إنزال جوي أميركي في الحسكة وغارات روسية بالبادية السورية

مقتل أربعة مدنيين بقصف على جرابلس

عناصر من «الدفاع المدني» يطفئون حريقاً بعد قصف روسي على في الباب شمال سوريا مساء الجمعة ( أ ف ب)
عناصر من «الدفاع المدني» يطفئون حريقاً بعد قصف روسي على في الباب شمال سوريا مساء الجمعة ( أ ف ب)
TT

إنزال جوي أميركي في الحسكة وغارات روسية بالبادية السورية

عناصر من «الدفاع المدني» يطفئون حريقاً بعد قصف روسي على في الباب شمال سوريا مساء الجمعة ( أ ف ب)
عناصر من «الدفاع المدني» يطفئون حريقاً بعد قصف روسي على في الباب شمال سوريا مساء الجمعة ( أ ف ب)

نفذت قوات التحالف الدولي عملية إنزال جوي برفقة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) فجر الجمعة الماضي في ريف الحسكة الجنوبي، أسفرت عن مقتل قيادي بارز في تنظيم «داعش».
وقالت مصادر عسكرية من القوات «إن مروحيات عسكرية تابعة للتحالف تحركت نحو قرية عب التين بريف الحسكة استهدفت مقر القيادي صباح الإبراهيم الملقب بأبو أسامة وقتل بعد اشتباكات عنيفة»، وذكرت المصادر بأن «الإبراهيم كان يحمل الجنسية العراقية يترأس ما يسمى (ولاية البادية) وعمل في صفوف التنظيم منذ بداية تأسيسه صيف 2014 وقاتل في العراق وسوريا».
في السياق، قال المركز الإعلامي لقوات «قسد» إن وحداتها الخاصة ألقت القبض منذ بداية الشهر الحالي على 9 عناصر موالين لـ«داعش»، بعد عمليات أمنية في مدينة الرقة وريف الحسكة ومناطق دير الزور الشرقية، وكانت «هذه الخلايا تعمل على تنفيذ عمليات إرهابية واغتيالات وصناعة المفخخات، إلى جانب التحشيد الإعلامي للتنظيم».
وقصفت طائرات حربية روسية بأكثر من 60 غارة جوية جيوبا متقطعة خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» في البادية الشامية ضمن مثلث حلب - حماة - الرقة في وسط سوريا. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الغارات قتلت 11 من مسلحي التنظيم وإصابة عشرات بجروح متفاوتة.
واستأنفت الطائرات الروسية قصفها على مواقع «داعش» في قرى وبلدات ريف دير الزور بعد توقف استمر ثلاثة أيام، وبحسب حصيلة نشرها الحساب الرسمي لـ«المرصد السوري» بأعداد القتلى في العمليات الروسية منذ مارس (آذار) 2019، بلغت 1353 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سوريا وأجنبية، من بينهم جنديان روسيان. كما قتل 145 من الميليشيات الإيرانية والفصائل العراقية واللبنانية الموالية، إضافة إلى مقتل 809 من مسلحي التنظيم خلال الفترة نفسها.
من جهة ثانية، أطلقت سفن حربية روسية قذائف طالت مصافي للنفط بريف محافظة حلب الشرقية ليل الجمعة - السبت الماضية، تسببت بحريق كبير في المنطقة الخاضعة للجيش التركي والفصائل السورية الموالية لها.
وأكدت مصادر محلية أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 24 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة بالقرب من بلدة جرابلس، والتهمت نيران الحريق 30 خزاناً ومصفاة بدائية قبل وصول فرق الإنقاذ للسيطرة على الحريق، وتكرر استهداف المنشآت النفطية في الأجزاء التي تسيطر عليها تركيا وفصائل موالية لكن موسكو ودمشق لم تنف شن الهجوم أو تؤكده.
وفي بلدة منبج، قال المركز الإعلامي لـ«مجلس منبج العسكري»، الذي يعمل في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية»، إن الجيش التركي استهدف بمدافع الهاون قرى «الدندنية» و«الصيادة» و«أم عدسة» الخاضعة للقوات وتقع شمال غربي المدينة، «حيث استمر القصف من السابعة والنصف مساءً وحتى التاسعة بقذائف الهاون التي بلغ عددها نحو 40 قذيفة»، بحسب بيان المركز.
وقال محمد علي العبو رئيس المجلس التشريعي لبلدة منبج إن «هجمات الاحتلال التركي تهدف إلى ضرب الأمن والاستقرار الذي انعكس على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي»، ولفت إلى أن القوات النظامية ردت على الهجمات: «لكن هذا الرد كان خجولاً لا يرقى إلى المسؤولية التي تتحملها الدولة تجاه سيادة الأراضي السورية».
وطالب العبو من روسيا لعب دور بارز للحفاظ على اتفاقيات وقف إطلاق النار التي عقدت مع الجانب التركي نهاية 2019. وقال: «يجب على الضامن الروسي لعب دوره الأساسي الذي وُجد من أجله بمناطق شمال شرقي سوريا، بالحفاظ على التزام الأطراف بوقف إطلاق النار وتثبيته، وهذا ما لا تفعله موسكو بالشكل المطلوب».


مقالات ذات صلة

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

العالم العربي جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

أفادت «وكالة الأنباء العراقية»، اليوم (السبت)، بأن جهاز الأمن الوطني أعلن إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
TT

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)

يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.

وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.

ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.

انهيار العملة المحلية أسهم مع تراجع المساعدات الإغاثية في تراجع الأمن الغذائي باليمن (البنك الدولي)

يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.

ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.

أدوات الإصلاح

طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.

توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.

وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.

ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف حصار تصدير النفط (سبأ)

ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.

الحل بالتنمية المستدامة

وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.

إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.

واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.

تحذيرات من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد (أ.ف.ب)

وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.

وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.

ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.