أكثر من ألفي إصابة يومياً بين الفلسطينيين

مريض «كورونا» في «المستشفى الأهلي» بمدينة الخليل أمس (أ.ف.ب)
مريض «كورونا» في «المستشفى الأهلي» بمدينة الخليل أمس (أ.ف.ب)
TT

أكثر من ألفي إصابة يومياً بين الفلسطينيين

مريض «كورونا» في «المستشفى الأهلي» بمدينة الخليل أمس (أ.ف.ب)
مريض «كورونا» في «المستشفى الأهلي» بمدينة الخليل أمس (أ.ف.ب)

أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أمس (السبت) تسجيل 2011 إصابة جديدة بفيروس كورونا و19 وفاة بين الفلسطينيين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقالت الوزيرة في بيان صحافي إن قطاع غزة سجل 135‬‬ إصابة من مجمل الإصابات الجديدة.
وقررت محافظ رام الله والبيرة «فرض الإغلاق الشامل في جميع مناحي الحياة العامة ومختلف الأنشطة التجارية ومنع حركة السيارات بتاتاً وحصر حركة الأفراد سيراً على الأقدام في أحيائهم السكنية لمدة أسبوع كامل يبدأ من مساء اليوم السبت وينتهي مع صباح يوم الأحد 14 مارس (آذار) 2021».
وقالت ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة في بيان لها، إن «قرار الإغلاق جاء في ضوء الارتفاع الكبير في عدد الإصابات، ما يهدد حياة عدد كبير من المواطنين».
وأضافت أن «القرار يشمل جميع المؤسسات العامة والخاصة». وتعتبر رام الله المقر الرئيسي لوزارات السلطة الفلسطينية، إضافة إلى وجود عدد كبير من شركات القطاع الخاص فيها.
وتفرض الحكومة الفلسطينية إغلاقاً جزئياً في الضفة الغربية من الساعة السابعة مساء حتى السادسة صباحاً يومياً من الأحد إلى الخميس، وإغلاقاً كلياً يومي الجمعة والسبت لمواجهة انتشار فيروس كورونا، كما تمنع إقامة حفلات الزفاف وتجمعات العزاء. وتفيد قاعدة بيانات وزارة الصحة بأن إجمالي عدد المصابين بالفيروس منذ ظهور الجائحة في مارس (آذار) الماضي بلغ 221225، تعافى منهم 196807 وتوفي 2352.
وكانت إسرائيل قد وافقت الأسبوع الماضي على خطط لإعطاء لقاحات كوفيد - 19 للفلسطينيين الحاصلين على تصاريح عمل في داخلها، وهي خطوة وصفتها جماعة حقوقية بأنها غير كافية لتوفير الحماية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة. وتلقى الفلسطينيون حتى الآن جرعات قليلة نسبياً ويتخلفون كثيراً عن إسرائيل التي طعمت أكثر من ثلث سكانها في واحدة من أسرع عمليات التطعيم في العالم.
وبعد تعرضها لانتقادات لعدم مد حملتها للتطعيم إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وافقت إسرائيل على تقديم خمسة آلاف جرعة من لقاح شركة موديرنا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين. وقدمت منها نحو 2000 جرعة حتى الآن. وفي التزام أكبر بكثير، قال مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية، وهو وحدة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، إنه سيقدم لقاحات موديرنا لنحو 130 ألف فلسطيني يعملون في إسرائيل أو مستوطناتها في الضفة الغربية.
وتعتبر إسرائيل الفلسطينيين في القدس الشرقية جزءاً من سكانها، وبالتالي قدمت لهم اللقاح. وتجادل بأن اتفاقات أوسلو للسلام تقضي بأن السلطة الوطنية الفلسطينية هي المسؤولة عن تطعيم سكان غزة ومناطق من الضفة الغربية تتمتع بحكم ذاتي محدود. وقال عمر شاكر، مدير مكتب «هيومن رايتس ووتش» في إسرائيل وفلسطين، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن إسرائيل ملزمة بموجب القانون الدولي بتطعيم الفلسطينيين الذين يعيشون تحت سيطرتها الفعلية. وأضاف شاكر: «تطعيم الفلسطينيين الذين يتعاملون مع الإسرائيليين فقط... يعزز الاعتقاد بأن حياة الفلسطينيين، بالنسبة للسلطات الإسرائيلية، مهمة فقط إلى المدى الذي تؤثر فيه على حياة اليهود».
وتلقت الضفة الغربية وقطاع غزة، اللتان يقطنهما معاً نحو 5.2 مليون فلسطيني، حوالي 32 ألف جرعة لقاح حتى الآن تضم تبرعات بسيطة من إسرائيل وروسيا والإمارات. ويتوقع وصول جرعات أكبر من روسيا وشركة الأدوية أسترازينيكا لهما في غضون أسابيع. وأغلقت السلطة الفلسطينية معظم المدارس في الضفة الغربية في مسعى لوقف الارتفاع الحاد في إصابات كورونا. وقال مسؤولون إن نسبة الإشغال في وحدات العناية الفائقة المخصصة لمرضى كوفيد - 19 بلغت 95 في المائة في الأراضي الفلسطينية.
وقال مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية إن اللقاحات تُقدم «في إطار جهود مكافحة انتشار كوفيد - 19» و«من أجل الحفاظ على الصحة العامة وعمل الاقتصاد». وفي تصريحات للصحافيين قبل إعلان الخطة، قال نحمان آش منسق مكافحة فيروس كورونا بإسرائيل: «من منظور طبي، نعتقد أن تطعيم العمال الفلسطينيين هو الشيء الصحيح إلى حد كبير». وأعرب كثير من العمال الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل أو مستوطناتها عن رضاهم بالقرار.
من هؤلاء العامل خالد الأعرج (55 عاماً) الذي قال: «العالم كله بيأخذ التطعيم وهاي خطوة جديدة جادة من الإسرائيليين إنهم يقوموا بتطعيم العمال الفلسطينيين لأنه نحن في يوم، زي ما بقولوا، تواصل بيننا وبين العمال الإسرائيليين والإسرائيليين، فإنا حسب رأيي إنه هذا اشي جيد جداً لازم يأخذوه». ورداً على سؤال حول رأيه في تطعيمه وعدم تطعيم أسرته قال الأعرج: «شو رأيي إذا أنا كنت متطعم وعائلتي لا؟ هذا برجع للسلطة الفلسطينية، بما أننا في السلطة الفلسطينية وبنحمل هوية السلطة الفلسطينية، السلطة الفلسطينية هي المجبورة فينا كشعب».
وقال العامل عيد أغا (51 عاما): «والله الأفضل إنه الكل بتطعم، الأفضل إنه الكل بتطعم، لأنه عندنا بجانبنا راح يصير فيه تطعيم، راح يصير تطعيم، اشي طبيعي راح يصير تطعيم. بدون تطعيم ما فش مجال للدخول للمعابر».
وقال العامل مهران أبو تويمة: «رايحين نؤخذ التطعيم نظراً للظروف الراهنة اللي بتمر فيها المنطقة من وباء وتطوير فيروس كورونا لحاله كل فترة. إحنا زينا زي باقي ها البشر يعني، راح يكون أول على آخر، راح يكون إجباري في الفترة الجاية أني مش راح أقدر أخش ع إسرائيل إلا إذا معاي شهادة إني متطعم ضد فيروس كورونا».


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.