مباحثات عاجلة في القصر الملكي بعد مقابلة ميغان وهاري

الإعلام البريطاني يتفاعل بين الهجوم والدفاع

صورة حديثة للأمير هاري مع ميغان وابنهما آرتشي في منزلهما بكاليفورنيا (رويترز)
صورة حديثة للأمير هاري مع ميغان وابنهما آرتشي في منزلهما بكاليفورنيا (رويترز)
TT

مباحثات عاجلة في القصر الملكي بعد مقابلة ميغان وهاري

صورة حديثة للأمير هاري مع ميغان وابنهما آرتشي في منزلهما بكاليفورنيا (رويترز)
صورة حديثة للأمير هاري مع ميغان وابنهما آرتشي في منزلهما بكاليفورنيا (رويترز)

خلال المقابلة التي أجرتها دوقة ساسيكس ميغان ماركل، وزوجها الأمير هاري، مع أوبرا وينفري، قال هاري إنه طلب من الصحافة البريطانية أن تحترم خصوصيه وزوجته أكثر من مرة، ولكن ذلك لم يحدث. ومع أن اللقاء أثار كثيراً من النقاط الخاصة بالعائلة المالكة، فإن أهم النقاط تعلقت بالصحافة البريطانية، خاصة صحف «التابلويد» التي اتخذت موقفاً سلبياً من ميغان منذ بداية علاقتها بالأمير هاري.
وبالطبع، لم تضيع تلك الصحف الفرصة لتكثيف هجومها على ميغان وهاري بعد اللقاء، وهو ما يبدو ردة فعل انتقامية، إذ اتهمت الدوق والدوقة بإهانة الملكة، وتشويه صورة العائلة المالكة في العالم، ولجأ بعضها إلى المقارنات مع إدوارد الثامن، وتخليه عن العرش بسبب زواجه من المطلقة الأميركية واليس سيمبسون، وقال أحد كتاب الرأي في صحيفة «ديلي تلغراف» إن الأمير إدوارد وزوجته واليس سيمبسون قدما خدمات للوطن، وأثبتا وطنيتهما، أما هاري وميغان فقد فعلا العكس، وهو أمر رد عليه كثيرون مؤكدين أنه يحمل مغالطات تاريخية كبيرة.
وكتبت صحيفة «ديلي ميرور» عنواناً على صفحتها الأولى يقول: «أسوأ أزمة ملكية منذ 85 عاماً». أما «ديلي ميل»، فتساءلت على غلافها: «ماذا فعلوا؟». وتساءل تريفور كافانا، كاتب العمود في صحيفة «صن» عما إذا كانت المقابلة تعني النهاية للعائلة المالكة، بحسب ما ذكرته «رويترز».
وفي مقال رئيسي بعنوان «هجوم ملكي»، قالت «التايمز»: «لا يمكن أن يكون الأمر أكثر ضرراً بالعائلة المالكة، خاصة أنه لا يسعها فعل شيء يذكر للدفاع عن نفسها». وأضافت: «مفتاح بقاء الملكية على مر القرون كان قدرتها على التكيف مع متطلبات العصور؛ يتعين عليها التكيف مرة أخرى».
أما الصحافي بيرس مورغان الذي دأب على مهاجمة ميغان ماركل، سواء من خلال مقالات في الصحف أو من خلال برنامجه اليومي على محطة «آي تي في»، فقد كثف هجومه عليها، وقال إنه لا يصدق أنها فكرت بالانتحار أو أنها طلبت العون من العائلة المالكة، وأضاف في تغريدة على «تويتر» أنه «لا يصدق أي شيء تقوله ميغان حتى لو كان ذلك قراءة للحالة الجوية اليومية». غير أن مورغان تعرض للانتقاد من عدة جهات، إحداها جمعية صحية للمرض العقلي (بريتان غيت تالكينغ) انتقدته على «تويتر» مؤكدة أن تعليقاته كانت مخيبة للآمال، وأن الجمعية تشعر بالقلق بشأن تصريحاته، مشيرة إلى أنه «من المهم أنه في حالة حاول الناس التواصل مع غيرهم لمشاركتهم تجاربهم مع الصحة العقلية أن يعاملوا بكرامة واحترام وتعاطف؛ نجري المحادثات مع محطة (آي تي في) حالياً حول ذلك».
ومن جانب آخر، عبر مذيع مشارك لبيرس مورغان في برنامجه الصباحي عن استيائه من أسلوب مورغان في الهجوم المستمر على ميغان وهاري، وقال إنه يتفهم أن هاري تحديداً عانى من صدمة وفاة والدته الأميرة ديانا بشكل حاد، مضيفاً أن «الأشقاء يتعاملون مع الحزن والفقد بأشكال مختلفة، وأن أحدهم (ويليام) قد يستطيع المرور من الأزمة بقوة، ولكن ذلك لا يعني أن الآخر (هاري) يستطيع ذلك». وأضاف المذيع أن ميغان لم ترد ولا مرة على هجوم مورغان المستمر، وهو ما أدى إلى اعتراض مورغان ومغادرته للاستوديو.
ولكن على الجانب الآخر من الإعلام والصحف المعنية بالفضائح، انبرى أكثر من كاتب في صحف مثل «الغارديان»، وعلى «تويتر»، للتعامل مع قضية العرق والعنصرية من جانب تاريخي واجتماعي.
وكان هاري قد قال إن أياً من أقاربه لم يتحدث لدعم ميغان ضد «النغمات الاستعمارية» لعناوين الأخبار والمقالات، مضيفاً: «لم يقل أحد من عائلتي شيئاً على الإطلاق خلال تلك السنوات الثلاث؛ هذا مؤلم». وأضاف في مقطع فيديو غير مدرج في المقابلة الأصلية أن العنصرية من الصحافة المحلية (التابلويد) التي تسربت إلى بقية المجتمع كانت «سبباً جوهرياً» في مغادرته هو وزوجته للمملكة المتحدة.
ومن جانب العائلة المالكة التي لم تعلق على الحديث حتى الآن، أشار موقع «بي بي سي» إلى أن كبار أفراد العائلة قد عقدوا اجتماع أزمة عقب مقابلة دوق ودوقة ساسيكس مع أوبرا وينفري. وقالت دانييلا ريلف، مراسلة شؤون العائلة الملكية في «بي بي سي»، إن قصر باكنغهام «لا يرغب في الاندفاع لقول شيء ما» بشأن مزاعم الأمير هاري وميغان. وقال مصدر ملكي لـ«رويترز» إن الملكة إليزابيث البالغة من العمر 94 عاماً التي تتولى العرش منذ 69 عاماً تريد بعض الوقت قبل أن يصدر القصر رداً.
وخلال المقابلة، تحدث الزوجان حول العنصرية، والصحة العقلية، والإعلام، وأعضاء آخرين في العائلة المالكة. وقد شاهد 11.1 مليون شخص في المملكة المتحدة المقابلة ليلة أول من أمس.
وقال زعيم حزب العمال، السير كير ستارمر، إن مزاعم ميغان حول العنصرية ونقص دعم الصحة العقلية يجب أن تؤخذ «على محمل الجد». وامتنع رئيس الوزراء بوريس جونسون عن التعليق، لكنه قال إنه «كان دائماً يتمتع بأعلى درجات الإعجاب بالملكة، ودورها الجامع للشمل الذي تحرص على أدائه».
وقالت النائبة العمالية ديان أبوت إنها يمكن أن تستشهد بـ«قصة بعد قصة لمعاملة ميغان بشكل مختلف تماماً عن أفراد العائلة المالكة البيض». ووصفت أبوت تأثير التغطية التي تلقتها بأنها «مؤلمة»، وأنها «مدمرة، وفي النهاية تجعلك تشك في نفسك».
وكان الزوجان قد انتقلا إلى كاليفورنيا بعد استقالتهما رسمياً من واجباتهما الملكية في مارس (آذار) 2020. وأُعلن الشهر الماضي أنهما لن يعودا أعضاء عاملين في العائلة المالكة.


