كيف تحدد لقاح «كورونا» الأفضل لك؟

ممرضة تحمل لقاحاً مضاداً لفيروس «كورونا»... (رويترز)
ممرضة تحمل لقاحاً مضاداً لفيروس «كورونا»... (رويترز)
TT
20

كيف تحدد لقاح «كورونا» الأفضل لك؟

ممرضة تحمل لقاحاً مضاداً لفيروس «كورونا»... (رويترز)
ممرضة تحمل لقاحاً مضاداً لفيروس «كورونا»... (رويترز)

يتساءل كثيرون حالياً مع ازدياد الموافقات على اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا» المستجد، عن أفضل لقاح يمكنهم أن يختاروه.
وطرحت شبكة «سي إن إن» الأميركية أسئلة عدة بشأن اللقاحات على المحللة الطبية لديها طبيبة الطوارئ، لينا وين، التي شاركت متطوعةً في تجارب شركة «جونسون آند جونسون» خلال إنتاجها اللقاح الخاص بها.
وأوضحت وين أن «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية صرحت باستخدام 3 لقاحات في حالات الطوارئ، وهي لقاحات: «فايزر - بايونتيك» و«موديرنا» و«جونسون آند جونسون».
وتابعت أن لقاحي «فايزر - بايونتيك» و«موديرنا» تمت الموافقة عليهما أولاً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأنهما متشابهان إلى حد ما، ويؤخذان على جرعتين، ثم أُجيز استخدام «جونسون آند جونسون» الذي يستخدم طريقة مختلفة للتعامل مع الفيروس، ويؤخذ على جرعة واحدة فقط.
وأكدت أن اللقاحات الثلاثة آمنة تماماً؛ حيث كانت نتائجها إيجابية بنسبة 100 في المائة خلال اختبارها على عشرات الآلاف؛ حيث منعت الوفيات وكذلك احتياج المصابين للجوء إلى المستشفيات للعلاج.
وتابعت أن لقاحي «فايزر - بايونتيك» و«موديرنا» يبدو أنهما أكثر فاعلية في الوقاية من المرض في حالاته الخفيفة إلى المتوسطة؛ حيث تبلغ فاعليتهما نحو 95 في المائة. أما بالنسبة للقاح «جونسون آند جونسون» فإنه فعال بنسبة نحو 72 في المائة.
ولكنها أشارت إلى أنه لا ينبغي إجراء مقارنة بين فاعلية اللقاحات؛ لأن التجارب لم تجر كمقارنات بينها، حيث جرت دراسة اللقاحات في فترات زمنية مختلفة.
وذكرت أن الدراسات بشأن لقاحي «فايزر - بايونتيك» و«موديرنا» أجريت قبل ظهور التحوّرات الأخيرة على الفيروس، بالإضافة إلى أن الوباء لم يكن واسع النطاق مثلما الحال حالياً.
وأوضحت: «إننا لا نعرف مدى فاعليتها إذا تمت دراستها في الظروف نفسها للقاح (جونسون آند جونسون) أو العكس. لهذا السبب؛ نقول إنه لا توجد مقارنة بشأن اللقاحات، خصوصاً مع تباين نتائجها مع السلالات الجديدة، وإن كانت منعت حالات الوفيات أو احتياج المصابين للعلاج في المستشفيات، خصوصاً لقاح (جونسون آند جونسون)».
وتابعت أن لقاح «جونسون آند جونسون» يحتاج لجرعة واحدة، «وهذا يبسط الخدمات اللوجيستية إلى حد كبير، حتى لا نضطر إلى تحديد مواعيد للجرعة الثانية، وكذلك يمكن تخزينه في درجة حرارة مماثلة لدرجة حرارة الثلاجة لأشهر عدة، مما يتيح حفظ اللقاح في عيادات الأطباء العادية».
وبشأن فاعلية اللقاحات في منع الذين تلقوها من نقل الإصابة للآخرين، قالت إن «هناك أخباراً جيدة؛ حيث إن التجارب التي أُجريت على الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات أظهرت انخفاضاً بنسبة 74 في المائة في حالات العدوى غير المصحوبة بأعراض».
وتابعت أنه «رغم أننا لا نعرف مدى جودة هذه الحماية؛ فإنه يجب على الأشخاص الذين تم تطعيمهم أن يكونوا حذرين وأن يرتدوا الكمامات في الأماكن العامة».
وبشأن اللقاح المناسب لكبار السن أو الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في المناعة، قالت وين: «ليست لدينا هذه المعلومات حتى الآن بهذا الشأن، ولم تقدم (إدارة الغذاء والدواء) أو (المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها) توصيات».
ولفتت إلى أن هناك دراسات تُجرى حالياً، وفي الأشهر المقبلة، يمكن معها اكتشاف اللقاح الأفضل للفئات العمرية أو لمن يعانون من حالات طبية.
وأكدت أن الأفضل حالياً هو عدم الانتظار، والحصول على اللقاح المتاح.
ولفتت إلى أنه لم تُدرس تأثيرات اللقاحات على الحوامل والأطفال، فلقاح «فايزر» مصرح به لمن يبلغون من العمر 16 عاماً فأكثر، وباقي اللقاحات لمن هم في سن 18 عاماً أو أكبر، ولكن لا تتوفر لقاحات للأطفال حتى الآن.
وأكدت أن الخلاصة هي «أخذ اللقاح الذي عُرض عليك؛ لأن جميع اللقاحات الثلاثة آمنة وفعالة».
وتابعت: «فكر في اللقاحات الأخرى التي نأخذها، مثل لقاح الإنفلونزا، فمعظمنا لا يسأل عن الشركة المصنعة له، نحن نهتم فقط بأنه مفيد»، وأكدت: «ليست لدينا طريقة لمعرفة اللقاح الأفضل بالضبط ولمن. لهذا السبب؛ فإن النصيحة هي: احصل على اللقاح المتاح في أسرع وقت ممكن، لأن الحصول على مناعة قوية يحميك ويحمي الآخرين من حولك، كما أنه يساعد في الوصول إلى مناعة القطيع في وقت أقرب بوصفنا مجتمعاً».


