المعارضة الجزائرية تعلن رفضها الانتخابات التشريعية المبكرة

فرنسا تكذّب تصريحات نُسبت لماكرون حول مشاركة الجيش الجزائري في عمليات بالخارج

اتهامات جديدة للأمن الجزائري بتعذيب ناشط بالحراك (أ.ف.ب)
اتهامات جديدة للأمن الجزائري بتعذيب ناشط بالحراك (أ.ف.ب)
TT

المعارضة الجزائرية تعلن رفضها الانتخابات التشريعية المبكرة

اتهامات جديدة للأمن الجزائري بتعذيب ناشط بالحراك (أ.ف.ب)
اتهامات جديدة للأمن الجزائري بتعذيب ناشط بالحراك (أ.ف.ب)

أبدت أحزاب جزائرية معارضة رفضها قرار الرئيس عبد المجيد تبون تنظيم انتخابات برلمانية وبلدية في نفس الوقت، وهي الانتخابات التي يرتقب أن تتم في شهر يونيو (حزيران) المقبل. وفي غضون ذلك، اشتكى ناشط جزائري، وهو الثاني في ظرف شهر واحد فقط، من تعرضه للتعذيب خلال احتجازه بمقر الأمن الداخلي.
ولاحظ مراقبون أن إعلان الرئيس تبون، الاثنين الماضي، حل المجالس الشعبية المنتخبة الولائية والبلدية، بغرض تنظيم انتخابات محلية مبكرة، لم ينص عليه الدستور ولا قانون الانتخابات، وبالتالي سيكون ذلك إجراء غير قانوني، بعكس البرلمان الذي يعتبر حله من صلاحيات رئيس الجمهورية، الذي قام بحله فعلاً قبل 10 أيام.
وقال تبون، في مقابلة مع صحيفتين بثّها التلفزيون العمومي، إن «هناك احتمالاً للاستجابة لطلب عدد من الأحزاب»، حول إمكانية إجراء التشريعيات والمحليات في نفس اليوم، داعياً المعارضين إلى «دخول الانتخابات، واقتحام المجالس المنتخبة وممارسة الرقابة»، ومؤكداً أن «الانتخابات المقبلة ليس لها أي صلة بالماضي، كون قانون الانتخابات يشجع على دخول الكفاءات، والنخب النظيفة في المجتمع. وقد يحمل البرلمان المقبل غالبية معارضة، وبالتالي حكومة من صميم المعارضة أيضاً».
وأكدت ستة أحزاب مشاركتها في الانتخابات البرلمانية المبكرة المرتقبة؛ وهي «حركة مجتمع السلم»، و«حركة البناء الوطني» (إسلامي)، و«جيل جديد» (ليبرالي)، إضافة إلى «جبهة المستقبل» (وطني)، و«جبهة التحرير الوطني»، حزب الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، الذي كان يقوده رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى قبل سجنه بتهم فساد. بينما أبدت أحزاب أخرى تحفظاً على المسعى؛ أبرزها «حزب العمال» اليساري، و«التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» اللائكي، الذي يمثل المعارضة الراديكالية.
إلى ذلك، صرح عبد الله هبول، محامٍ ورئيس دفاع الناشط سامي درنوني، في فيديو بثه أول من أمس بمحكمة تيبازة غربي العاصمة، حيث انطلقت محاكمة موكله، بأنه تعرض لـ«سوء معاملة خلال فترة التحقيق بثكنة الأمن الداخلي بالعاصمة».
وقال المحامي علي فراح، عضو هيئة الدفاع عن سامي، إن الناشط صرح لقاضي التحقيق بأن عناصر الأمن الداخلي «نزعوا ملابسه وعذبوه باستعمال التيار الكهربائي في جسمه». مشيراً إلى أنهم «ضربوه وأمطروه سباباً»، وتم «حرمانه من حقه في طلب طبيب للكشف عنه أثناء التحقيق، بخلاف ما ينص عليه قانون الإجراءات الجزائية»، مبرزاً أنه «خضع لتحقيق دام ألف ساعة».
ولم يصدر أي رد فعل عن وزارة الدفاع، التي يتبع لها جهاز الأمن الداخلي، ولا عن وزارة العدل التي يعود لها قانون مراقبة ما يجري داخل السجون المدنية والعسكرية، بعد هذه الاتهامات بالتعذيب.
من جهة ثانية، كذّبت السفارة الفرنسية بالجزائر، أمس، تصريحات نُسبت للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول مشاركة الجيش الوطني الشعبي الجزائري في مكافحة الإرهاب بدول الساحل الخمس.
وقالت السفارة، في بيان صحافي، نشرت وكالة الصحافة الألمانية مقتطفات منه، إن «المعلومات التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي، وتخص تصريحات الرئيس الفرنسي خلال ندوة قادة الدول الأعضاء في مجموعة الخمس، حول مشاركة الجيش الجزائري في عملية عسكرية في الساحل مغلوطة».
وكان الرئيس تبون قد نفى، يوم الاثنين، مشاركة وحدات من بلاده في حملة مكافحة الإرهاب، التي تقودها باريس بالساحل الأفريقي، نافياً قبول طلب فرنسي في هذا الصدد.
وتداولت وسائل إعلام، الشهر الماضي، إعلان الرئيس الفرنسي، خلال لقاء مجموعة الخمس لدول الساحل، عن مشاركة الجيش الجزائري في عمليات بالساحل تحت قيادة الجيش الفرنسي.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.