تحذير من موجة ثانية لـ«كورونا» في المخيمات السورية شرق الفرات

متطوعة من «منظمة الهلال الأحمر» الكردية تتحدث مع نازحة في مخيم «واشوكاني» (الشرق الأوسط)
متطوعة من «منظمة الهلال الأحمر» الكردية تتحدث مع نازحة في مخيم «واشوكاني» (الشرق الأوسط)
TT

تحذير من موجة ثانية لـ«كورونا» في المخيمات السورية شرق الفرات

متطوعة من «منظمة الهلال الأحمر» الكردية تتحدث مع نازحة في مخيم «واشوكاني» (الشرق الأوسط)
متطوعة من «منظمة الهلال الأحمر» الكردية تتحدث مع نازحة في مخيم «واشوكاني» (الشرق الأوسط)

حذرت إدارة مخيمات للنازحين السوريين في محافظات الرقة شمال البلاد والحسكة شمال شرق، من الموجة الثانية من «جائحة كورونا» مع شح المساعدات الإنسانية واستمرار انخفاض درجات الحرارة وسط اكتظاظ الخيام بالنازحين، وافتقارها إلى الخدمات الأساسية والنظافة العامة وقلة دورات المياه والحمامات، بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي ونقص وقود التدفئة الذي لا يغطي حاجات القاطنين.
ويواجه النازحون في مخيم «واشوكاني» الذي يقع غرب مدينة الحسكة، أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل غياب دعم منظمات الأمم المتحدة جراء رفض الحكومة السورية الاعتراف بوجوده وتسجيله في قيود الجهات المانحة. ويبقى الدعم الذي تقدمه مؤسسات «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا محدوداً.
وتقول ستيرة رشي، مديرة مخيم «واشوكاني» لـ«الشرق الأوسط»، إن العدد الإجمالي للمخيم بلغ نحو 14500 نازح، بتعداد 10300 عائلة، يسكنون 1800 خيمة، وسجلت الطواقم الطبية إصابات إيجابية بفيروس كورونا المستجد إلى جانب تسجيل حالات بمرض الجرب «لكن الفرق الطبية تمكنت من السيطرة على الوباء. وظهرت إصابات ثانية وافدة من خارج المخيم بمرض اللشمانيا وتعافت، إضافة لتسجيل حالتي وفاة بفيروس كورونا وعدد من الإصابات تم عزلها وتماثلت للشفاء».
وتشدد إدارة المخيم إجراءاتها لدى الخروج من المخيم والدخول إليه والتنقل ضمنه، تحسباً من انتشار الجائحة. وحذرت رشي من كارثة إنسانية مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات قياسية في هذه المنطقة، بانتشار أمراض وبائية معدية غير الجائحة. وتقول: «المخيم يقع بالقرب من هنكارات (منشآت) المداجن، والأراضي المحيطة صحراوية تكثر فيها الحشرات والزواحف الضارة. نحن تنقصنا المساعدات الطبية مع زيادة أعداد النازحين».
وسجلت هيئة الصحة التابعة لـ«لإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا، الاثنين الماضي 3 حالات وفاة و28 إصابة جديدة بفيروس «كورونا»، فيما سجلت يوم الأحد حالتي وفاة و26 إصابة جديدة بفيروس كورونا ضمن مناطقها، ليبلغ عدد حالات الإصابة المسجلة بفيروس «كورونا» 8717 حالة منها 331 حالة وفاة وشفاء 1253 حالة.
وفي مخيم تل أبيض «كري سبي» التابع لبلدة تل السمن الواقعة على بعد 30 كيلومتراً شمال محافظة الرقة، يشكو النازحون من انبعاث الروائح الكريهة نتيجة وجود مستنقعات مياه الصرف الصحي بالقرب من المخيم، ويخشون من انتشار الأمراض الوبائية مع ارتفاع درجات الحرارة. وطالبت إدارة المخيم المنظمات الإنسانية والجهات الدولية بـ«تقديم الدعم والإسراع في إيجاد حلول جذرية».
وحذر محمد الشيخ، مدير المخيم، من الموجة الثانية لجائحة كورونا ومخاطر الأمراض الناتجة عن النفايات والبؤر والمستنقعات، وقال: «ناشدنا الجهات المعنية والمنظمات العاملة في المخيم، للإسراع بحل هذه المشكلة لأن طبيعة المكان صحراوية تتسبب بانبعاث الروائح من المستنقع، خصوصاً خلال ساعات الليل وعند هبوب الرياح من الجهة الغربية».
وتتجمع مياه الصرف الصحي بالقرب من المخيم في بركة كبيرة على طول المخيم الذي يزيد على 500 متر وبعرض وسطي بحدود 5 أمتار.
النازح حسين الإبراهيم، المتحدر من بلدة تل أبيض لكنه هرب رفقة مع عائلته نهاية 2019 جراء العملية التركية «نبع السلام» وسيطرتها على مسقط رأسه، أعرب عن خوفه على «أبنائي وأطفال المخيم من الغرق، فقبل فترة توفي طفل من أقربائي في البركة التي لا تبعد سوى أمتار قليلة عن المستنقع».
ويعيش في مخيم «تل أبيض» نحو 3500 نازح يعيشون في ألف خيمة. وعبرت النازحة عبلة (49 سنة) عن خشيتها من انتقال فيروس كورونا لأن «حمامات الغسيل ودورات المياه بعضها بجانب بعض، وكذلك خزانات مياه الشرب التي يستخدمها الجميع بشكل يومي».
ووزعت إدارة المخيم خزاناً بسعة 1200 لتر لكل 4 خيام. وتضيف عبلة التي كانت ترتدي حجابا بألوان زاهية وعباءة سوداء: «نكون على مقربة بعضنا من بعض الأمر الذي يجبرنا على الاحتكاك مع غياب الكمامات ووسائل الوقاية».
وترى جيهان العلي، قائد فريق السلامة الصحية في المخيم، أن مخاطر انتقال سلالة كورونا الجديدة عالية جداً؛ حيث تعمل الفرق الطبية على توزيع المنشورات والقصاصات الورقية للتحذير والوقاية من (كوفيد - 19). وقالت: «قمنا بتأسيس صندوق سلامة صحية لتوزيع الكمامات بشكل مجاني، إضافة لمعقمات طبيبة للحماية لأننا نخشى من انتشار سلالة الفيروس، وإدارة المخيم توزع سلة نظافة شهرياً». واختتمت حديثها بالقول: «نعلم أن هذا لا يكفي، نحتاج لدعم المنظمات الدولية والجهات الإنسانية المانحة لسد الفجوة الصحية».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.