مَن يحكم تونس اليوم؟

مظاهرات عمّقت خلافات «ساكن قرطاج» مع الحكومة والبرلمان

مَن يحكم تونس اليوم؟
TT

مَن يحكم تونس اليوم؟

مَن يحكم تونس اليوم؟

تزامن تصعيد الإضرابات والاحتجاجات الاجتماعية في تونس مع دخول سفراء الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا «على الخط»، ضمن «الوسطاء» المحليين والأجانب الذين يحاولون احتواء أزمة الثقة أولاً بين الرئيس التونسي قيس سعيّد ورئيس الحكومة هشام المشيشي، وثانياً بين قصر رئاسة الجمهورية والبرلمان. إلا أن الأزمة السياسية في أعلى هرم السلطة تزداد تعقيداً رغم تحذيرات صندوق النقد الدولي ومؤسسات ائتمان دولية من سيناريوهات «إفلاس الدولة»، ومن المضاعفات الخطيرة لجائحة «كوفيد - 19» اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً؛ سواءً بسبب الجائحة أو «القطيعة بين أركان الدولة».
في هذه الأثناء، يتساءل الرأي العام الشعبي والمراقبون الأجانب عمّن يحكم تونس اليوم... وما انعكاسات الأزمة الحالية على المشهد السياسي الوطني وعلى مستقبل البلاد وعلاقاتها بشركائها الاستراتيجيين في أوروبا وأميركا وشمال أفريقيا؟

