شاشة الناقد

TT

شاشة الناقد

• مفلسة في باريس | French Exit
• إخراج: أزازل جاكوبس
• الولايات المتحدة | كوميديا (2021)
• ★★
عائلة فرنسيس برايس (ميشيل فايفر) تتكوّن من ثلاثة أحياء. هي وابنها مايكل وقطّها سمول فرنك. أمنيتها في الحياة هي أن تموت قبل أن ينفد مالها، لكن هذا تحديداً ما بات يهددها بعدما اكتشفت أن ما ورثته من زوجها بدأ بالنفاد. ما العمل؟ اللجوء إلى باريس.
مبدأياً نيويورك، حيث تعيش، وباريس، حيث ستعيش، متجاوران بالنسبة لغلاء المعيشة، لكن صديقة لها تتبرع بمنحها واحدة من شققها لتعيش فيها مع ابنها مايكل (لوكاس هدجز) وقطّها سمول فرنك. لمن يتمنى لو كان لديه صديق أو صديقة من هذا النوع الكريم، ما سيجنيه من فيلم أزازل جاكوبس هو الموقف الكوميدي الذي سيتبع هذه النقلة من بيئة إلى أخرى. كذلك التمثيل الجيد من ميشيل فايفر التي تجيد في آن التصرّف كثرية (سابقة ولكن…) وكامرأة دائمة الامتعاض.
وأكثر ما يُثير امتعاضها هو رغبة مايكل الدائمة في التعرّف إلى الجنس الآخر. تنتقد اختياراته منذ حقبتهما النيويوركية عندما اضطر لترك صديقته سوزان (إيموغن بوتس). ثم تنتقد تلك الاختيارات عندما يتعرّف ابنها على طالعة حظ على ظهر السفينة اسمها مادلين (دانييل مكدونالد). هذه السفينة هي اختيار فرنسيس عوض الطائرة ومكان متوسط ما بين التمهيد في المدينة الأميركية وبين تلك الفرنسية.
حين الوصول إلى باريس ستجد فرنسيس نفسها محاطة بعدد من الشخصيات الأخرى بينها مادلين وسوزان (التي طارت من أميركا لتكون بالقرب من صديقها). لكن في هذا الجزء من الفيلم يتبدّى إخفاق المخرج في صياغة لُحمة واحدة لهذه الحكاية باستثناء أن فرنسيس ستبقى في حالها من التكرار في المواقف والتصرّفات.
لكن من المنطق ذاته، يمكن للبعض اعتبار أن التمهيد هو الجزء الجامد من الحكاية وأن أفضل ما في الفيلم هو تلك الإحاطة بحياة المرأة وما يحدث لها ولمحيطها من أحداث (بينها اختفاء القط فرنك واستئجار تحر خاص للبحث عنها).
الضحكات موجودة ولو متناثرة. هناك دفء يحسن المخرج توظيفه بين الشخصيات في الوقت الذي تبقى فيه فرنسيس محورها جميعاً. في المقابل عدم تبلور أي شخصيات على نحو يحمي الفكرة من الذبول بعد حين، ورغبة المخرج في تحقيق فيلم كوميدي ورصين من غير النجاح تماماً في أي من هذين المنهجين، يضعان العمل على محك صعب. هو من النوع الذي يرضي الكثيرين ولا يهم النخبة الأخرى.

• «بوغي» | Boogie
• إخراج: إيدي هيانغ
• الولايات المتحدة | دراما (2021)
• ★★
أميركي شاب من أصول صينية لديه ثلاثة أهداف. في المقدّمة التحوّل إلى لاعب كرة سلّة وكيف سيواجه، ثم يقفز فوق، كل العقبات أمامه. هناك مسار حياته العاطفية وكيف ستؤول علاقته مع صديقته الأفرو - أميركية، ثم هناك ذلك الطرح لشاب من أصول آسيوية في حياة كل الأميركيين من حيث البحث، ولو قليلاً، عن الهوية بينهما. كل ذلك يخلق عملاً متوقع الأحداث والتطوّرات فيه بعض «روكي» من دون حسن المعالجة.

• المجابهة عند مقاطعة باكستون | The Stand at Paxiton County
• إخراج: برت هدلاند
• الولايات المتحدة | وسترن (2021)
• ★★★
المجنّدة الأميركية تعود من الجبهة لتزور أبيها في مزرعته التكساسية. تكتشف أنه انتحر بإيعاز من شريف البلدة الذي يريد سرقة جياد المزارع وبيعها لامرأة تبيعها بدورها لكنديين ومكسيكيين. النبرة التي يتخذها هذا الوسترن الحديث هادئة وممعنة في توفير أرضية واقعية لما يقع. تصوير جيد من روبن ستاينبرغ وموسيقى مدروسة من جامي كريستوفرسون تزيّنان هذه الدراما التشويقية.

• تقديم | Introduction
• إخراج: هونغ سانغسو
• كوريا | دراما (2021)
• ★★★
من الخارج هو فيلم بسيط لهذا المخرج الكوري كما حال أفلامه السابقة. لكن يوجد عمق في المواقف المرسومة إليه ليس جديداً على بعض أفلام المخرج السابقة آخرها «المرأة التي ركضت» في العام الماضي. لكن ما هو بسيط في حكايته العاطفية عميق لناحية وجدانياته ومشاعر شخصياته. قام المخرج بالكتابة والإنتاج والتأليف الموسيقي والتصوير (بالأبيض والأسود) والتوليف.

(*) لا يستحق
(**) وسط
(***) جيد
(****) ممتاز
(*****) تحفة


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.