هل حان وقت اعتزال روي هودجسون التدريب؟

بلغ 73 عاماً... والبعض في بالاس يعتبر كرة القدم التي يقدمها مملة

هل حان وقت اعتزال روي هودجسون التدريب؟
TT

هل حان وقت اعتزال روي هودجسون التدريب؟

هل حان وقت اعتزال روي هودجسون التدريب؟

قال روي هودجسون مدرب كريستال بالاس إنه لم يحدد مستقبله مع النادي الذي ينتهي عقده معه بنهاية الموسم الحالي. ومنذ تولي مدرب إنجلترا وليفربول السابق، البالغ عمره 73 عاماً، تدريب بالاس في 2017 قاد الفريق لاحتلال المراكز 11 و12 و14 على الترتيب.
ويحتل بالاس المركز 13 هذا الموسم قبل مواجهة ليدز يونايتد يوم الاثنين. وأوضح هودجسون: «أعمل في كرة القدم منذ فترة طويلة واستمتعت بكل دقيقة وما زلت أستمتع بكل دقيقة من عملي مع بالاس وهذه المجموعة من اللاعبين. لا أريد أن أكون في موقف يرغمني على الحديث بشكل مستمر حول مستقبلي لأن الإنسان يجب أن يكون واقعياً». وأضاف: «لم أحدد مستقبلي بعد لكني سعيد جداً بالعمل كل يوم وأترك المستقبل يعتني بالأمر. ربما تتضح العديد من الأمور بالنسبة لي مع مرور الموسم».
هذا هو الموسم الرابع لهودجسون مع كريستال بالاس، وربما يكون الأخير، حيث ينتهي عقد المدير الفني المخضرم في الصيف القادم، وقد تم الوصول إلى تلك النقطة المحرجة التي بدأ عندها المشجعون يشعرون بالملل والرغبة في النظر إلى ما هو أكثر من مجرد البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد حذر هودجسون الأسبوع الماضي من مخاطر الرغبة في تحقيق المزيد، مستشهداً بما حدث لتشارلتون أثليتيك بعد رحيل آلان كوربيشلي، وهي الحالة التي بدت مناسبة تماماً، حيث يمكن أن تقود المغالاة في الطموح والشعور بالإحباط من عدم تحقيق نتائج أفضل إلى تدمير النادي.
لا يمكن إنكار أن هودجسون بات طاعناً في السن، فقد ولد قبل أن يتولى 22 من أسلافه قيادة كريستال بالاس، كما أنه أكبر بقليل من زميله السابق في المدرسة ستيف كيمبر، الذي تولى قيادة كريستال بالاس للمرة الأولى عام 1981. لقد شعر هودجسون أن قيادة كريستال بالاس، الذي فشل في التألق معه كلاعب منذ أكثر من نصف قرن، قد ساعدته على العودة إلى منزله لكي يتوقف عن حياة الترحال والتجول. وعندما توقف النشاط الكروي العام الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا، بدأ هودجسون يشعر بطعم التقاعد، وبدا وكأنه يستمتع بذلك، حيث كان يجلس بجوار زوجته في الشرفة ليقرأ كل صباح، قبل أن يقوم ببعض التمرينات الرياضية.
ربما لا يزال لدى هودجسون بعض الطاقة والدافع للاستمرار، لكن بالنظر إلى الصعوبات التي تواجه من يعمل في مجال كرة القدم، فإننا نتمنى أن يكون لديه الوعي الذاتي لمعرفة متى يجب أن يقرر الاعتزال. لقد انتهى الموسم الماضي بانهيار كريستال بالاس، كما أن بعض النتائج المهينة والسيئة هذا الموسم قد أثارت مخاوف من احتمال حدوث شيء مماثل هذا العام. في الحقيقة، يستحق هودجسون أفضل من أن يتم تذكره من خلال بعض النتائج السيئة التي يحققها كريستال بالاس في الآونة الأخيرة!
ويجب الإشارة إلى أن هودجسون ليس مجرد مدير فني محنك يعمل في مجال التدريب منذ سنوات طويلة - تولى تدريب 16 نادياً في ثماني دول مختلفة وأربعة منتخبات وطنية - لكنه يعد رمزا للعصر السابق لكرة القدم الإنجليزية. ولد هودجسون لأم تعمل خبازة وأب يعمل سائق حافلة، وكان تلميذاً مجتهداً يسعى دائماً لتطوير قدراته، وهذه هي الطريقة التي تعلم من خلالها العديد من اللغات. وعندما قام برحلة القارب سيئة السمعة في نهر السين خلال نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 2016 بفرنسا، تعرض لانتقادات لاذعة خاصة بعد خسارة إنجلترا أمام آيسلندا، لكنه لم يكن يهتم كثيراً بالعلاقات العامة! وخلال نهائيات كأس الأمم الأوروبية بفرنسا، كان هودجسون يريد تحقيق أقصى استفادة ممكنة من خلال رؤية المعالم السياحية وكأنه سائح إنجليزي وليس مديراً فنياً.
أثناء كتابة روايته «أسبوع في ديسمبر»، أمضى الكاتب البريطاني سيباستيان فولكس يوماً مع هودجسون أثناء تدريبه لنادي فولهام، وقال فولكس عن ذلك: «لقد كان حريصاً على الحديث عن الكتب. لقد قرأ الكثير من الروايات المعاصرة، ولم يكن اهتمامه بها طائشاً، فقد كان ببساطة متحمساً وحريصاً على التوصيات التي تقدم له. واستمر التواصل بيننا بعد ذلك من خلال الرسائل النصية».
لقد كان هودجسون قد بلغ لتوه من العمر 16 عاماً عندما ألقى هارولد ويلسون خطابه حول «الحرارة البيضاء للتكنولوجيا»، وبالتالي نشأ في بريطانيا القائمة على التقدم العلمي، وكان مستعداً للتخلي عن التقاليد القديمة. وينطبق هذا أيضاً على كرة القدم الإنجليزية، التي اهتزت بشدة بعد الخسائر الثقيلة أمام المجر عامي 1953 و1954، والتي اقتنعت بأنه يجب تغيير طريقة اللعب بعد نجاح البرازيل في تغيير خطتها والاعتماد على أربعة لاعبين في الخط الخلفي في نهائيات كأس العالم 1958.
لقد ساعدت هذه الروح على فوز المنتخب الإنجليزي بكأس العالم عام 1966، لكنها ساهمت أيضاً في تطوير فكرة الدورة التدريبية التي أنشأها ألين ويد، الذي أصبح المدير التقني للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عام 1964.
لقد كان ويد يؤمن بأن المدير الفني يجب أن يتعرض للعديد من المواقف المختلفة أثناء المباريات، وكان مهووساً بأهمية الشكل الذي يلعب به الفريق وكيفية عمل اللاعبين كوحدة واحدة داخل الملعب. ونتيجة لذلك، كان من أوائل الذين ساعدوا في تغيير شكل كرة القدم في الستينيات من القرن الماضي، وهي الفترة التي كانت بمثابة علامة فارقة بين كرة القدم القديمة والحديثة.
وكان هودجسون من أوائل الخريجين من الدورة التدريبية التي نظمها ويد، والتي وضعت الأسس التدريبية لكرة القدم الإنجليزية على مدار العقود الثلاثة التالية وساهمت في ظهور مديرين فنيين عظماء مثل بوبي روبسون، ودون هاو، وديف سيكستون. لقد تكيف هودجسون بالطبع مع التغييرات التي طرأت على عالم التدريب بعد ذلك. لا يمكن لمدير فني أن يعمل لمدة أربعة عقود ونصف بدون أن يكون قادراً على التكيف مع التغيرات الجديدة.
لكن السؤال الآن هو: إلى متى سيستمر هودجسون في العمل في مجال التدريب؟ هل يريد كريستال بالاس أن يواجه مصير تشارلتون أثليتيك بعد رحيل آلان كوربيشلي؟ وبالنسبة لهودجسون، هل ما زالت اللقطات المضيئة القليلة مثل الفوز في بعض المواجهات الصعبة كافية لتبرير الجهد الكبير الذي يبذله ومواجهة الاحتجاجات من قبل الذين يرون أن كرة القدم التي يقدمها أصبحت مملة، أم يتعين عليه أن يعتزل الآن ويكتفي بالجلوس في شرفة منزله لقراءة المزيد من الكتب؟