تكشف التصريحات التي صدرت أخيراً في تونس عن قيادات الأحزاب ونقابات العمال ورجال الأعمال، بجانب كبار المسؤولين في الدولة والمجتمع المدني، اختلافاً واضحاً في تشخيص الأزمة الحالية وأسبابها وخطورتها، وكذلك، في وصفة العلاج وفي اقتراح الحلول ومشاريع الإصلاح والتغيير.
وفي حين يقلل الرئيس قيس سعيّد وأنصاره من خطورة الجوانب الاقتصادية للأزمة التي تمرّ بها البلاد، ويُبرزون مظاهرها السياسية وأخطاء الحكومة والبرلمان، أطلق عدد من الخبراء والسياسيين صيحات فزع وحمّلوا فيها مسؤولية «شل عمل الحكومة» إلى الرئيس وعدد من مُستشاري رئاسة الجمهورية الذين دخلوا في خلاف علني مع حكومة هشام المشيشي والغالبية البرلمانية التي تدعمها. وشبّه سعيّد هذه الأغلبية مجدداً بـ«عصابة لصوص»، واتهم قيادتها بـ«النفاق» و«الفساد» منذ تحالفها مع منافسه في انتخابات 2019؛ رجل الأعمال نبيل القروي، وحزبه «قلب تونس».
- «ما قبل الكارثة»
يتصدر الذين أطلقوا صيحات فزع في وسائل الإعلام الوطنية والعالمية حول الأبعاد السياسية والأمنية والاجتماعية للأزمة، في بعديها المالي والاقتصادي، عدد من الجامعيين والوزراء السابقين لشؤون الاقتصادية والمالية والمديرين العامين للبنوك. وفي هذا السياق، حذّر الوزيران السابقان محسن حسن وحكيم بن حمودة، في تصريحين لـ«الشرق الأوسط»، من المضاعفات السلبية المرتقبة للتقرير الذي صدر أخيراً عن مؤسسة الائتمان الدولية «موديز» وفيه خفضت «الترقيم السيادي لتونس من ب2 (B2) إلى ب3 (B3)». كذلك حذر السلطات التونسية من الإفلاس وطالبها بإصلاحات عاجلة و«موجعة» لسياساتها الاقتصادية والاجتماعية ولأوضاع المؤسسات العمومية المفلسة في قطاعات النقل والفوسفات والمحروقات والتأمين. وتزامن هذا التحذير من الإفلاس مع تقارير سلبية جديدة صدرت عن صندوق النقد الدولي، ربطت بدورها بين الصعوبات الاقتصادية والمالية و«الأزمة السياسية والحكومية الطويلة التي تمر بها البلاد وغياب الحوكمة الرشيدة».
هذه التقارير والتصنيفات توشك أن تحرم الحكومة من فرصة الحصول على تمويلات عاجلة تستحقها لتغطية عجز في موازنتها للعام الحالي يناهز الـ40 في المائة، حسب الخبير الاقتصادي الدولي ووزير التجارة السابق محسن حسن. بينما اعتبر الوزير السابق والخبير المالي الدولي حكيم بن حمودة في تصريحه أن تصنيف «موديز» غير المسبوق هو «آخر إنذار قبل الهاوية، وقبل الانهيار الشامل».
وفي السياق نفسه، قال البرلماني ووزير المالية الأسبق سليم بسباس، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا «التصنيف الدولي خطير العواقب» لأنه لم يكتفِ بالتحذير من الأبعاد السياسية والاجتماعية للأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تمرّ بها البلاد، بل حذّر أيضاً من تطور الأوضاع «نحو الأسوأ في الأسابيع والأشهر القادمة... مع ما يعنيه ذلك من عجز الدولة التونسية عن الإيفاء بالتزاماتها المالية والاقتصادية وطنياً ودولياً... وعجزها كذلك عن احترام تعهداتها المالية لنقابات العمال ورجال الأعمال ولقيادات حركات العاطلين عن العمل»، الذين يلوّحون بتصعيد موجة الإضرابات والاعتصامات، وبتعطيل مؤسسات الإنتاج الكبرى بما فيها شركات الفوسفات والمحروقات.
- أزمة اجتماعية غير مسبوقة
في الوقت نفسه، كشف محمد الطرابلسي، وزير الشؤون الاجتماعية والزعيم النقابي اليساري السابق، لـ«الشرق الأوسط» أن الدراسة الشاملة الجديدة التي أصدرها «المعهد الوطني للإحصاء في تونس» بيّنت أن نحو 50 ألف عامل في القطاع المنظم أحيلوا على البطالة خلال الأشهر الماضية بسبب مضاعفات «كوفيد - 19». وأن نحو ثلثي العاملين في قطاعات السياحة والصناعات التقليدية والمقاهي والمطاعم والنقل قد أُحيلوا على البطالة الفنية خلال الأشهر الماضية. ويُقدر هؤلاء بأكثر من نصف مليون عامل وعاملة.
وبين ما يزيد الوضع الاجتماعي خطورة، حسب الطرابلسي، أن نحو ثلثي عمال قطاعات استراتيجية كالسياحة والفلاحة لا يتمتعون بتأمينات اجتماعية دائمة، ويمضون نحو نصف العام في «بطالة فنية» منذ سنوات. ثم ازدادت أوضاعهم سوءا بعد أزمة الجائحة، رغم المساعدات المالية «الرمزية» التي تقدمها لهم الدولة منذ سنة، والتي كلّفت الحكومة أعباء مالية إضافية ناهزت المليار دولار أميركي. وفي هذه الأثناء، قدّر خبراء جامعيون في الاقتصاد أن عدد العاطلين عن العمل بصفة دائمة ارتفع من نحو 600 ألف قبل انتخابات 2019 إلى نحو المليون، غالبيتهم من الشباب.
- الاحتجاجات الشبابية
