إعادة توطين الحياة الفطرية في «الحِجر» أول موقع سعودي يدرَج ضمن «اليونيسكو»

تمثل هذه المبادرة جزءاً من الرؤية الأوسع للعلا لتسويقها كوجهة عالمية للثقافة والتراث

إعادة توطين 25 من ظباء الريم و10 من الوعل النوبي و8 من المها العربي (الشرق الأوسط)
إعادة توطين 25 من ظباء الريم و10 من الوعل النوبي و8 من المها العربي (الشرق الأوسط)
TT

إعادة توطين الحياة الفطرية في «الحِجر» أول موقع سعودي يدرَج ضمن «اليونيسكو»

إعادة توطين 25 من ظباء الريم و10 من الوعل النوبي و8 من المها العربي (الشرق الأوسط)
إعادة توطين 25 من ظباء الريم و10 من الوعل النوبي و8 من المها العربي (الشرق الأوسط)

أطلقت الهيئة الملكية لمحافظة العلا المجموعة الثالثة من الحيوانات الفطرية في بيئاتها الطبيعية ضمن موقع ««الحِجر»»، أول موقع سعودي يُدرَج ضمن قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي ومن أهم مدن الحضارة النبطية.
ويأتي الإعلان عن المبادرة ليوافق اليوم العالمي للحياة البرية الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال بالحياة البرية ورفع مستوى الوعي بشأن الحيوانات والنباتات البرية في العالم.
وتعمل الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية على إعادة توطين 25 من ظباء الريم و10 من الوعل النوبي و8 من المها العربي في موقع «الحِجر» وذلك للعمل على استعادة النظام البيئي في المنطقة والحفاظ على الأنواع المهددة.
يأتي هذا الإطلاق الثالث لحماية الحياة البرية ضمن مبادرات الهيئة الملكية لمحافظة العلا، والتي تتمحور حول حفظ التراث والطبيعة بالشراكة مع أهالي وسكان العلا. وتم إطلاق أولى مبادرات الهيئة في فبراير (شباط) من 2019 من ولي العهد ورئيس مجلس إدارة الهيئة الأمير محمد بن سلمان، بالتزامن مع إطلاق رؤية العلا المتمثلة في إحداث تنمية مسؤولة ومؤثرة في المحافظة، وذلك من خلال العمل المتوازن ما بين حفظ وصون التراث الطبيعي والثقافي الغني، والمشاريع الطموحة للمملكة العربية السعودية لتهيئة المنطقة للترحيب بالزوّار من جميع أنحاء العالم.
وقال الأمير بدر بن عبد الله، محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، إن «هذه المبادرة تؤكد التزام الهيئة الملكية لمحافظة العلا بحماية الحياة البرية والموائل الطبيعية في العلا وتنميتها، وتعد هذه المبادرة فريدة من نوعها، إذ سيتم فيها إطلاق الحيوانات ضمن بيئاتها الطبيعية في (الحِجر)، وهو أول موقع سعودي يُدرَج على قائمة (اليونيسكو) للتراث العالمي، وإحدى أهم مناطق البيئة الثقافية الطبيعية في المحافظة. تمت تهيئة الموقع بعناية لاستضافة هذه الأنواع المهددة بالانقراض من خلال حزمة متكاملة من برامج الحماية والمراقبة، ويسعدنا إطلاق أول مجموعة من الحيوانات في الموقع الذي عملت الهيئة على تهيئته لحماية الحيوانات وتوفير البيئة المناسبة لإعادة توطينها».
وأضاف المحافظ: «تحرص الهيئة على استعادة الموائل الطبيعية وإعادة توطين الحيوانات البرية لضمان توازن بيئة العلا الطبيعية وما فيها من مناظر طبيعية ثقافية، حيث أعلنت الهيئة في العام الماضي إطلاق محمية «شرعان» الطبيعية، وهي محمية طبيعية تمتد على مساحة قدرها 1,500 كم2 وتهدف إلى حماية الموائل الطبيعية والحياة البرية وتنميتها. ومع إطلاق مجموعة من هذه الحيوانات في «الحِجر»، تواصل الهيئة رحلتها لتطوير العلا والمحافظة على تراثها الطبيعي».
ويمثل هذا المشروع جزءاً من جهود التنمية المستدامة التي تقوم عليها الهيئة للتعريف بالعلا كوجهة عالمية للتراث والثقافة والسياحة البيئية، كما تسترشد الخطة طويلة الأمد بالمبادئ الاستراتيجية الـ12 التي تلتزم بها الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتهدف إلى تنمية المحافظة تنميةً مستدامة والمحافظة على الموائل البيئية وتنمية الحياة الفطرية وصولاً إلى إعادة توطين النمر العربي بوصفه أكبر المفترسات في المنطقة، وغيره من الحيوانات الأصيلة في العلا.


مقالات ذات صلة

منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

عالم الاعمال منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

«بانيان تري العُلا» يكشف عن تقديم مجموعة متنوعة من العروض لموسم العطلات

يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج صورة جماعية لاجتماع اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية في باريس الجمعة (الشرق الأوسط)

اجتماع للجنة السعودية - الفرنسية المشتركة لتطوير محافظة العلا

اجتماع للجنة السعودية - الفرنسية المشتركة لتطوير محافظة العلا، وبيان لـ«الخارجية الفرنسية» يؤكد توجيه فرنسا إمكاناتها وخبراتها لتطوير المنطقة.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق اجتماع اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية استعرض الإنجازات (وزارة الخارجية السعودية)

اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن «العُلا» تناقش توسيع التعاون

ناقشت اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير العُلا سبل توسيع التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف القطاعات، خصوصاً في مجالات الآثار والرياضة والفنون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يصل إلى فرنسا للمشاركة في اجتماع «تطوير العلا»

وصل وزير الخارجية السعودي، إلى العاصمة الفرنسية باريس، اليوم؛ للمشاركة في الاجتماع الثاني لتطوير مشروع العلا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في «ميقا استوديو» بالرياض، لتقدم رحلة استثنائية للزوار عبر الزمن، في محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، تشمل أعمالاً فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين.

ويجوب مهرجان «بين ثقافتين» في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف في هذه النسخة ثقافة العراق ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعاً ثقافياً أنيقاً وإبداعاً في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف»، وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين. ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصوراً لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافيةً من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين.

وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفنين السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

فيما يستعرض قسم «درب الوصل» مجالاتٍ مُنوَّعةً من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، إذ يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافتين، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح.

بينما تقدم منطقة المطاعم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءاً من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة، بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».