مقالات ذات صلة

«قاضية بريطانية» تلزم السيتي بدفع الجزء الأكبر من رواتب مندي

رياضة عالمية بنجامان مندي (أ.ف.ب)

«قاضية بريطانية» تلزم السيتي بدفع الجزء الأكبر من رواتب مندي

يتوجّب على نادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم دفع الجزء الأكبر من مبلغ 15 مليون دولار قيمة الرواتب غير المدفوعة والمحجوبة عن لاعبه السابق الفرنسي بنجامان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية تشابي ألونسو (رويترز)

ألونسو: علينا أن نتعلّم من الخسارة الكبيرة أمام ليفربول

قال تشابي ألونسو، المدير الفني لفريق باير ليفركوزن الألماني لكرة القدم، إن فريقه سيتعلّم من الخسارة الكبيرة صفر-4 التي تعرّض لها الفريق أمام ليفربول.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية بنجامين ميندي (أ.ف.ب)

الفرنسي ميندي يربح جزئياً قضية مستحقات لدى مانشستر سيتي

حقق المُدافع السابق لمانشستر سيتي بنجامين ميندي، اليوم الأربعاء، انتصاراً جزئياً في قضيته ضد النادي المنافس بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرني سلوت (إ.ب.أ)

سلوت: العمل الجاد سر تألق ليفربول هذا الموسم

ربما يجعل فريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم الأمور تبدو سهلة، بعدما حقق انتصاره الرابع عشر في 16 مباراة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الأمير عبدالله بن مساعد (شيفيلد يونايتد)

مجموعة أميركية تقترب من الاستحواذ على شيفيلد يونايتد

قالت وسائل إعلام بريطانية الثلاثاء إنه من المقرر أن يتم الإعلان عن بيع نادي شيفيلد يونايتد الذي وصل لمراحل نهائية خلال الـ 48 ساعة القادمة.

نواف العقيّل (الرياض)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».