خلال المقابلة التي أجرتها دوقة ساسيكس ميغان ماركل، وزوجها الأمير هاري، مع أوبرا وينفري، قال هاري إنه طلب من الصحافة البريطانية أن تحترم خصوصيه وزوجته أكثر من مرة، ولكن ذلك لم يحدث. ومع أن اللقاء أثار كثيراً من النقاط الخاصة بالعائلة المالكة، فإن أهم النقاط تعلقت بالصحافة البريطانية، خاصة صحف «التابلويد» التي اتخذت موقفاً سلبياً من ميغان منذ بداية علاقتها بالأمير هاري.
وبالطبع، لم تضيع تلك الصحف الفرصة لتكثيف هجومها على ميغان وهاري بعد اللقاء، وهو ما يبدو ردة فعل انتقامية، إذ اتهمت الدوق والدوقة بإهانة الملكة، وتشويه صورة العائلة المالكة في العالم، ولجأ بعضها إلى المقارنات مع إدوارد الثامن، وتخليه عن العرش بسبب زواجه من المطلقة الأميركية واليس سيمبسون، وقال أحد كتاب الرأي في صحيفة «ديلي تلغراف» إن الأمير إدوارد وزوجته واليس سيمبسون قدما خدمات للوطن، وأثبتا وطنيتهما، أما هاري وميغان فقد فعلا العكس، وهو أمر رد عليه كثيرون مؤكدين أنه يحمل مغالطات تاريخية كبيرة.
وكتبت صحيفة «ديلي ميرور» عنواناً على صفحتها الأولى يقول: «أسوأ أزمة ملكية منذ 85 عاماً». أما «ديلي ميل»، فتساءلت على غلافها: «ماذا فعلوا؟». وتساءل تريفور كافانا، كاتب العمود في صحيفة «صن» عما إذا كانت المقابلة تعني النهاية للعائلة المالكة، بحسب ما ذكرته «رويترز».
وفي مقال رئيسي بعنوان «هجوم ملكي»، قالت «التايمز»: «لا يمكن أن يكون الأمر أكثر ضرراً بالعائلة المالكة، خاصة أنه لا يسعها فعل شيء يذكر للدفاع عن نفسها». وأضافت: «مفتاح بقاء الملكية على مر القرون كان قدرتها على التكيف مع متطلبات العصور؛ يتعين عليها التكيف مرة أخرى».
أما الصحافي بيرس مورغان الذي دأب على مهاجمة ميغان ماركل، سواء من خلال مقالات في الصحف أو من خلال برنامجه اليومي على محطة «آي تي في»، فقد كثف هجومه عليها، وقال إنه لا يصدق أنها فكرت بالانتحار أو أنها طلبت العون من العائلة المالكة، وأضاف في تغريدة على «تويتر» أنه «لا يصدق أي شيء تقوله ميغان حتى لو كان ذلك قراءة للحالة الجوية اليومية». غير أن مورغان تعرض للانتقاد من عدة جهات، إحداها جمعية صحية للمرض العقلي (بريتان غيت تالكينغ) انتقدته على «تويتر» مؤكدة أن تعليقاته كانت مخيبة للآمال، وأن الجمعية تشعر بالقلق بشأن تصريحاته، مشيرة إلى أنه «من المهم أنه في حالة حاول الناس التواصل مع غيرهم لمشاركتهم تجاربهم مع الصحة العقلية أن يعاملوا بكرامة واحترام وتعاطف؛ نجري المحادثات مع محطة (آي تي في) حالياً حول ذلك».
ومن جانب آخر، عبر مذيع مشارك لبيرس مورغان في برنامجه الصباحي عن استيائه من أسلوب مورغان في الهجوم المستمر على ميغان وهاري، وقال إنه يتفهم أن هاري تحديداً عانى من صدمة وفاة والدته الأميرة ديانا بشكل حاد، مضيفاً أن «الأشقاء يتعاملون مع الحزن والفقد بأشكال مختلفة، وأن أحدهم (ويليام) قد يستطيع المرور من الأزمة بقوة، ولكن ذلك لا يعني أن الآخر (هاري) يستطيع ذلك». وأضاف المذيع أن ميغان لم ترد ولا مرة على هجوم مورغان المستمر، وهو ما أدى إلى اعتراض مورغان ومغادرته للاستوديو.
