جهود لإدخال المنشآت الصغيرة قطاع خدمات الطيران السعودي

منصة تمويل حكومية تضخ 426 مليون دولار... ولجنة تبحث حلول توفير ضمانات المؤسسات المالية

اهتمام ببيئة العمل الملائمة عبر مركز الابتكار الذي سينشأ لتوفير الدعم المطلوب (الشرق الأوسط)
اهتمام ببيئة العمل الملائمة عبر مركز الابتكار الذي سينشأ لتوفير الدعم المطلوب (الشرق الأوسط)
TT
20

جهود لإدخال المنشآت الصغيرة قطاع خدمات الطيران السعودي

اهتمام ببيئة العمل الملائمة عبر مركز الابتكار الذي سينشأ لتوفير الدعم المطلوب (الشرق الأوسط)
اهتمام ببيئة العمل الملائمة عبر مركز الابتكار الذي سينشأ لتوفير الدعم المطلوب (الشرق الأوسط)

كشفت جهود حالية عن السعي لإدخال المنشآت الصغيرة في قطاع خدمات أنشطة الطيران بالسعودية، في وقت أفصحت فيه منصة تمويل حكومية عن ضخها قرابة نصف مليار دولار لدعم المنشآت الصغيرة، وبحث القطاع الخاص بالسعودية عبر الغرفة التجارية الصناعية في الرياض الحلول الملائمة التي تواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة لملف التمويل وتوفير الضمانات للمؤسسات المالية، مشددة على دور الحوكمة في تسهيل عملية نمو وتطوير القطاع.

خدمات الطيران
وأعلن أمس، في السعودية توقيع الشركة السعودية للخدمات الأرضية اتفاقية تعاون مع الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) للعمل على تطوير وإتاحة المجال للمنشآت للدخول في مجال قطاع خدمات الطيران والمناولة الأرضية، بما يخدم قطاع الطيران بشكل عام.
وبموجب الاتفاقية، ستعمل «منشآت» من طرفها على ترشيح رواد الأعمال المؤهلين وفقاً للآليات المعتمدة، وتوفير حلول لتحديات العمل، ومساعدة رواد الأعمال بتقديم الاستشارات والتوجيهات في جميع مراحل تطوير مشاريعهم، فيما ستقوم «السعودية للخدمات الأرضية» بتوفير الخبراء ومصادر المعرفة لعمليات المناولة الأرضية في جميع مجالاتها الحالية والمستقبلية، بحيث يوكل إليهم مهام توجيه ودعم أصحاب المشاريع الناشئة، والمساعدة في تسهيل عمليات دخول المنشآت إلى مجال العمل عبر احتضان المشاريع تحت مظلة تطوير الأعمال في الشركة، إلى جانب توفير بيئة عمل ملائمة عبر مركز الابتكار الذي سينشأ من خلال هذا التعاون، مع توفير الدعم المطلوب داخل المركز.
وأوضح الرئيس التنفيذي المكلف للشركة السعودية للخدمات الأرضية رائد الإدريسي، أن الاتفاقية تتضمن مبادرات تمكن من تطوير قطاع الطيران وخدمات المناولة الأرضية، إضافة إلى توفير الدعم المادي والعملي والخبرات اللازمة من كلا الطرفين، لتمكين الشركات من تطبيق حلولها على أرض الواقع.

إقراض المنشآت
من جهة أخرى، كشف نائب محافظ هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة عصام الذكير، عن بلوغ نسبة إقراض المنشآت الصغيرة والمتوسطة من حجم التمويل الكلي للبنوك والشركات الممولة في العام الماضي 8.2 في المائة، موضحاً خلال ورشة عمل «مناقشة التحديات التي تواجهها المنشآت الصغيرة والمتوسطة مع القطاع المالي» والتي نظمتها «غرفة الرياض» أخيراً، أن «منشآت» تستهدف رفع النسبة إلى 20 في المائة خلال 2030، مشيراً إلى أن منصة التمويل التي أطلقتها الهيئة مؤخراً استطاعت خلال 7 أشهر تقديم 1.6 مليار ريال (426 مليون دولار) للقطاع عن طريق البنوك والشركات، مؤكداً في الوقت ذاته أن الهيئة لا تتدخل في آلية التمويل ولا في خيارات أو قرارات البنوك في منح القروض.