مقالات ذات صلة

الأشخاص المَرِحون أكثر صموداً في الأزمات

يوميات الشرق المرح سمة شخصية تعكس القدرة على التفاعل مع الحياة بروح مرحة ومتفائلة (جامعة ساسكس البريطانية)

الأشخاص المَرِحون أكثر صموداً في الأزمات

أفادت دراسة أميركية بأن الأشخاص الذين يتمتّعون بمستويات عالية من المرح كانوا أكثر قدرة على الصمود والتكيف، خصوصاً خلال جائحة كورونا مقارنةً بغيرهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

النساء أكثر عرضة للإصابة بـ«كورونا طويل الأمد»

كشفت دراسة جديدة أن النساء معرضات لخطر أعلى بكثير للإصابة بـ«كورونا طويل الأمد» مقارنة بالرجال.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة القمر (إ.ب.أ)

هل أثرت جائحة «كوفيد» على القمر؟... دراسة تجيب

أفاد موقع «ساينس أليرت» بأن دراسة أُجريت عام 2024 خلصت إلى أن جائحة «كوفيد-19» التي تعرضنا لها أثرت على درجات الحرارة على القمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يمكن أن تثير الفيروسات حالة التهابية قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب أو تفاقمها (أرشيفية)

تحذير طبي... الإصابة بالفيروسات الشتوية قد تسبب مضاعفات في القلب

أبلغ مسؤولو الصحة في أميركا عن «طفرة» في فيروسات الشتاء، وحذّر خبراء الصحة من أن أعراض أمراض القلب تشبه في بعض الأحيان أعراض أمراض الجهاز التنفسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ روبرت كيندي جونيور يتحدث خلال اجتماع في مبنى الكابيتول في واشنطن 9 يناير 2025 (أ.ب)

روبرت كيندي المرشح المثير للجدل لوزارة الصحة الأميركية يخضع للمساءلة بمجلس الشيوخ

يَمْثُل روبرت كيندي أمام مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، حيث ستتم مساءلته بشأن تاريخه في نشر معلومات مضللة حول اللقاحات، في حين يستعد لتولي منصب وزير الصحة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر: «حادثة الدقهلية» تعيد الجدل بشأن الانتحار عبر «البث المباشر»

جهات التحقيق تفحص الرسائل الأخيرة للشاب الذي أنهى حياته في بث مباشر (فيسبوك)
جهات التحقيق تفحص الرسائل الأخيرة للشاب الذي أنهى حياته في بث مباشر (فيسبوك)
TT
20

مصر: «حادثة الدقهلية» تعيد الجدل بشأن الانتحار عبر «البث المباشر»

جهات التحقيق تفحص الرسائل الأخيرة للشاب الذي أنهى حياته في بث مباشر (فيسبوك)
جهات التحقيق تفحص الرسائل الأخيرة للشاب الذي أنهى حياته في بث مباشر (فيسبوك)

جددت واقعة انتحار شاب بمحافظة الدقهلية (دلتا مصر) عبر بث مباشر أعلن فيه أنه تناول مادة سامة، الجدل بشأن وقائع انتحار مشابهة واستخدام «البث المباشر» على «السوشيال ميديا» لتوثيق عملية الانتحار.

وتواصل جهات التحقيق في مصر فحص الرسائل الأخيرة للشاب الذي أعلن انتحاره في إحدى قرى محافظة الدقهلية، مؤكداً أنه تعرض للظلم وأنه لا يسامح من ظلموه وأن ذنبه في رقبة كل من ظلمه.

وتسعى جهات التحقيق للتوصل إلى الأسباب التي دفعت الشاب إلى اتخاذ هذا القرار، وتبين من تفاعلاته على «السوشيال ميديا» وجود حوار سابق بينه وبين شخص نصحه بتناول مادة سامة. فيما اتجهت روايات أخرى لأصدقاء الشاب إلى أنه كان يعاني من ضائقة مالية بعد تعرضه للحبس في إحدى القضايا، ثم خروجه وعمله في التجارة، إلا أن ديوناً متراكمة أدت إلى اتخاذه هذا القرار، حسبما نشرت وسائل إعلام محلية.

وقبل أشهر قليلة أنهت فتاة مصرية حياتها في العريش، وكانت قد بثت فيديو تتحدث فيه عن الانتحار، طالبةً من أهلها وصديقاتها عدم الحزن عليها والدعاء لها. وأثارت الواقعة ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي وقتها. وسابقاً أيضاً أعلن شاب مصري كان يعمل محفِّظاً للقرآن، انتحاره عبر «بوست» على «فيسبوك»، طالباً من أهله وطلابه الدعاء له بالرحمة.

ويرى الأستاذ في المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، أن «نشر تفاصيل حوادث الانتحار والقتل على وسائل الإعلام و(السوشيال ميديا) يؤدي إلى زيادة هذه الحوادث لا إلى تقليصها».

مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا مشكلة أساسية، وهي أن الإنسان يتعرض للحظات ضعف نفسي، ويجد في إنهاء حياته حلاً سهلاً، لأنه يصل إلى مرحلة ينظر إلى الحياة من ثقب إبرة، ليس لديه سعة أفق أو ثبات انفعالي، فهذا الشاب الأخير عمره 22 عاماً، أياً كان الظلم الذي تعرض له فلا يجب أن يكون خياره إنهاء حياته».

وقبل ثلاثة أعوام قام أحد الشباب في محافظة البحيرة (شمال مصر) باستخدام البث المباشر في الإعلان عن إنهاء حياته بعد تعرضه للظلم من أحد أقاربه، مبرراً قيامه بهذا الأمر لكي يُعفي عائلته من أي متاعب، وأنه يكتفي بالاقتصاص من ظالمه وأخذ حقه منه يوم القيامة.

ولفت قناوي إلى أن «(السوشيال ميديا)، وما تضمنته من انتشار مجاني، أسهمت في زيادة هذه الحالات. وقبل أيام كانت هناك قضية موظف الأوبرا الذي قيل إنه انتحر وترك رسالة انتشرت بشكل واسع واتضح بعد ذلك أنه لم يكتبها، فوسائل الإعلام والمؤسسات الدينية والتعليمية والمسؤولون عن (السوشيال ميديا) جميعها جهات مسؤولة عن مثل هذه الحالات»، على حد تعبيره.

وقال الخبير في «السوشيال ميديا» والإعلام الرقمي، خالد البرماوي، إن «هذه الظاهرة تتكرر كثيراً، وهي ليست محلية ولكن عالمية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الشخص الذي يقرر إنهاء حياته بهذه الطريقة (البث المباشر) يريد توصيل رسالة تتعلق بتعرضه لمشكلات صحية مثل الاكتئاب أو غيرها من المشكلات لا يجد أمامه سوى السوشيال ميديا لتوجيه هذه الرسائل عبرها».

وشدد البرماوي على «ضرورة وجود ميثاق شرف إعلامي لطريقة طرح مثل هذه القضايا في وسائل الإعلام أو الشبكات الاجتماعية؛ لتقليل الشهرة والانتشار التي يمكن أن تحققه هذه الوسائل لوقائع مشابهة، بإخفاء الزمان أو المكان أو الملابسات، كل ذلك سيجعل التفكير في الأمر غير ذي جدوى لأنه لن يحقق انتشاراً».