بايدن يحذر من إلغاء الإجراءات الاحترازية ضد «كورونا»

بعد إقدام عدد من الولايات على رفع القيود رغم مخاوف من ظهور سلالات جديدة

عدد من سكان نيويورك ينتظرون دورهم للحصول على لقاح مضاد لـ {كوفيد - 19} أمس (أ.ف.ب)
عدد من سكان نيويورك ينتظرون دورهم للحصول على لقاح مضاد لـ {كوفيد - 19} أمس (أ.ف.ب)
TT

بايدن يحذر من إلغاء الإجراءات الاحترازية ضد «كورونا»

عدد من سكان نيويورك ينتظرون دورهم للحصول على لقاح مضاد لـ {كوفيد - 19} أمس (أ.ف.ب)
عدد من سكان نيويورك ينتظرون دورهم للحصول على لقاح مضاد لـ {كوفيد - 19} أمس (أ.ف.ب)

انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن الإجراءات، التي اتخذها الحكام الجمهوريون في تكساس وميسيسبي لإنهاء الإجراءات الاحترازية، مثل ارتداء الأقنعة ورفع الحظر المفروض على التجمعات. ووصف الخطوة بأنها «خطأ كبير من هؤلاء الحكام... وتفكير يشبه تفكير الرجل البدائي».
وقال بايدن في تصريحات، ليلة أول من أمس في البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة قادرة على تغيير طبيعة هذا الوباء بشكل جذري، حينما يتم توزيع اللقاح بشكل أوسع، مستدركا أن «آخر شيء نحتاجه هو التفكير البدائي في هذا التوقيت... وأتمنى أن يدرك الجميع أن ارتداء الأقنعة قد أحدث فارقا كبيرا في مكافحة تفشي الوباء، وأن نستمر في هذه الإجراءات الاحترازية المهمة».
وأضاف بايدن موضحا: «لقد تحركنا لتسريع توفير اللقاحات وضمان توفيرها لكل أميركي حتى نهاية مايو (أيار) المقبل، ومن الأمور الحاسمة أن يشجع مسؤولو الدولة الأميركيين على الاستمرار في ارتداء الأقنعة، واتباع جميع إرشادات الصحة».
وكانت ولايتا تكساس وميسيسبي قد رفعتا كافة الإجراءات الاحترازية، وسمحت للشركات والمتاجر بالعمل بكامل طاقتها، اعتبارا من يوم أمس. وقال بيان لمكتب حاكم تكساس: «سنبدأ من اليوم (أمس) رفع جميع القيود المتعلقة بارتداء الأقنعة، وستكون الشركات قادرة على العمل بكامل طاقتها بنسبة 100 في المائة، دون أي قواعد تفرضها الدولة». مضيفا أن «التقدم الطبي في اللقاحات، والأدوية العلاجية للأجسام المضادة، والممارسات الآمنة التي يتبعها سكان تكساس، أكدت أن القيود لم تعد ضرورية، وأنه يتوجب علينا في الوقت الحالي بذل مزيد من الجهد لاستعادة الحياة الطبيعية لسكان تكساس».
واستند الحكام الجمهوريون للولايتين في اتخاذ هذا القرار إلى انخفاض أعداد الإصابات بالفيروس، وزيادة توافر اللقاحات كأسباب لإنهاء القيود. لكن المسؤولين الفيدراليين حذروا من أن انخفاض الإصابات لا يعني توقف الوباء، وأن تخفيف القيود مع ظهور متغيرات جديدة للفيروس «قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة مرة أخرى».
وأقدمت ولايتا آيوا ومونتانا على إزالة القيود، كما أزالت ولاية ماساتشوستس كافة القيود المتعلقة بسعة استيعاب المطاعم للزبائن. فيما اتخذت ولاية ساوث كارولاينا إجراءات للإعلان عن السماح بالتجمعات لأكثر من 250 شخصا. كما تخطط ولاية ميتشغان لتخفيف القيود على التجمعات وعلى سعة المطاعم، بينما بدأت مدينة سان فرنسيسكو في ولاية كاليفورنيا إعادة فتح دور السينما، وصالات الألعاب الرياضية والمتاحف بسعة محدودة.
وقال جريج أبوت، حاكم ولاية تكساس، إنه لم تعد هناك حاجة لتلك الإجراءات، موضحا أنه يعتمد على اليقظة الشخصية في فتح البلاد، وعودة الحياة الطبيعية. فيما قال تيت ريفز، حاكم ولاية ميسيسبي، إنه حان الأوان للعودة إلى الحياة الطبيعية. مشيرا إلى رغبة المواطنين الكبيرة في ذلك، واعتقادهم بأن هناك تباطؤا في إعادة تشغيل بعض الأنشطة، مع الأخذ بكافة الأمور الصحية في الاحتياط. في وقت ينادي فيه البعض بالنظر بجدية إلى تكلفة الإغلاق غير المحدد الآجال، وإلى تكلفة إغلاق المدارس، ومشاكل الصحة النفسية والعقلية، وتراجع أرباح الشركات.
وردا على تصريحات الرئيس الأميركي غرد حاكم ولاية ميسيسبي الجمهوري، تيت ريفز، عبر حسابه على «تويتر» قائلا: «سكان ميسيسبي لا يحتاجون إلى نصائح، ومع انخفاض الإصابات يمكنهم تقييم الوضع والاستماع إلى الخبراء، وعلينا الوثوق في الأميركيين وليس إهانتهم».
في غضون ذلك، حذر خبراء الصحة من فتح الولايات، وإلغاء ارتداء الأقنعة، ووقف تطبيق التباعد الاجتماعي وفتح الشركات والمتاجر دون قيود. وقالت روشيل والينسكي، مدير مركز السيطرة على الأمراض، إن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب لرفع جميع القيود، فالشهران القادمان سيكونان مهمين في معرفة مدى النجاح في وقف انتشار الوباء، خاصة مع احتمالات حدوث طفرة رابعة للفيروس، وظهور سلالات جديدة، إذا ما تم رفع القيود، ورفع الالتزامات بقيود الصحة العامة».
وخلال الأسبوع الماضي أشارت بيانات جامعة «جونز هوبكنز» إلى أن الولايات المتحدة سجلت متوسط معدلات إصابة خلال الأسبوع الماضي تجاوز 65 ألف حالة يوميا، وهو أقل من الأرقام المسجلة في ذروة الإصابات، التي بلغت 250 ألف حالة جديدة في أوائل يناير (كانون الثاني) الماضي، لكن الخبراء يرون أن تلك المعدلات لا تزال عالية، وتتطلب الاستمرار في الالتزام بالإجراءات الاحترازية لفترة طويلة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.