مقالات ذات صلة

«بالحب من ميغان»... رسالة حب وسلام من ميغان ماركل أم انفصام عن الواقع؟

لمسات الموضة ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)

«بالحب من ميغان»... رسالة حب وسلام من ميغان ماركل أم انفصام عن الواقع؟

تراجيديا ميغان ماركل أنها «عدوة نفسها»، بسبب جموحها للظهور والأضواء بأي ثمن. هذا الثمن تعكسه أيضًا أزياؤها ومجوهراتها التي لا تتماشى مع الزمان أو المكان.

جميلة حلفيشي (لندن)
أوروبا الملك البريطاني تشارلز الثالث (يسار) والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقطان صورة خلال لقاء في قصر «ساندرينغهام»... (أ.ف.ب)

بعد اجتماعيه مع زيلينسكي وترودو... الملك البريطاني «عازم» على استخدام دوره الدبلوماسي

كشف مصدر ملكي عن أن الملك البريطاني تشارلز عازم على استخدام دوره الدبلوماسي بعد اجتماعيه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء الكندي.

«الشرق الأوسط» (لندن) «الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا ملك بريطانيا تشارلز الثالث يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن 18 يوليو 2024 (حساب زيلينسكي عبر منصة «إكس») play-circle

بريطانيا وأوكرانيا توقعان اتفاق قرض لدعم قدرات كييف الدفاعية

أفادت قناة «سي إن إن»، اليوم السبت، بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصل إلى بريطانيا للمشاركة في قمة أوروبية مصغرة غداً لدعم أوكرانيا.

يوميات الشرق الأمير البريطاني هاري (رويترز)

بطريقة مبطنة... الأمير هاري يهاجم ترمب وماسك

شنَّ الأمير البريطاني هاري، هجوماً غير مباشر على الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والملياردير إيلون ماسك، منتقداً «المرض في القيادة» في السياسة والتكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يمين) ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يعرضان رسالة من الملك البريطاني تشارلز (إ.ب.أ)

لفتة «غير مسبوقة»... الملك البريطاني يدعو ترمب لزيارة مقر إقامة العائلة الخاص في بالمورال

دعا الملك البريطاني تشارلز، الرئيسَ الأميركي دونالد ترمب لزيارة مقر إقامة العائلة المالكة الخاص في بالمورال، بينما يخطط ترمب أيضاً لـ«زيارة دولة» رسمية ثانية.

«الشرق الأوسط» (لندن- واشنطن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.