• يتلمّس المرء بين القراء حبّهم للأخبار السينمائية كافّة وحرصهم على متابعة موسم الجوائز ومنصّته العليا المتمثّلة بالأوسكار. هذا طبيعي لأنهم، من بين كل الهوايات الأخرى، أحبوا السينما والأفلام ويتوقون للمرحلة التي سيتم للجان التحكيم وأعضاء المؤسسات الاقتراع وانتخاب الأفضل.
• طبيعي أيضاً أن يكون هناك من لا يهتم. الجمهور مشارب وأذواق وبعضهم ينتقد البعض الآخر الذي يتابع الأوسكار وباقي الجوائز في المحافل المختلفة (مهرجانات، مناسبات سنوية) على أساس أنها جوائز مُسيّسة أو أنها جوائز مختارة سلفاً ومتفق على نتائجها أو أنها دعاية للأفلام الفائزة.
• هذا الوضع يبقى طبيعياً إلى حد ما وهو يسود في حياتنا كل ميدان آخر: هناك مؤيدون ومعارضون. لكن ما هو إشكال كبير هو موقف النقد العربي (عموماً وليس كليّاً) حيال هذه الجوائز. هناك من يلغيه من الوجود ويحاول التقليل من قيمته، وهناك من يعتبر أنه صاحب منصّة أعلى وأهم من الأوسكار ذاته.
• أما الجمهور فعليه أن يبحث عند سواه عن أخبار الجوائز وليس عنده. والجمهور (عموماً كذلك) سعيد بذلك، لأن آخر ما يودّه من قراءة المقالات السينمائية ما يُعارض شغفه ولهفته.
• الحال أنه من الممكن جداً أن يبقى الناقد جادّاً وأن يتعامل ومتطلّبات الجمهور المختلفة وأذواقهم المتعددة في الوقت ذاته. أنت تكتب في صحيفة والصحيفة تريد المتخصص لكنها لا ترغب في تجاهل السواد الأعظم.
• النقد ليس كرسياً يمتطيه المرء ليدلي منه بصوته على هواه. والأوسكار وباقي الجوائز ليست مجرد حفلات سعيدة ونتائجها بالتأكيد ليست مرتّبة. إنها جادّة وحرّة وتحفل بالأفلام التي تستحق. هي قريبة بينما النقد هو البعيد.
9:17 دقيقه
عُقدة الأوسكار
https://aawsat.com/home/article/2855356/%D8%B9%D9%8F%D9%82%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D9%83%D8%A7%D8%B1
عُقدة الأوسكار
عُقدة الأوسكار
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة