أمجاد العمري... سعودية حوّلت شغف رياضة {الكارتينغ} إلى دراسة وتخصص

قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها نافست الشباب بالعلم

المتألقة أمجاد تتأهب قبل إحدى سباقات الكارتينغ (الشرق الأوسط)
المتألقة أمجاد تتأهب قبل إحدى سباقات الكارتينغ (الشرق الأوسط)
TT

أمجاد العمري... سعودية حوّلت شغف رياضة {الكارتينغ} إلى دراسة وتخصص

المتألقة أمجاد تتأهب قبل إحدى سباقات الكارتينغ (الشرق الأوسط)
المتألقة أمجاد تتأهب قبل إحدى سباقات الكارتينغ (الشرق الأوسط)

جذبت رياضة السيارات اهتمام السعوديات ليتنافسن على ممارسة العديد من أنواعها ليصبحن نجمات لا يشق لهن غبار على الصعيد المحلي والخليجي والعربي.
السعودية أمجاد العمري اختارت حلبة الكارتينغ لتكون نقطة انطلاقتها في رياضة السيارات، وانعكس شغفها خلال مجال دراستها، إذ تخصصت في الهندسة الميكانيكية، بعد أن بدأ اهتمامها بذلك منذ أن كان عمرها 13 عاماً، حيث أجادت قيادة السيارة وقتها، وتطور الأمر فيما بعد إلى أن دخلت في تخصص الهندسة الميكانيكية وتعرفت على السيارات عن قرب وعن مكوناتها الداخلية وطريقة تصنيعها.
تروي أمجاد العمري لـ«الشرق الأوسط» قصة بدايتها وتدريباتها في الحلبة تقول: «كانت بدايتي في حلبة فن إكستريم بالرياض، تلقيت التدريب والدعم المعنوي من القائمين على الحلبة، وعن المشاركات التي خضتها فقد شاركت في عدة بطولات للكارتينغ منها: بطولة التحمل «إس دبليو إس» في حلبة البحرين الدولية، وبطولة السبرنت في حلبة البحرين أيضاً، وأول بطولة كارتينغ للسيدات برعاية بترومين في حلبة «إن تن سو» بجدة، وأول بطولة سبرنت «إس دبليو إس» للسيدات في حلبة فن إكستريم بالرياض، ومشاركتي الأخيرة في بطولة كسر حاجز الزمن السعودية بحلبة الريم والتي كسبت لقب البطولة فيها على فئة السيدات، بالإضافة لتحقيقي أول بطولة كارتينغ للسيدات في جدة، والتي أدخلتني التاريخ بكوني أول فتاة سعودية تحقق بطولات داخل أراضي المملكة».
وألمت أمجاد من خلال دراستها لمجال الهندسة الميكانيكية بكثير من المعلومات النظرية والمشاريع العملية المهمة، التي دعمت قدرتها وقدرة زملائها في تطوير إبداعاتهم في التصميم، فمجالهم العام وغير المتخصص في تصميم وتصنيع السيارات بشكل دقيق، دفعهم نحو البحث والتقصي والتجربة داخل ورشة الجامعة لصناعة سيارات سباق بمعايير عالمية، ليتبع مرحلة تصنيع سيارة «الفورميلا ستيودنت» مرحلة اختيار السائق الرسمي للسيارة، وتنافست أمجاد مع زملائها الشباب في سباق داخل الجامعة، لتؤهل أن تكون المتسابقة الرسمية وتدخل عالم سباقات «الكارتينغ» التي لا تحتاج إلى شروط أو رخص معينة، فمهارتها كانت هي الحكم في دخولها عالم السباقات، وتلتحق بعد ذلك بفريق سعودي يخوض سباقات على مستوى عربي وعالمي، وكانت أول مشاركتها في مجال السباقات في دولة البحرين عام 2017.
بينما في الإطار المهني شاركت في صناعة أول سيارة فورمولا ستيودنت سعودية ضمن فريق حيزوم الفيصل بجامعة الفيصل عام 2017.
وشاركت في صناعة سيارة تعمل بالطاقة الشمسية ضمن فريق بوينغ سولار كيه في ذات الجامعة عام 2019 إضافة إلى تدريبها سابقا في شركة السيارات الكهربائية لوسيد موتورز المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي قبل عامين. وتعمل حاليا في المشروع السعودي الأضخم في نيوم في مجال توطين الصناعات بشكل عام وصناعة السيارات بشكل خاص وكذلك في استقطاب الاستثمارات الأجنبية.
وتحدثت العمري عن طموح المرأة السعودية في مجال الرياضة وقالت: «أرى أنه في ازدياد وذلك بفضل القيادة العليا في البلاد والتي أتاحت الفرصة للمرأة حتى تمارس جميع أنواع الرياضة، بل إن وزارة الرياضة شكلت منتخبات نسائية حتى تشجع البنات على ممارسة الرياضة بشتى أنواعها وعلى تمثيل المملكة عالمياً في المحافل والمسابقات الرياضية».
وبخصوص تجربتها الشخصية، قالت: بدأت ممارسة رياضة السيارات في فترة صعوبات ساهمت في عدم قدرتي على المشاركة في سباقات السيارات المحلية، وفي ذلك الوقت لم يكن هنالك وجود للمتسابقات السعوديات وكنت من أوائل من بدأ في ممارسة هذه الرياضة من الفتيات، حيث كنت اضطر للسفر إلى دول الخليج للمشاركة في مسابقات السيارات والكارتينغ، وتغير ذلك كثيرا وأصبحنا نتلقى الدعم الكامل من الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية وتم إصدار رخص السباقات للعديد من المتسابقات وإقامة بطولات خاصةً للسيدات أيضا.
وتطمح العمري في يوم المرأة العالمي أن ترى الفتيات السعوديات يبدعن ويتميزن في جميع مجالات الرياضة، وفي ظل الدعم المتواصل من وزارة الرياضة سنصل إلى ما نطمح له ونمثل الوطن في البطولات العالمية ونحن يعلونا الفخر والشغف.


مقالات ذات صلة

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)
شؤون إقليمية امرأتان تشربان الشاي في الهواء الطلق بمقهى شمال طهران (أ.ب)

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

ستتلقى النساء الإيرانيات اللاتي يقاومن ارتداء الحجاب، العلاجَ في عيادة متخصصة للصحة العقلية في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

شهادات «مروعة» لناجيات فررن من الحرب في السودان

نشرت «الأمم المتحدة»، الثلاثاء، سلسلة من شهادات «مروعة» لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال بالسودان الذي يشهد حرباً منذ أكثر من عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا صورة من معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس للتعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات (أ.ف.ب)

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

يتيح معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس التعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات، ومعاينة يأسهن وما ندر من أفراحهنّ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

نساء الريف الياباني يرفضن تحميلهنّ وزر التراجع الديموغرافي

يعتزم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إعادة تنشيط الريف الياباني الذي انعكست هجرة السكان سلباً عليه.

«الشرق الأوسط» (هيتاشي (اليابان))

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».