الحلول المبتكرة
وأكدت «غرفة الرياض» أهمية دور هذا القطاع في دعم وتعزيز الاقتصاد الوطني، وسعيها للوصول إلى حلول مبتكرة تستهدف ضخ مزيد من الموارد في شريان الاقتصاد الوطني، نظراً لدورها المهم في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 من حيث رفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي.
من جانبها، أفادت عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض رئيسة لجنة القطاع المالي والتمويل خلود الدخيل، بأن المناقشات تناولت 4 محاور هي التمويل، والمتطلبات التنظيمية والرسوم، وتطبيق قواعد الحوكمة، إضافة إلى الدعم المقدم من هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، كاشفةً حصر كثير من المعوقات في الجانب المتعلق بالتمويل، منها عدم قدرة القطاع على توفير الضمانات الكافية التي تشترطها البنوك وشركات التمويل، مؤكدة أهمية نشر الوعي وسط أصحاب هذه المنشآت لتعريفهم بمتطلبات البنوك وآلية الحصول على التمويل، ودراسات الجدوى الاقتصادية والمالية والتسويقية في تسهيل الحصول على التمويل.

الحاجة للتفعيل
وأضافت أنه على الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها برنامج «كفالة» التابع لهيئة المنشآت الذي يتكفل بالقروض بنسبة تصل إلى 95 في المائة من إجمالي التمويل، فإنه لا يزال يحتاج إلى مزيد من التفعيل، مؤكدةً أن أبرز الحلول المقدمة تتمثل في زيادة تمكين القطاع عن طريق برنامج «كفالة» وتحفيز المؤسسات المالية الأخرى لأخذ مزيد من المخاطر، إضافة إلى تشجيع المنشآت على البحث عن أدوات تمويل.
وشددت الدخيل على أهمية أن تكون هناك خطة واضحة لهيكلة الرسوم الحكومية خلال الخمس سنوات المقبلة تمكن المنشآت الصغيرة والمتوسطة من عمل دراسات الجدوى الخاصة بها وإدارة مواردها المالية بناءً عليها، مع التأكيد على ضرورة أن يتكيف القطاع مع الرسوم من خلال إعادة النظر بنماذج العمل التي تتبناها.

حكومة المنشأة
وذكرت أن ضعف الحوكمة في قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة ناجم عن عدم استثمار هذه المنشآت بالمعرفة، وعدم تطويرها لذاتها لتصبح منشأة متوسطة وكبيرة لاحقاً، مبينة أن المعالجات التي خرجت بها الورشة في هذه المحور تتلخص في تطوير الحوكمة من خلال تبني وتطوير النظم الإدارية والمالية والموارد البشرية، وأن تعمل على أساس علمي ومهني سيلم وتوفير البيانات والمعلومات الدقيقة تحديداً الأمور المالية التي تعد أحد الشروط التي تساعد البنوك ومؤسسات التمويل في منح التمويل المطلوب.
وأشارت إلى اهمية تعزيز التواصل والتنسيق بين لجنة القطاع المالي والتمويل ممثلة عن الغرفة والقطاع الخاص من أجل نقل ومشاركة ما يستجد من أفكار وابتكارات من قبل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، باعتبارهم الموجودين في السوق والأقدر على مواكبة ما يستجد على مستوى أنشطتهم واستثماراتهم مع هيئة «منشآت» لتطوير منتجاتهم وخدماتهم.


مقالات ذات صلة

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

خاص تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

«دِل» تدعم تحول المملكة الرقمي عبر استثمارات جديدة تشمل مركزاً لوجيستياً في الدمام وبرامج تدريبية تعزز الكفاءات المحلية وتدفع نحو اقتصاد رقمي متقدم.

نسيم رمضان (الرياض)
يوميات الشرق ديمتري كيركنتزس أمين عام المكتب الدولي للمعارض يتسلّم الملف من فهد الرويلي السفير السعودي لدى فرنسا (الهيئة الملكية للرياض) play-circle

السعودية تُسلِّم ملف تسجيل «الرياض إكسبو 2030»

سلّمت السعودية ملف تسجيل «الرياض إكسبو 2030» إلى المكتب الدولي للمعارض، الذي يُعدّ وثيقة متكاملة ترسم ملامح رؤيتها الطموح وخططها الشاملة لاستضافته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أكدت السهيل أن العلاقات العراقية - السعودية شهدت تحولاً استراتيجياً في المجالات كافة (تصوير: تركي العقيلي) play-circle

برلمان العراق يقترب من إقرار قانون حماية الاستثمارات السعودية

أكدت السفيرة العراقية لدى الرياض صفية السهيل أن العلاقات العراقية - السعودية تشهد تحولاً استراتيجياً يعكس رؤية قيادتي البلدين لتعزيز الشراكة في مختلف المجالات.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الاقتصاد مسؤولون في «آلات» و«لينوفو» يقومون ببدء عمليات البناء للمصنع الجديد في المنطقة اللوجستية (سيلز)

إنشاء مركز عالمي لتصنيع الحواسيب والخوادم تحت علامة «صُنع في السعودية»