هذه المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الخطيرة استفزّت عدداً من زعامات الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني، وتسببت في تنظيم مزيد من الاضطرابات والتحركات الاحتجاجية الشبابية، السلمية حيناً والعنيفة حيناً آخر. كما أطلق كبار المعارضين، بينهم المحامي المخضرم أحمد نجيب الشابي، زعيم المعارضة القانونية في عهدي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، تحذيرات إلى رأسي السلطة التنفيذية في قصري رئاسة الجمهورية والحكومة وإلى رئيس البرلمان... واتهمهم بـ«الفشل السياسي»، وحمّلهم مسؤولية «الانفجار الاجتماعي والاحتجاجات الاجتماعية العنيفة».
أيضاً، حمّل حمّة الهمامي، زعيم الحزب العمالي الشيوعي، كذلك إلى قيادات الحزب الحاكم قبل 2011، وإلى رئاسة حزب «حركة النهضة» وشركائه في السلطة منذ 10 سنوات، وإلى البرلمان، «مسؤولية الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الخطيرة التي تمر بها البلاد». وطالب الهمامي بإسقاط الحكومة و«كامل المنظومة الحاكمة» استجابة لطلبات «الشباب الثائر على البطالة والفقر» خلال تحركاته الاحتجاجية التي انطلقت منذ أسابيع.
- مَن يحكم البلاد؟
لكن قيادات الأحزاب البرلمانية التي منحت الثقة لحكومة هشام المشيشي، بغالبية ناهزت الثلثين، يوم 26 يناير (كانون الثاني) الماضي، تحمّل من جانبها مسؤولية الأزمة لجائحة «كوفيد - 19» وبعض «الأحزاب اليسارية والقومية المعارضة» المتحالفة مع الرئيس قيس سعيّد في معركته مع رئيس الحكومة وبعض وزرائه؛ إذ حمّل أسامة الخليفي، رئيس كتلة حزب «قلب تونس» في البرلمان ورفاقه، رئيس الجمهورية والمقربين منه مسؤولية استفحال الأزمة منذ انتخابات 2019. واتهم البرلماني المستقل والإعلامي الصافي سعيد مَن وصفه بـ«ساكن قصر قرطاج» (أي الرئيس) بتعطيل عمل الحكومة والبرلمان ومؤسسات وزارات الخارجية والتعاون الدولي... «التي يُفترض أن توفر تمويلات إلى تونس من شركائها العرب والأوروبيين والأميركيين».
في المقابل، تابع الرئيس سعيّد توجيه اتهامات خطيرة إلى الغالبية البرلمانية وقيادة «النهضة» والأحزاب السياسية، ووصفها خلال اجتماعات مع رئيس الهيئة العليا لمكافحة الفساد القاضي عماد بوخريص بـ«اللصوصية» و«إهدار الأموال» و«الفشل». ومن ثم، حمّلها مسؤولية الاضطراب الاستقرار السياسي والحكومي منذ انتخابات الخريف الماضي، وطالب القضاء بفتح ملفات تمويلها ونفقاتها في انتخابات 2019. وعلى الأثر، رد قياديون من «الغالبية البرلمانية» على سعيّد باتهامه بعدم احترام الدستور لرفضه دعوة الوزراء الـ11 الذين صادق عليهم ثلثا البرلمان يوم 26 يناير الماضي، لأداء اليمين وممارسة مهامهم.
وهنا، بينما اعتبر عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية الأسبق عياض بن عاشور، ونحو 20 خبيراً في القانون الدستوري، أن رئيس الجمهورية «ليس له سلطة تقديرية تسمح له بعدم احترام قرار البرلمان ورئيس الحكومة بشأن التعديل الحكومي»، يقول سعيّد ومقربون منه إن «الدستور لا يُجبر رئيس الجمهورية على إصدار قرار بتعيين الوزراء الجدد إذا كان مقتنعاً بأن بعضهم متهم بالفساد... وأن رئيس الحكومة لم يحترم كل الإجراءات الدستورية والقانونية».
- انقلاب على الدستور
هذه الخلافات تسببت في تبادل مزيد من الاتهامات بين أنصار سعيّد وخصومه، وفي مقدمهم رئيسا الحكومة هشام المشيشي والبرلمان راشد الغنوشي. وانخرط حلفاء الطرفين في «المعارك» عبر وسائل الإعلام والمظاهرات السياسية والنقابية، ما أدى إلى تعطيل «مبادرة الحوار الوطني» التي سبق أن دعا إليها نور الدين الطبوبي، أمين عام اتحاد نقابات العمال، والرئيس سعيّد، وزهير المغزاوي وغازي الشواشي زعيما «الكتلة الديمقراطية» المعارضة في البرلمان.
وفي ظل ما وصفه عالم الاجتماع السياسي أيمن البوغانمي بـ«انتصار السياسيين الشعبويين»، تفاقم ضعف الدولة بمختلف مؤسساتها. وانتقل الصراع إلى الشارع، فتعاقب تنظيم المسيرات والمظاهرات «في محاولة من كل طرف لإثبات شعبيته»، على حد تعبير خبير العلوم السياسية والأمن الشامل هيكل بن محفوظ.
كذلك، اتهم بعض زعماء الكتل البرلمانية المساندة لرئيس الحكومة المشيشي الرئيس سعيّد بالانقلاب على الدستور. ولوّح برلمانيون، بينهم القيادي في حزب «قلب تونس» عياض اللومي، وزعيم كتلة «ائتلاف الكرامة» سيف الدين مخلوف، بإعداد «عريضة سحب ثقة من الرئيس سعيّد وعزله من قبل البرلمان، ومحاكمته بتهمة الانقلاب على الدستور».
وفي المقابل، تحرك نواب من المعارضة بزعامة المحامية عبير موسي، زعيمة الحزب الدستوري الحر، ومعها نواب حزبي «الشعب» و«التيار الديمقراطي»، مصدرين لائحة جديدة لمحاولة سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي. بينما، داخل الأحزاب اليسارية الراديكالية كحزب العمال الشيوعي وحزب الوطنيين الديمقراطيين، تعاقبت الدعوات لإسقاط حكومة المشيشي. وطالب رئيس «رابطة حقوق الإنسان» جمال مسلم وقياديون في نقابات العمال، أيضاً، رئيس الحكومة بالاستقالة، بعد وصول علاقته برئيس الجمهورية - الذي عينه على رأس الحكومة في الصيف الماضي - إلى «مأزق» تحول لاحقاً إلى نوع من «القطيعة والفتور الشامل».
- وسطاء... وانتقادات
غير أن هذه المطالبات بإقالة رئيس الحكومة قوبلت بالرفض من قبل «الحزام السياسي» الذي يدعمه في البرلمان ويضم 5 كتل تتحكم في نحو ثلثي النواب. بل نقل حزب «حركة النهضة» المعركة إلى الشارع، فنظّم مسيرة كبرى يوم 27 فبراير (شباط) وسط العاصمة تونس تحت شعار «احترام الدستور ودعم الشرعية والمؤسسات المنتخبة».
وردّ الرئيس سعيّد ومقربون منه على هذه المسيرة بانتقاد قيادة «النهضة»، دون تسميتها، واتهموها بالفساد المالي وإهدار أموال طائلة في تنظيمها. ووجهت اتهامات مماثلة لقيادة «النهضة» من برلمانيين وقياديين في عدة أحزاب، بينهم الوزير السابق مبروك كورشيد، والأمين العام لـ«حزب الشعب» زهير المغزاوي، ورئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي. وقال قياديون من «النهضة» عن مسيرتهم السبت الماضي إن شعارها المركزي كان «الدعوة إلى حوار وطني شامل وإلى احترام الدستور والمؤسسات المنتخبة»، اتهمهم خصومهم اليساريون، ومن الحزب الدستوري بـ«دفع البلاد نحو الفوضى» من خلال استعراض قوتهم ودعوة عشرات الآلاف من أنصارهم إلى التظاهر لـ«تخويف الشعب وصناع القرار». ومن ثم، دعا النائب اليساري منجي الرحوي المعارضة والأحزاب اليسارية إلى التظاهر في الشارع بدورهم رداً على مسيرة «النهضة». واختارت صحيفة «الشارع المغاربي»، المحسوبة على المعارضة الراديكالية، عنواناً كبيراً في تغطيتها للمظاهرة جاء فيه «النهضة تبارك خراب تونس»، وانتقدت تنويه غالبية وسائل الإعلام التونسية بكون «النهضة» قد برهنت من خلال هذه المسيرة الضخمة أنها أصبحت رقماً صعباً في الساحة السياسية التونسية الجديدة».
- انتخابات سابقة لأوانها
عند هذه المحطة يتساءل المراقبون: هل تعني هذه الأزمة السياسية الاجتماعية الاقتصادية دخول البلاد نفقاً غير مأمون العواقب، أم ينجح قادة المجتمع المدني وصناع القرار في احتوائها؟ في رد عملي، دعت أطراف سياسية وحزبية وبرلمانية عديدة، مجدداً، إلى «حوار سياسي وطني» يؤدي إلى إذابة الجليد بين رأسي السلطة التنفيذية من ناحية، وبين رئيس الجمهورية والبرلمان من ناحية أخرى.
وفي هذا السياق، عُقِد قبل أيام اجتماع «تشاوري» ثلاثي في مقر نقابة رجال الأعمال؛ بين أمين عام اتحاد نقابات العمال نور الدين الطبوبي، ورئيس اتحاد رجال الأعمال سمير ماجول، ورئيس البرلمان راشد الغنوشي. كذلك، عقد زعماء 9 أحزاب ليبرالية ويسارية وعدد من الوزراء في عهد الرئيس السابق الباجي قائد السبسي اجتماعاً موسعاً تمهيداً للإعلان عن مبادرة سياسية قد تؤدي إلى الدعوة إلى تنظيم انتخابات سابقة لأوانها.
وبموازاة ذلك، كثف الرئيس قيس سعيّد من جهة، ورئيسا الحكومة هشام المشيشي والبرلمان راشد الغنوشي من جهة ثانية، اجتماعاتهم مع نقابات المحامين والقضاة والصحافيين والسفراء الغربيين، وخصوصاً مع سفير الولايات المتحدة وسفراء دول الاتحاد الأوروبي.
وأجرى المشيشي مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شملت تطوير الشراكة بين البلدين.
إزاء هذا الاتجاه نحو «تدويل الأزمة التونسية» وسط تنافس أميركي - روسي - أوروبي، تؤكد كل الأطراف في الحكم والمعارضة على «السيادة الوطنية» وعلى «استقلالية القرار السياسي» في تونس، لكن ما يلفت الانتباه تزامن الأزمة الداخلية مع تكثيف التحركات الأجنبية داخل العاصمة التونسية؛ إذ أعلنت السفارة الأميركية في تونس رسمياً عن استقبال وفد عسكري أميركي رفيع يرأسه القائد العام للجيش الأميركي في أوروبا وأفريقيا الجنرال كريستوفر كافولي ونائبه الجنرال أندرو روهلينغ، وأعلن أن من بين مهام الوفد الأميركي بحث «التنسيق الأمني الثنائي» مع المسؤولين التونسيين. أيضاً، عقد السفير الأميركي لدى تونس دونالد بلوم وعدد من مستشاريه جلستي عمل رسميتين مع رئيسي الحكومة والبرلمان في مكتبيهما بحضور عدد من مستشاريهما.
وفي المقابل، عقد الرئيس قيس سعيّد اجتماعاً مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى تونس. وتوالت جلسات العمل بين سفراء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا مع رئيسي البرلمان والحكومة ومع قيادات عدة أحزاب من الائتلاف البرلماني الحكومي ومن المعارضة.
وتكشف التصريحات التي صدرت بعد كل هذه الاجتماعات عن وجود «إرادة دولية لدعم الانتقال الديمقراطي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في تونس»، وعلى مساعدتها لمحاربة مخاطر (كوفيد - 19) صحياً واقتصادياً. وفي الوقت نفسه، طالبت الوفود الأجنبية أركان الحكم التونسي بـ(الحوار السياسي) و(التوافق) وتجنيب البلاد سيناريوهات الفوضى في مرحلة تضاعفت فيها بشائر التسوية السياسية السلمية في ليبيا».


مقالات ذات صلة

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

حصاد الأسبوع شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت

فاضل النشمي (بغداد)
حصاد الأسبوع ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

رجل واحد حمله المستشار الألماني أولاف شولتس مسؤولية انهيار حكومته، وما نتج عن ذلك من فوضى سياسية دخلت فيها ألمانيا بينما هي بأمس الحاجة للاستقرار وتهدئة

راغدة بهنام ( برلين)
حصاد الأسبوع شيل

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ)

«الشرق الأوسط» (برلين)
حصاد الأسبوع لقاء ترمب وبوتين على هامش "قمة العشرين" عام 2017 (آ ف ب)

موسكو تترقّب إدارة ترمب... وتركيزها على سوريا والعلاقة مع إيران

لم تُخفِ موسكو ارتياحها للهزيمة القاسية التي مُنيت بها الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة. إذ في عهد الرئيس جو بايدن تدهورت العلاقات بين البلدين إلى أسوأ

رائد جبر (موسكو)
حصاد الأسبوع يأتي انتخاب «عرّو» في وقت حرج لإقليم أرض الصومال لا سيما مع تحديات استمرار رفض مقديشو توقيع الإقليم مذكرة تفاهم مع إثيوبيا

عبد الرحمن محمد عبد الله «عرّو»... دبلوماسي يقود «أرض الصومال» في «توقيت مصيري»

حياة مغلفة بـ«هم الاستقلال»، سواءً عن المستعمر القديم في السنوات الأولى، أو تشكيل «الدولة المستقلة» طوال فترتَي الشباب والشيخوخة، لم تثنِ عبد الرحمن محمد عبد

محمد الريس (القاهرة)

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين
ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين
TT

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين
ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين

رجل واحد حمله المستشار الألماني أولاف شولتس مسؤولية انهيار حكومته، وما نتج عن ذلك من فوضى سياسية دخلت فيها ألمانيا بينما هي بأمس الحاجة للاستقرار وتهدئة اقتصادها المتدهور. رجل وصفه المستشار بأنه «أناني»، وشن عليه هجوماً شخصياً نادراً ما يصدر عن شولتس المعروف بتحفظه وهدوئه. ذلك الرجل كان وزير ماليته كريستيان ليندنر، زعيم «الحزب الديمقراطي الحر» الذي كان شريكاً في الحكومة الائتلافية الثلاثية منذ عام 2021، برئاسة «الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، ومشاركة حزب «الخضر». ولقد طرده شولتس من الحكومة بعد خلافات حول ميزانية سنة 2025، ما تسبب بخروج الوزراء المتبقين من «الحزب الديمقراطي الحر»، ليبقى المستشار يقود حكومة أقلية حتى إجراء الانتخابات المبكرة في 23 فبراير المقبل. ثم إن شولتس تعرض لانتقادات كثيرة لهجومه الشخصي على ليندنر، خاصة من المستشارة السابقة أنجيلا ميركل التي وصفته بأنه كان «خارجاً عن السيطرة». لكن مع ذلك، فإن الصورة التي رسمها المستشار عن وزيره قد تحمل شيئاً من الواقع؛ إذ خرجت انتقادات من أوساط الديمقراطيين الأحرار لليندنر و«تصرفه بشكل أحادي» في دفع المستشار لإقالته. وقبل ذلك طالته انتقادات بعدما أصبح «الوجه الأوحد» لـ«الحزب الديمقراطي الحر» إبان الانتخابات الماضية عام 2021 وقبلها عام 2017. ولعل الحزب تسامح مع تصرفات ليندنر «الأنانية» تلك لنجاحه بإعادة الحزب إلى الخارطة السياسية بعد انهياره تقريباً عام 2013 وفشله بدخول البرلمان للمرة الأولى في تاريخه. إلا أن مستقبل الرجل الذي أعاد حزبه إلى الحياة... هو نفسه في خطر. فهل يستمر ليندنر بالبناء على تاريخه حتى اليوم للنهوض مجدداً؟

قد يكون كريستيان ليندنر أصغر زعيم انتُخب ليرأس حزبه «الديمقراطي الحر»، عن عمر 34 سنة فقط عام 2013، بيد أنه لم يكن ناجحاً على الدوام. وبعكس حياته السياسية وصعوده السريع إلى القمة، فشل ليندنر في مشاريع أعمال أطلقها عندما كانت السياسة ما زالت هواية بالنسبة إليه. واعترف لاحقاً بإخفاقاته تلك، مستعيناً بعبارة «المشاكل هي مجرد فرص شائكة» لكي يدفع نفسه إلى الأمام.

وبين عامَي 1997 و2001 أسس شركات خاصة مع أصدقاء له، انتهت بالفشل آخرها شركة «موماكس» التي انهارت وأفلست بعد أقل من سنة على إطلاقها.

هذه «الإخفاقات» التي طبعت مغامراته التجارية وهو في مطلع العشرينات قد تكون دفعته للتوجه إلى السياسة بجدية أكبر. وبالفعل، نجح عام 2001 بدخول البرلمان المحلي في ولايته شمال الراين-وستفاليا وهو ابن 21 سنة ليغدو أصغر نائب يدخل برلمان الولاية. ولصغر سنه وقسمات وجهه الخجولة كسب ليندنر آنذاك لقب «بامبي» بين أعضاء الحزب نسبة للغزال الصغير عند «ديزني».

«بامبي» في «البوندستاغ»

في عام 2009، فاز ليندنر بمقعد في البرلمان الفيدرالي (البوندستاغ) ليعود عام 2012 إلى ولايته أميناً عاماً للحزب في الولاية ونائباً محلياً مرة أخرى.

وبعدها ساعدت إخفاقات الديمقراطيين الأحرار في الانتخابات العامة عام 2013 بتسليط الضوء على ليندنر، الشاب الكاريزماتي الطموح الذي وجد فرصة سانحة أمامه للصعود داخل الحزب. ويومذاك فشل الحزب بتخطي عتبة الـ5 في المائة من أصوات الناخبين التي يحددها القانون شرطاً لدخول «البوندتساغ». وعقد أعضاؤه اجتماعاً خاصاً لمناقشة النتائج الكارثية التي لم يسبق للحزب أن سجلها في تاريخه، وانتخب ليندنر، وهو في سن الـ34، زعيماً للحزب مكلفاً بتأهيله وإعادته للحياة... وبذلك بات أصغر زعيم ينتخب لـ«الحزب الديمقراطي الحر».

شاب أنيق وجذّاب

شكّل سن ليندنر وأناقته وشخصيته عاملاً جاذباً للناخبين الشباب خاصة. وقاد حملة مبنية على أساس جذب الشباب ونفض صورة الحزب القديم التقليدي عنه، كما ساعده حضوره على وسائل التواصل الاجتماعي في التواصل مع مستخدميها من الشباب وتقريبهم إلى الحزب.

وغالباً ما نُشرت له صور من حياته الشخصية على «إنستغرام»، منها صورة لإجازة مع فرانكا ليهفيلدت، زوجته الصحافية التي كانت تعمل في قناة «دي فيلت»، ولقد عقدا قرانهما وهو في الحكومة عام 2022 في حفل ضخم وباذخ بجزيرة سيلت حضره عدد كبير من السياسيين. وينتظر الزوجان مولودهما الأول في الربيع المقبل.

للعلم، كان ليندر متزوجاً قبل ذلك من صحافية أخرى كانت نائبة رئيس تحرير «دي فيلت» أيضاً، هي داغمار روزنفلت، التي تكبره سناً ولم ينجبا أطفالاً معاً. لكنهما ظلا متزوجين من 2011 وحتى 2018 عندما أعلن طلاقهما وكشف عن علاقته مع ليهفيلدت.

أيضاً، لا يخفي ليندنر حبه للسيارات السريعة، وكان قال غير مرة قبل دخوله الحكومة مع حزب «الخضر» بأنه يهوى السيارات القديمة ويملك سيارة بورشه قديمة ومعها يملك رخصة للسباقات. وبجانب هذه الهواية يحب اليخوت ويملك رخصة للإبحار الرياضي وأخرى للصيد.

صورة شبابية عصرية

هذه الصورة التي رسمها ليندنر لنفسه، صورة الرجل الأنيق الذي يهتم بمظهره (لدرجة أنه خضع لزرع شعر) ويمارس هوايات عصرية، ساعدته على اجتذاب ناخبين من الشباب خاصة، وجعلته ينجح بإعادة حزبه إلى البرلمان عام 2017 بحصوله على نسبة أصوات قاربت 11 في المائة.

في حينه دخل في مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية مع المستشارة أنجيلا ميركل التي فاز حزبها بالانتخابات، وكانت تبحث عن شركاء للحكم إثر حصولها على 33 في المائة من الأصوات. وفعلاً، بدأت ميركل مفاوضات مع الديمقراطيين الأحرار و«الخضر»، لكن ليندنر انسحب فجأة من المفاوضات بعد 4 أسابيع، ليعلن: «أفضل عدم الحكم من الحكم بشكل خاطئ».

ليندنر كان يختلف آنذاك مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين قبل سنتين. ويومها واجه الانتقاد لتفويته على حزبه فرصة الحكم، وهي فرصة خشي بعض الحزبيين ألا تُتاح مُجدداً.

ائتلاف مع اليسار

غير أن الفرصة أتيحت مرة أخرى في الانتخابات التالية عام 2021 عندما حقق «الحزب الديمقراطي الحر» نتائج أفضل من الانتخابات السابقة، حاصلاً على نسبة 11.5 في المائة من الأصوات. ومع أن «الحزب الديمقراطي الحر» حزب وسطي ليبرالي يؤيد الحريات الاقتصادية، ويعدّ شريكاً طبيعياً لحزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (يمين معتدل)، قرر ليندنر عام 2021 الدخول في ائتلاف حاكم مع الاشتراكيين و«الخضر»؛ ذلك أن الأخير يعتبر نقيضاً فكرياً للديمقراطيين الأحرار الذين يرون سياساته البيئية مكلفة وكابحة للتقدم الاقتصادي.

وهكذا تسلم ليندنر إحدى أهم الوزرات؛ إذ عُيّن وزيراً للمالية وثاني نائب للمستشار. وحقق بذلك حلمه الذي غالباً ما كرره خلال الحملات الانتخابية بأنه يريد أن يصبح وزيراً للمالية، وحتى إنه عرّف نفسه في إحدى الحملات ممازحاً: «تعرّفوا على وزير ماليتكم المقبل!».

خلفيته العلمية والفكرية

اهتمام ليندنر بالسياسة الاقتصادية ينبع من اهتماماته منذ تخرّجه من الجامعة؛ حيث درس العلوم السياسية ثم القانون والفلسفة في جامعة بون المرموقة (واسمها الرسمي جامعة راينيشه فريدريش - فيلهامز).

ثم إنه لم ينضم فور مغادرته المدرسة للخدمة العسكرية التي كانت إجبارية آنذاك، وأجّلها للدراسة وإكمال مغامراته التجارية، لكنه عاد لاحقاً وانضم إلى جنود الاحتياط ووصل لرتبة رائد. ورغم فشل مغامراته التجارية، بقيت اهتماماته السياسية منصبّة على الجانب المالي، ومن هنا جاء طموحه بأن يصبح وزيراً للمالية في الحكومة الفيدرالية.

وفكرياً، يؤمن ليندنر وحزبه بتقليص الإنفاق العام وخفض الضرائب وفتح الأسواق أمام الشركات الخاصة. ودائماً عارض خططاً عدّها متطرفة يدعمها «الخضر» لاستثمارات أكبر في الطاقة النظيفة بحجة تكلفتها العالية وتأثيرها على الشركات والأعمال. وكانت المفارقة أنه تسلّم حكومة كانت مسؤولة عن تطبيق سياسات تروّج للطاقة البديلة وتزيد من النفقات الاجتماعية وترفع من الضرائب.

هذا الأمر كان صعباً عليه تقبّله. ورغم وجود اتفاق حكومي حدّدت الأحزاب الثلاثة على أساسه العمل خلال السنوات الأربع من عمرها، عانى عمل الحكومات من الخلافات منذ اليوم الأول. وطبعاً لم تساعد الحكومة الأزمات المتتالية التي اضطرت لمواجهتها وكانت لها تأثيرات مباشرة على الاقتصاد، بدءاً بجائحة كوفيد-19 إلى الحرب الأوكرانية.

ولذا كان شولتس غالباً ما يعقد خلوات مع ليندنر وزعيم «الخضر»، روبرت هابيك، ويطول النقاش لساعات بأمل التوصل لحلول وسط يمكن للحكومة أن تكمل فيها عملها. وفي النهاية، كان من أبرز نقاط الخلاف التي رفض ليندنر المساومة فيها هي ما يُعرف في ألمانيا بـ«مكابح الدَّين العام»؛ إذ يرفض الدستور الألماني الاستدانة إلا في حالات الطوارئ، ولقد استخدمت الحكومة كوفيد-19 كطارئ للتخلي عن «مكابح الدَّين العام»، وبالتالي، الاستدانة والإنفاق للمساعدة عجلة الاقتصاد.

وأراد شولتس تمديد العمل بحالة الطوارئ كي تتمكن حكومته من الاستدانة وتمويل الحرب في أوكرانيا من دون الاقتطاع من الخدمات العامة، لكن ليندنر رفض مقترحاً تخفيض الإنفاق العام في المقابل، الأمر الذي اعتبره شولتس «خطاً أحمر».

تهم وشكوك

وحقاً، اتُّهم ليندنر بعد طرده بأنه كان يخطط للانسحاب من الحكومة منذ فترة، وبأنه وضع خطة لذلك بعدما وجد أن حزبه منهار في استطلاعات الرأي وأن نسبة تأييده عادت لتنخفض إلى ما دون عتبة الـ5 في المائة.

أيضاً، كُشف بعد انهيار الحكومة عن «وثيقة داخلية» أعدّها ليندنر وتداولها مع نفر من المقرّبين منه داخل الحزب، تحضّر للانسحاب من الحكومة بانتظار الفرصة المناسبة. وقيل إنه بدأ يخشى البقاء في حكومة فقدت الكثير من شعبيتها بسبب المشاكل الاقتصادية وارتفاع التضخّم خلال السنوات الثلاث الماضية، ما أثر على القدرة الشرائية للألمان. وبناءً عليه، خطّط ليندنر للخروج منها قبل موعد الانتخابات واستخدام ذلك انتخابياً لإعادة رفع حظوظ حزبه الذي يبدو الأكثر تأثراً من الأحزاب المشاركة في الحكومة، بخسارة الأصوات. وطرحت «الوثيقة» التي كُشف عنها مشكلة أخرى بالنسبة لليندنر - داخل حزبه هذه المرة - فواجه اتهامات بالتفرّد بالقرارات وحتى دعوات لإقالته.

طامح لمواصلة القيادة

حتى الآن، يبدو كريستيان ليندنر مصراً على قيادة حزبه في انتخابات فبراير (شباط)، وما زال لم يفقد الأمل العودة حتى إلى الحكومة المقبلة وزيراً للمالية في حكومة يقودها زعيم الديمقراطيين المسيحيين، فريدريش ميرتز، الذي يتقدّم حزبه في استطلاعات الرأي ومن المرجح أن يتولى المستشارية. وللعلم، ميرتز نفسه أبدى انفتاحاً على ضم ليندنر إلى حكومته المحتملة، وشوهد الرجلان بعد أيام من إقالة ليندنر يتهامسان بتفاهم ظاهر داخل «البوندستاغ».

ولكن عودة ليندنر للحكومة ستتطلب منه بدايةً تخطي عقبتين: الأولى أن يبقى على رأس حزبه لقيادته للانتخابات. والثانية أن ينجح بإقناع الناخبين بمنح الحزب أصواتاً كافية لتخطي عتبة الـ5 في المائة الضرورية لدخول البرلمان.