رئيس «أرامكو»: الطلب على النفط يتعافى وقد يبلغ مستويات ما قبل «كورونا» العام المقبل

رئيس «أدنوك» يقول إن العالم سيظل بحاجة للوقود الأحفوري لعقود طويلة

أمين الناصر رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين (أ.ف.ب)
أمين الناصر رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين (أ.ف.ب)
TT

رئيس «أرامكو»: الطلب على النفط يتعافى وقد يبلغ مستويات ما قبل «كورونا» العام المقبل

أمين الناصر رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين (أ.ف.ب)
أمين الناصر رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين (أ.ف.ب)

قال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية»، أمين الناصر، إن الطلب العالمي على النفط يتعافى، وقد يقترب من مستويات ما قبل الجائحة في العام المقبل.
وقال الناصر، خلال مشاركته في مؤتمر «أسبوع سيرا» الافتراضي الذي تنظمه «آي إتش إس ماركت» من هيوستن الأميركية، إن الطلب العالمي على النفط سيتعافى على الأرجح بدءاً من النصف الثاني من هذا العام وقد يصل إلى 99 مليون برميل يومياً في 2022.
وأشار إلى تحسن الطلب على النفط في الصين والهند وشرق آسيا، فيما يعدّ توزيع اللقاحات «سبباً للتفاؤل» في الغرب.
وخلال حلقة نقاش في مؤتمر «أسبوع سيرا للطاقة 2021» بعنوان: «التخطيط لعصر التعافي»، ناقش الناصر الاتجاهات الاقتصادية واتجاهات قطاع النفط والغاز، بالإضافة إلى التحول في قطاع الطاقة، وشارك فيها كبير الإداريين التنفيذيين في شركة «شيفرون»، مايكل ويرث، وأدارها دانييل يرجين، نائب رئيس شركة «آي إتش إس ماركت».
وأوضح الناصر أثر جائحة فيروس «كورونا» على «أرامكو السعودية»، قائلاً: «واجهتنا أكبر أزمة خلال قرن من الزمن، ولكن قطاع أعمالنا اعتاد على الظروف الصعبة بفضل تركيزنا على المرونة التي منحتنا القدرة على التكيف بما يكفل التجاوب السريع».
وأضاف: «جائحة فيروس (كورونا) كشفت عن حقائق قاسية للعالم، فقد كان هناك تأثير كبير على الشركات الصغيرة والمتوسطة، وامتد ذلك التأثير على التوظيف، مما يبعث بالقلق على المدى الطويل حيال ارتفاع نسبة البطالة».
وعبّر الناصر عن نظرته التفاؤلية في إجابته عن سؤال بشأن أحوال السوق على المدى القريب، قائلاً: «يشهد الطلب ارتفاعاً قوياً من الصين وشرق آسيا، في حين وصل إلى مستويات ما قبل الجائحة في الهند. ورغم الأثر الذي طال الغرب والولايات المتحدة الأميركية، فإن توزيع اللقاحات حالياً هو ما يدفعني للتفاؤل».
وناقش أمين الناصر أيضاً مسألة التحول في قطاع الطاقة، وأشار إلى أن القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة كانت ولا تزال تشكل «جزءاً لا يستهان به» من استراتيجية «أرامكو السعودية».
وقال الناصر: «أنشئت شبكة الغاز الرئيسية التابعة لنا في سبعينات القرن الماضي. ومن خلال الحد من حرق الغاز، فإن الشبكة وحدها تُسهم في التخلص من 100 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في كل عام منذ إنشائها». وبنظرة مستقبلية، سلط الناصر الضوء على الإمكانات الكبيرة والمحتملة لاستخدامات الهيدروجين.
من جانبه، قال سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لـ«شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)» ووزير الدولة في الحكومة الاتحادية بالإمارات العربية، إنه ستكون هناك حاجة إلى النفط منخفض التكلفة حتى في الوقت الذي يشهد فيه العالم تحولاً في الطاقة. وأضاف الجابر، خلال مشاركته في مؤتمر «أسبوع سيرا»: «سيظل العالم بحاجة إلى النفط والغاز لعقود كثيرة مقبلة؛ لا شك في ذلك»، متوقعاً انتعاش الطلب على النفط بدعم من التعافي من جائحة فيروس «كورونا» في الصين والهند.
ويوافقهما الرأي رئيس «منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)»، بأن سوق النفط العالمية تستعيد التوازن بعد أن قوبل انهيار في الطلب بفعل جائحة «كوفيد19» بقيود على الإنتاج من جانب المنتجين في المنظمة.
وقال رئيس «أوبك»، ديامانتينو أزيفيدو، وفق «رويترز»: «أسعار الخام مستقرة نسبياً... نرى قدراً من التوازن بين الطلب والعرض... لكن بسبب وضع الجائحة الذي يمر به العالم ومع وصول موجات جديدة، فقد نشهد وضعاً يقل فيه الطلب نتيجة إجراءات العزل. سيرتفع الطلب بالتأكيد مع تطعيم سكان العالم باللقاحات المضادة لـ(كوفيد19)».
لكن أزيفيدو، وهو وزير الموارد المعدنية والبترول في أنغولا ويشغل الرئاسة الدورية لـ«أوبك»، حذر من أن أي تفاقم للجائحة قد يدفع بالمنتجين إلى تقليص الإنتاج. ويرى محمد باركيندو، أمين عام «منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)»، أن آفاق سوق النفط إيجابية بشكل عام، وأن الضبابية التي سادت العام الماضي تواصل الانحسار.
وقال باركيندو أمس: «هذا تحول كبير مما كان عليه الوضع قبل عام». وأضاف أن التطورات الإيجابية على صعيد الاقتصاد العالمي ومتانة الطلب في آسيا عاملان مشجعان.
وتحدث باركيندو قبيل اجتماع اللجنة الفنية المشتركة لـ«أوبك» وحلفائها بقيادة روسيا، وهي المجموعة المعروفة باسم «أوبك+».
وتراجع اللجنة التوازنات بين العرض والطلب في سوق النفط وأيضاً امتثال أعضاء المجموعة للتخفيضات المتفق عليها.


مقالات ذات صلة

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد أحد المصانع المنتجة في المدينة المنورة (واس)

«كي بي إم جي»: السياسات الصناعية في السعودية ستضعها قائداً عالمياً

أكدت شركة «كي بي إم جي» العالمية على الدور المحوري الذي تلعبه السياسات الصناعية في السعودية لتحقيق «رؤية 2030».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، عقب اجتماع روسيا و«أوبك»، إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

وأضاف نوفاك بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في موسكو، إن دول «أوبك بلس»، التي تضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، تتخذ كل القرارات اللازمة للحفاظ على استقرار السوق.

وقال نوفاك: «بينما نناقش الوضع والتوقعات اليوم، يخلص تقييمنا إلى أن السوق في الوقت الحالي متوازنة. يرجع الفضل في ذلك في الأساس إلى تحركات دول (أوبك بلس)، والإجراءات المشتركة للامتثال للحصص والتعهدات الطوعية من دول في (أوبك بلس)».

ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المُصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لعقد اجتماع في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط قليلا يوم الجمعة، لكنها اتجهت إلى تسجيل زيادة أسبوعية بنحو أربعة في المائة مع احتدام الحرب الأوكرانية، بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها قد تتحول إلى صراع عالمي.

وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.46 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.51 في المائة إلى 69.74 دولار للبرميل. وزاد الخامان اثنين في المائة يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يسجلا مكاسب أسبوعية بنحو أربعة في المائة، وذلك في أفضل أداء من نوعه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بوتين يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين. وأضاف أن روسيا ردت بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرا الغرب من أن موسكو قد تتخذ مزيدا من الإجراءات.

وتعد روسيا من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حتى مع انخفاض الإنتاج بعد حظر الاستيراد المرتبط بغزوها لأوكرانيا وقيود الإمدادات التي تفرضها مجموعة «أوبك بلس». وقالت روسيا هذا الشهر إنها أنتجت حوالي تسعة ملايين برميل من الخام يوميا.

لكن بيانات مخزونات الخام الأميركية حدت من المكاسب. فقد تأثرت الأسعار بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.

ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام، رغم العجز في المعروض في 2024 والغموض الجيوسياسي، مشيرا إلى فائض متوقع قدره 0.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضاف في المذكرة مساء الخميس: «توقعنا الرئيسي هو أن يظل برنت في نطاق 70 إلى 85 دولارا، مع قدرة إنتاج فائضة عالية تحد من ارتفاع الأسعار، فيما تحد مرونة أسعار (أوبك) وإمدادات النفط الصخري من انخفاض الأسعار».

ويتوقع البنك مخاطر قد تدفع أسعار برنت للصعود على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى نطاق 85 دولارا في النصف الأول من عام 2025 إذا انخفض المعروض من إيران بمقدار مليون برميل يوميا بسبب فرض عقوبات أكثر صرامة.

وأوضح البنك أن مخاطر الأسعار على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي نظرا للطاقة الإنتاجية الاحتياطية المرتفعة. وقال: «في حين أن هناك طاقة احتياطية وفيرة في إنتاج النفط، فإننا نتوقع أن يظل التكرير قليلا للغاية، وأن تتعافى هوامش البنزين والديزل بشكل أكبر».

وأبقى البنك على توقعاته بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في عام 2025، لكنه خفض توقعاته لعام 2026 إلى 71 دولارا للبرميل في ظل فائض قدره 0.9 مليون برميل يوميا.

ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يستمر الطلب على النفط في النمو لعقد آخر، مدفوعا بارتفاع الطلب الإجمالي على الطاقة إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي واستمرار وجود تحديات في إزالة الكربون من قطاعي الطيران والمنتجات البتروكيماوية.