سعي جزائري لتعزيز حقوق المرأة ومكتسباتها

سعي جزائري لتعزيز حقوق المرأة ومكتسباتها
TT

سعي جزائري لتعزيز حقوق المرأة ومكتسباتها

سعي جزائري لتعزيز حقوق المرأة ومكتسباتها

إذا كانت المرأة الجزائرية موجودة في قطاعات القضاء والتعليم والصحة والصناعة بمعدلات متساوية، إن لم تكن أعلى من الرجل، فهي في المقابل قليلة الحضور في البرلمان والمجالس المحلية المنتخبة، وفي الطاقم الحكومي والأجهزة الرسمية. ويطالب «الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات»، بتصحيح ما يعده اختلالاً في هذا الجانب.
وكانت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، قد أكّدت خلال «الدورة 40 للجنة المرأة العربية»، في فبراير (شباط) الماضي، أن المرأة الجزائرية «تجاوزت دورها التقليدي نحو الريادة من خلال المناصفة في تبوؤ المناصب التي نص عليها التعديل الدستوري الأخير الذي أقر مبدأ التناصف بين النساء والرجال»، وهو ما يعكس على حدّ قولها، «الإرادة السياسية للدولة لترقية حقوق المرأة ومكتسباتها على غرار نظيراتها في الوطن العربي»، كما نقلت عنها وكالة الأنباء الجزائرية.
وتفيد آخر الإحصائيات الحكومية بخصوص النساء العاملات، والتي تعود إلى عام 2016، بأن عددهن اقترب من المليونين، بينما كان لا يتعدى 1.2 مليون في 2005. وتمثل حصة المرأة العاملة في الشغل 17.6 بالمائة، حسب إحصائيات العام نفسه، وكانت 14.6 بالمائة قبلها بـ11 سنة. وتقول التنظيمات المدافعة عن حقوق المرأة، إن بلوغ هدف المناصفة مع الرجل في مجال الشغل، الذي أعلنته الحكومة، لا يزال بعيداً.
وفي ميدان الطب، شكلت النساء الطبيبات ما يقارب 59 في المائة من الكادر العامل في المصحات العمومية والخاصة، حسب إحصائية أعدت في 2015. وتمثل طبيبات الأسنان والصيدليات 72 بالمائة. والطبيبات المنتسبات للطب العام، يمثلن الغالبية بشكل لافت، في المصحات الحكومية. وبالرغم من هذه الأرقام، فإن اللافت بحسب تقارير حكومية، أن النساء يواجهن صعوبات في الحصول على منصب عمل أكثر من الرجال.
كما تُعدّ الجزائر من بين الدول العربية التي تسجل أكبر نسبة مشاركة للنساء في القطاع الصناعي، وفق صحيفة «المساء» التي قدّرت نسبة النساء الجزائريات العاملات في القطاع الصناعي بـ55.8 بالمائة.
وفيما يخص العمل السياسي، تفخر الجزائريات بكون بلدهن شهد ترشح أول امرأة عربية لانتخابات الرئاسة، وهي لويزة حنون الأمينة العامة لـ«حزب العمال» اليساري، وذلك عام 2009. وعاودت الترشح في «رئاسية» 2014.
ووصل عدد النساء المنتخبات بالبرلمان، الذي تم حلّه حديثاً بقرار من رئيس الدولة، إلى 154، ما يعادل 30 في المائة من عدد المقاعد، ولم يكن ممكناً بلوغ هذا النصاب لولا القانون الذي تم اعتماده قبل الانتخابات التشريعية، والذي يلزم الأحزاب بتخصيص 30 في المائة للنساء بلوائح المترشحين. ولقي هذا القانون تأييداً واسعاً من طرف الجمعيات المدافعة عن المرأة، فيما انتقدته أحزاب وشخصيات سياسية بذريعة أنه غلّب «منطق الكوتا» على الكفاءة والاقتدار. ويؤكد قادة الأحزاب أنهم وجدوا صعوبات كبيرة لإيجاد نساء مترشحات للانتخابات بالمناطق الداخلية وهي في أغلبها محافظة، وفي الصحراء أيضاً.
ويعود وجود الجزائرية في البرلمان إلى أول مجلس تأسيسي غداة الاستقلال عام 1962، حيث شاركت فيه مجاهدات أمثال بلميهوب مريم وبعزي صافية وظريف زهرة ومشيس فاطمة، ومسلي فضيلة. وأصبحت المجاهدة زهور ونيسي أول وزيرة عام 1982 بتوليها قطاع الحماية الاجتماعية.
وتضم الساحة السياسية ثلاثة أحزاب ترأسها نساء. فإلى جانب لويزة حنون، تبرز القاضية سابقاً، والمحامية حالياً زبيدة عسول زعيمة «الاتحاد من أجل الرقي»، وهي معارضة ومن الناشطات بالحراك الشعبي الذي أرغم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة في 2 أبريل (نيسان) 2019. إلى جانب نعيمة صالحي رئيسة «حزب العدل والبيان» ذي التوجه الإسلامي، التي اشتهرت بمواقفها المؤيدة لتعدد الزوجات، وسبق لها أن أعلنت أنها مستعدة لخطبة امرأة ثانية لزوجها البرلماني السابق محمد صالحي.


مقالات ذات صلة

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

يوميات الشرق امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (سكوبيي (مقدونيا الشمالية))
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)

منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

ينطلق منتدى المرأة العالمي دبي 2024 اليوم ويناقش محاور رئيسية ذات أبعاد استراتيجية تتعلق بدور المرأة العالمي ويبحث اقتصاد المستقبل والمسؤوليات المشتركة.

مساعد الزياني (دبي)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.