قاعة المؤتمر الذي عقد في فندق «ريكسوس» بالعاصمة، شدد على ضرورة تدشين حملة توعوية حقيقية، للحد من انتشار الفيروس، وقال «يجب فرض قيود بضرورة إجبار الجميع على ارتداء الكمامات، لكونها أبسط ما يمكن الالتزام به في مواجهة الوباء».
واتسعت حدة الشكوى من تفشي الوباء في مناطق عدة بالبلاد، وسط عجز مراكز الفلترة والعزل عن استيعاب مصابين جدداً، بداية من الجنوب مروراً بغرب البلاد وانتهاء بشرقها، وسط ارتفاع الإصابات والوفيات في صفوف الأطقم الطبية وفرق التمريض.
وقال مركز سبها الطبي في بيان أمس، إن مصنع الأكسجين التابع له، يعمل بشكل مستمر نظراً لتزايد الإصابات بين المواطنين الذين عزلوا أنفسهم في منازلهم، مشيراً إلى أنه يمدهم بالأسطوانات اللازمة دون مقابل مادي.
ونوه إلى أن المريض الواحد يحتاج إلى أسطوانة أكسجين كل نصف ساعة في العزل، «ومع ذلك لم يواجهوا نقصاً لأن المصنع يعمل بكامل طاقته».
ويفترض أن تتسلم ليبيا أول حصة من اللقاح مع نهاية الشهر الحالي، وفقاً لرئيس اللجنة العلمية لمكافحة «كورونا» خليفة البكوش، الذي قال إن ليبيا سبق لها التعاقد على 12 مليون جرعة لقاح ضد كورونا، ستصل الدفعة الأولى منها بنهاية شهر مارس (آذار) المقبل.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.