يدخل قطاع التصنيع في المملكة مرحلة جديدة مع إنشاء شركتي «آلات» السعودية و«لينوفو» الصينية مركزاً للتصنيع في المنطقة الخاصة اللوجستية المتكاملة في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى شركة «معادن» السعودية (الشرق الأوسط)

أرباح «معادن» السعودية تقفز 82.05 % إلى 765 مليون دولار نهاية 2024

أعلنت التعدين العربية السعودية (معادن)، أكبر شركة تعدين ومعادن متعدّدة السلع في الشرق الأوسط، عن نتائجها المالية للربع الرابع وعام 2024 بأكمله.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

التضخم في الصين يتحول إلى سلبي للمرة الأولى منذ 13 شهراً

الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
TT
20

التضخم في الصين يتحول إلى سلبي للمرة الأولى منذ 13 شهراً

الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)

انخفض معدل التضخم الاستهلاكي في الصين إلى ما دون الصفر للمرة الأولى منذ 13 شهراً، بسبب التوقيت المبكر لعطلة السنة القمرية الجديدة، ولكنها تذكير بالضغوط الانكماشية المستمرة في الاقتصاد.

وقال المكتب الوطني للإحصاء يوم الأحد، إن مؤشر أسعار المستهلك انخفض بنسبة 0.7 في المائة عن العام السابق، مقارنة بزيادة بنسبة 0.5 في المائة في الشهر السابق. وكان متوسط ​​توقعات خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءهم «بلومبرغ» هو انخفاض بنسبة 0.4 في المائة.

وعلى أساس شهري، انخفضت الأسعار بنسبة 0.2 في المائة عن شهر يناير (كانون الثاني).

وفي الوقت الذي يتصارع فيه كثير من الدول الأخرى مع التضخم، يواجه صانعو السياسة في الصين انخفاض الأسعار، واحتمال تطورها إلى دوامة انكماشية من شأنها أن تسحب الاقتصاد إلى الأسفل. وقد شددت الحكومة على الحاجة إلى زيادة الطلب المحلي والإنفاق الاستهلاكي في تقرير سنوي الأسبوع الماضي، إلى مجلسها التشريعي الاحتفالي، المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لكنها أحجمت عن الكشف عن أي خطوات جديدة مثيرة لتعزيز الاقتصاد.

وجاء العام القمري الجديد، وهو الوقت الذي يرتفع فيه الإنفاق على السفر وتناول الطعام في الخارج والترفيه، في أواخر يناير هذا العام بدلاً من فبراير (شباط)، حيث إنه يعتمد على دورات القمر. وقد ساعد الإنفاق خلال العطلات في ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.5 في المائة في يناير، ولكنه انخفض بعد ذلك في الشهر الماضي مقارنة بالمستوى المرتفع الذي سجله في عام 2024.

وقال دونغ ليغوان، وهو خبير إحصائي في مكتب الإحصاء الحكومي، في تحليل مكتوب، إنه مع أخذ تأثير العطلة في الحسبان، ارتفع المؤشر بنسبة 0.1 في المائة الشهر الماضي.

ولا يزال هذا أقل بكثير من المستوى المثالي.

وتضمن التقرير السنوي للحكومة الأسبوع الماضي، هدفاً للتضخم بنسبة 2 في المائة لهذا العام، ولكن من المرجح أن يكون أقل بكثير من هذا الهدف. وكان مؤشر أسعار المستهلك ثابتاً في عام 2024، حيث ارتفع بنسبة 0.2 في المائة.

وقد تضيف الحرب التجارية المزدهرة مع الولايات المتحدة إلى الرياح الاقتصادية المعاكسة للصين.

المشاركون يحملون لافتات أثناء انتظارهم المندوبين الذين يحضرون الجلسة العامة الثالثة للمؤتمر السياسي للشعب الصيني (رويترز)
المشاركون يحملون لافتات أثناء انتظارهم المندوبين الذين يحضرون الجلسة العامة الثالثة للمؤتمر السياسي للشعب الصيني (رويترز)

وقال دونغ إنه إلى جانب السنة القمرية الجديدة في وقت مبكر، أسهم عاملان آخران في انخفاض الأسعار في فبراير: أدى تحسن الطقس إلى تعزيز إنتاج المزارع، مما أدى إلى انخفاض أسعار الخضراوات الطازجة، كما كثفت شركات صناعة السيارات من العروض الترويجية في محاولة لزيادة المبيعات، مما أدى إلى انخفاض أسعار السيارات الجديدة.

وقال مكتب الإحصاء إن مؤشر أسعار المنتجين، الذي يقيس أسعار الجملة للسلع، انخفض بنسبة 2.2 في المائة في فبراير. وقد انخفضت أسعار المنتجين بشكل أكثر حدة من أسعار المستهلكين، مما فرض ضغوطاً على الشركات لخفض العمالة والتكاليف الأخرى.