مظاهرات في بغداد والديوانية تضامناً مع حراك الناصرية

TT

مظاهرات في بغداد والديوانية تضامناً مع حراك الناصرية

ما زالت ظروف الاحتجاجات في مدينة الناصرية؛ مركز محافظة ذي قار الجنوبية، تحظى باهتمام جماعات الحراك في المحافظات الأخرى والسلطات الحكومية على حد سواء، ففي مقابل تعهد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بحماية المتظاهرين وتعيينه ضابطاً رفيع الرتبة للتحقيق في الأحداث التي وقعت منذ أيام في الناصرية وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات، خرج المئات، أمس، في العاصمة بغداد وفي محافظة الديوانية الجنوبية بمظاهرات مؤيدة لحراك الناصرية ومطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين.
ووصل المئات إلى «ساحة التحرير» وسط بغداد ظهر أمس، وفي «نفق التحرير» رددوا شعارات مؤيدة للناصرية ومناهضة للأحزاب. وأظهرت صور أفلام «فيديو» أعداداً كبيرة من عناصر الشرطة ومكافحة الشغب وهو يطاردون المتظاهرين في محاولة لتفريقهم وعمدوا إلى إغلاق شارع «السعدون» الذي يربط «ساحة الفردوس» بـ«ساحة التحرير».
وقالت ناشطون إن القوات الأمنية استخدمت الهراوات والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، ما تسبب في وقوع إصابات بين صفوف المتظاهرين. كما تحدثوا عن عمليات اعتقال طالت أكثر من 10 متظاهرين.
وفي تطور مماثل، نظمت جماعات الحراك في محافظة الديوانية الجنوبية، أمس، مظاهرة أمام مبنى الحكومة المحلية لدعم حراك الناصرية والمطالبة بإقالة المحافظ ونائبيه لاتهامهم بالفشل على غرار إقالة محافظ ذي قار. ويؤكد مصدر صحافي من الديوانية لـ«الشرق الأوسط» على عدم وقوع حوادث واحتكاكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي وجدت في محيط مبنى المحافظة.
وفي الناصرية، استمر الهدوء النسبي، أمس، قبل انتهاء مدة الـ72 ساعة التي أعطتها جماعات الحراك لتحقيق مطالبها العشرة التي أعلنتها، أول من أمس، وضمنها تعيين محافظ مدني ومحاسبة قتلة المتظاهرين.
وتعتزم حكومة الكاظمي عقد اجتماع لها في المحافظة لـ«تذليل بعض العقبات والتحديات التي تواجه تقديم الخدمات لأبناء المحافظة». وتقول المصادر الحكومية إن «اجتماع مجلس الوزراء المزمع سيعقد بعد اختيار محافظ جديد مستقل للمحافظة يحظى بقبول أهالي ذي قار».
وكان رئيس الوزراء قال خلال جلسة المجلس الوزاري للأمن الوطني، أول من أمس، التي خصصت لمناقشة الأوضاع في محافظة ذي قار، إن «قرار تغيير محافظ ذي قار متخذ منذ أشهر، واتخذناه لنبعث برسالة تطمين إلى الأهالي، وقد قابلنا عشرات المرشحين، للوصول إلى اسم يحظى بإجماع وتوافق أبناء هذه المحافظة الكريمة».
وذكر أنه أمر بـ«تشكيل لجنة تحقيقية عليا برئاسة الفريق الركن باسم الطائي وتتكون من أعضاء من الجيش والاستخبارات والأمن الوطني، للوصول إلى حقيقة ما جرى في الأيام الأخيرة في مدينة الناصرية، وتم منحهم أسبوعاً واحداً لكشف الحقائق». وشدد على صدور «توجيهات وأوامر عسكرية واضحة جداً بعدم استخدام السلاح الحي بمواجهة التظاهرات مهما كلف الثمن».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.