لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأميركي توافق على تولي بيرنز رئاسة «سي آي إيه»

الدبلوماسي ويليام بيرنز (رويترز)
الدبلوماسي ويليام بيرنز (رويترز)
TT

لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأميركي توافق على تولي بيرنز رئاسة «سي آي إيه»

الدبلوماسي ويليام بيرنز (رويترز)
الدبلوماسي ويليام بيرنز (رويترز)

أعلن السيناتور الديمقراطي مارك وارنر رئيس لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الأميركي أن اللجنة وافقت أمس الثلاثاء بإجماع الآراء على ترشيح الرئيس جو بايدن للدبلوماسي المخضرم ويليام بيرنز لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية «سي آي إيه». وقال في بيان: «تصويت الحزبين بأغلبية ساحقة لصالح (تعيين) السفير بيرنز لشهادة على مؤهلات المرشح التي لا جدال فيها للدور وعلى خبرته الطويلة في شؤون الأمن القومي والتزامه الجدير بالثناء بالعمل العام».
وعبر وارنر عن أمله في أن يتحرك المجلس بكامل هيئته «لتأكيد ترشيح السفير بيرنز دون أي إبطاء لا داعي له».
وكان بيرنز، وهو سفير سابق لدى روسيا ونائب سابق لوزير الخارجية، قال في جلسة تأكيد ترشيحه الشهر الماضي إن المنافسة مع الصين ومواجهة قيادتها «العدائية التي تنزع للهيمنة على الآخرين» من الأمور المهمة بالنسبة للأمن القومي الأميركي.
وقال السيناتور ماركو روبيو، أكبر عضو جمهوري بلجنة المخابرات في بيان: «بعد لقاء السفير بيرنز تكون لدي اعتقاد بأنه يفهم طبيعة التهديد الصيني والتهديدات الأخرى التي تواجه أمتنا».
وبين بيرنز خلال الجلسة أنه إذا كان رئيساً لكلية أو جامعة أميركية فإنه سيوصي بإغلاق معاهد كونفوشيوس، وهي مراكز ثقافية في الحُرم الجامعية تمولها الصين ويقول كثير من أعضاء الكونغرس إنها أدوات دعائية. وأضاف أن من التهديدات «المألوفة» الأخرى التي تواجه الولايات المتحدة تلك التي تمثلها روسيا وكوريا الشمالية وإيران. وأضاف أن التغير المناخي والقضايا الصحية العالمية والتهديدات الإلكترونية تشكل مخاطر كبيرة.
ومن القضايا المتعلقة بروسيا التي من المتوقع أن يتعامل معها بيرنز وغيره من رؤساء أجهزة المخابرات في بداية فترة إدارة بايدن تحقيق في هجمات إلكترونية على شبكات البيانات الحكومية الأميركية والخاصة والمحلية.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.