ولكن على الجانب الآخر من الإعلام والصحف المعنية بالفضائح، انبرى أكثر من كاتب في صحف مثل «الغارديان»، وعلى «تويتر»، للتعامل مع قضية العرق والعنصرية من جانب تاريخي واجتماعي.
وكان هاري قد قال إن أياً من أقاربه لم يتحدث لدعم ميغان ضد «النغمات الاستعمارية» لعناوين الأخبار والمقالات، مضيفاً: «لم يقل أحد من عائلتي شيئاً على الإطلاق خلال تلك السنوات الثلاث؛ هذا مؤلم». وأضاف في مقطع فيديو غير مدرج في المقابلة الأصلية أن العنصرية من الصحافة المحلية (التابلويد) التي تسربت إلى بقية المجتمع كانت «سبباً جوهرياً» في مغادرته هو وزوجته للمملكة المتحدة.
ومن جانب العائلة المالكة التي لم تعلق على الحديث حتى الآن، أشار موقع «بي بي سي» إلى أن كبار أفراد العائلة قد عقدوا اجتماع أزمة عقب مقابلة دوق ودوقة ساسيكس مع أوبرا وينفري. وقالت دانييلا ريلف، مراسلة شؤون العائلة الملكية في «بي بي سي»، إن قصر باكنغهام «لا يرغب في الاندفاع لقول شيء ما» بشأن مزاعم الأمير هاري وميغان. وقال مصدر ملكي لـ«رويترز» إن الملكة إليزابيث البالغة من العمر 94 عاماً التي تتولى العرش منذ 69 عاماً تريد بعض الوقت قبل أن يصدر القصر رداً.
وخلال المقابلة، تحدث الزوجان حول العنصرية، والصحة العقلية، والإعلام، وأعضاء آخرين في العائلة المالكة. وقد شاهد 11.1 مليون شخص في المملكة المتحدة المقابلة ليلة أول من أمس.
وقال زعيم حزب العمال، السير كير ستارمر، إن مزاعم ميغان حول العنصرية ونقص دعم الصحة العقلية يجب أن تؤخذ «على محمل الجد». وامتنع رئيس الوزراء بوريس جونسون عن التعليق، لكنه قال إنه «كان دائماً يتمتع بأعلى درجات الإعجاب بالملكة، ودورها الجامع للشمل الذي تحرص على أدائه».
وقالت النائبة العمالية ديان أبوت إنها يمكن أن تستشهد بـ«قصة بعد قصة لمعاملة ميغان بشكل مختلف تماماً عن أفراد العائلة المالكة البيض». ووصفت أبوت تأثير التغطية التي تلقتها بأنها «مؤلمة»، وأنها «مدمرة، وفي النهاية تجعلك تشك في نفسك».
وكان الزوجان قد انتقلا إلى كاليفورنيا بعد استقالتهما رسمياً من واجباتهما الملكية في مارس (آذار) 2020. وأُعلن الشهر الماضي أنهما لن يعودا أعضاء عاملين في العائلة المالكة.
مباحثات عاجلة في القصر الملكي بعد مقابلة ميغان وهاري
الإعلام البريطاني يتفاعل بين الهجوم والدفاع

صورة حديثة للأمير هاري مع ميغان وابنهما آرتشي في منزلهما بكاليفورنيا (رويترز)
مباحثات عاجلة في القصر الملكي بعد مقابلة ميغان وهاري

صورة حديثة للأمير هاري مع ميغان وابنهما آرتشي في منزلهما بكاليفورنيا (رويترز)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة