بايدن يتهم إيران بـ«العدوانية» ويمدد حالة الطوارئ معها

اعتبرها تدعم الجماعات الإرهابية وتشكل «تهديداً استثنائياً» للولايات المتحدة

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
TT

بايدن يتهم إيران بـ«العدوانية» ويمدد حالة الطوارئ معها

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن المشرعين في الكونغرس أنه مدد لعام آخر «حال الطوارئ الوطنية» لإبقاء العقوبات الأميركية الشاملة على إيران باعتبارها «لا تزال تشكل تهديداً استثنائياً» للولايات المتحدة، مشيراً إلى عدوانية النظام الإيراني، ودعمه للجماعات الإرهابية، فضلاً عن «النشاطات الخبيثة» لما يسمى «الحرس الثوري».
ووجه بايدن رسالة إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي يعلمها فيها أنه وقع قراراً تنفيذياً جديداً في شأن تجديد «حال الطوارئ الوطنية» التي أقرت للمرة الأولى في 15 مارس (آذار) 1995 بقرار من الرئيس عامذاك بيل كلينتون. وبذلك مدد بايدن هذه الإجراءات لمدة عام آخر اعتباراً من 15 مارس 2021، كاتباً في قراره التنفيذي أن «إجراءات الحكومة الإيرانية وسياساتها - بما في ذلك نشرها وتطويرها للصواريخ وغيرها من القدرات في الأسلحة التقليدية وغير المتكافئة، وشبكتها وحملتها العدوانية الإقليمية، ودعمها للجماعات الإرهابية، والنشاطات الخبيثة للحرس الثوري ووكلائها - تواصل تشكيل تهديد غير عادي واستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية والاقتصاد في الولايات المتحدة». وقال: «لهذا السبب توصلت إلى استنتاج مفاده بأن حال الطوارئ الوطنية فيما يتعلق بإيران التي أعلنت في القرار التنفيذي الرقم 12957 ستستمر»، مضيفاً أنه «رداً على هذا التهديد ستبقى العقوبات الشاملة على إيران سارية».
ومنذ إعلان «حال الطوارئ الوطنية» مع إيران عام 1995، جددها جميع الرؤساء الأميركيين سنوياً، علما بأن الرئيس كلينتون أقرها بعدما اتهم إيران بـ«دعم الإرهاب وتقويض عملية السلام في الشرق الأوسط والسعي إلى امتلاك أسلحة دمار شامل». وبناء عليها، حظر كلينتون أولاً التعاون التجاري والاستثماري للولايات المتحدة وللمواطنين الأميركيين في صناعة النفط والغاز الإيرانية. وبعد شهرين قرر أن تشمل العقوبات أيضاً أي نوع من التجارة مع إيران. ويجب تجديد هذا القرار في غضون 90 يوماً قبل موعد انتهائه (15 مارس من كل عام) لمدة سنة أو يجري إبطاله تلقائياً.
في غضون ذلك، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن «العرض» الذي قدمته الولايات المتحدة مع شركائها الأوروبيين «لا يزال قائماً» من أجل الجلوس مع إيران على طاولة المفاوضات في إطار الدعوة التي وجهها الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن المشترك جوزيب بوريل لعقد اجتماع لـ«مجموعة 5 + 1» للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا تمهيداً للعودة المتزامنة بين واشنطن وطهران إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، أي الاتفاق النووي. وجدد استعداد المسؤولين الأميركيين «للانخراط في الدبلوماسية المباشرة» التي تتسم بـ«الوضوح والمبدئية والمباشرة» مع إيران.



إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)

بينما يواصل وفد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة في تركيا، عبد الله أوجلان، في إطار مبادرة لإنهاء الإرهاب في تركيا ينظر إليها على أنها عملية جديدة لحل المشكلة الكردية، ثار الجدل حول إمكانية تخلي مقاتلي الحزب عن أسلحتهم.

ووجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رسالة صارمة بشأن حلّ حزب «العمال الكردستاني» نفسه، قائلاً إن «الإرهابيين الانفصاليين باتوا أمام خيارين لا ثالث لهما... القتلة الانفصاليون إما أن يدفنوا أسلحتهم في أقرب وقت ممكن، وإما سيدفنون تحت الأرض بأسلحتهم. لا يوجد خيار ثالث غير هذين الخيارين».

لا تسامح ولا عفو

وقال إردوغان، في كلمة خلال مؤتمر لحزبه في ريزا شمال تركيا، الأحد: «سننقذ بلادنا من آفة الإرهاب التي ألحقها الإمبرياليون بشعبنا في أسرع وقت ممكن، نحن مصممون وعازمون على حسم هذه القضية، وقد حددنا هدفنا في هذا السياق».

إردوغان متحدقاً في مؤتمر لحزبه في طرابزون شمال تركيا الأحد (الرئاسة التركية)

وفي مؤتمر آخر في طرابزون، قال إردوغان: «لا أحد، سواء كان تركياً أو كردياً أو عربياً، لديه أي تسامح مع الإرهابيين الذين هم بيادق في مخططات الإمبرياليين الإقليمية». وأيد إردوغان دعوة حليفه رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، بدء عملية حوار مع أوجلان من خلال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، تنتهي بدعوته إلى البرلمان للحديث من خلال المجموعة البرلمانية للحزب، وإعلان حل حزب «العمال الكردستاني»، المصنف منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته، وانتهاء مشكلة الإرهاب في تركيا، مقابل النظر في خطوات قانونية للعفو عنه بعدما أمضى 25 عاماً في سجن انفرادي بجزيرة إيمرالي في ولاية بورصة جنوب بحر مرمرة، غرب تركيا.

وقام وفد من الحزب يضم نائبيه؛ عن إسطنبول سري ثريا أوندر، ووان (شرق تركيا) بروين بولدان، بزيارة لأوجلان في إيمرالي، في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ونقلا عنه استعداده لتوجيه الرسائل اللازمة، وتأكيده على الأخوة بين الأكراد والأتراك، في ظل الظروف في غزة وسوريا التي تشكل تهديداً خطيراً، على أن تتم العملية من خلال البرلمان وتشارك فيها المعارضة.

لقاء «وفد إيمرالي» مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبعد ذلك قام الوفد، الذي انضم إليه السياسي الكردي البارز أحمد تورك، بزيارة لرئيس البرلمان، نعمان كورتولموش وبهشلي، ليستكمل لقاءاته مع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وأحزاب المعارضة، باستثناء حزبي «الجيد» و«النصر» اللذين أعلنا رفضهما العملية الجارية.

في السياق ذاته، شدّدت مصادر عسكرية تركية على أهمية مبادرة بهشلي لجعل «تركيا خالية من الإرهاب»، لافتة إلى أنه إذا تحقق هذا الهدف وألقت منظمة حزب «العمال الكردستاني» أسلحتها، فإن العناصر الإرهابية في سوريا، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، ستتأثر سلباً.

وأكّدت المصادر، بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية، الأحد، أنه إذا تم القضاء على «التنظيم الإرهابي» (حزب العمال الكردستاني) وإلقاء أسلحته، فسيتم محاكمة المستسلمين من عناصره، وسيتم إطلاق سراحهم إذا وجد القضاء أنهم غير مذنبين، «لكن من المستحيل أن يتم إصدار عفو عن الإرهابيين».

وتوقّعت المصادر هروب قادة حزب «العمال الكردستاني» في جبل قنديل (معقل العمال الكردستاني في شمال العراق) إلى دول أوروبية، إذا تم نزع سلاحهم.

رفض قومي

في المقابل، قال رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، إنه «لا يوجد في تاريخ العالم أي منظمة إرهابية ألقت أسلحتها، هذه كذبة كبيرة».

رئيس حزب النصر القومي التركي المعارض أوميت أوزداغ (حسابه في «إكس»)

وأضاف أوزداغ، في تصريحات الأحد: «نريد (...) أن يدرك (الجمهور التركي) أن ما يحدث فقط هو أن عبد الله أوجلان سيظهر في البرلمان، وسيوجه الدعوة لإلقاء السلاح وسيحصل على العفو». وتابع: «نعتقد أن الوقت قد حان للنزول إلى الشوارع، حتى لا يتم العفو عن قتلة الجنود الأتراك». وأعلن أن حزبه سيبدأ مسيرات في أنحاء تركيا بدءاً من الخميس المقبل، مضيفاً: «حزبنا ليس في البرلمان، لكننا سنحول تركيا كلها إلى برلمان، نحن ضد هذه العملية التي تحرج الأمة وتكسر شرف الدولة التركية».

بدوره، قال زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، خلال تجمع لحزبه، الأحد، إن حزبه «لن يقول نعم لأي شيء لا تقوله عوائل الشهداء والمحاربين القدامى».