مشروع قانون للأحوال الشخصية يثير جدلاً بين المصريين

«النواب» بدأ مناقشة بنوده وسط اعتراضات لحقوقيين

TT

مشروع قانون للأحوال الشخصية يثير جدلاً بين المصريين

يبدأ «مجلس النواب» (البرلمان) المصري مناقشة مشروع قانون جديد لـ«الأحوال الشخصية»، بعد أن أحاله المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، أمس، إلى «لجنة مشتركة من الشؤون الدستورية والتشريعية، والتضامن والأشخاص ذوي الإعاقة».
وقال النائب البرلماني، عاطف مغاوري، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «مجلس النواب سيعمل على دراسة القانون الجديد الذي قدمته الحكومة، لمعرفة ما إذا كان قد تم تلافي الخلافات السابقة فيه أم لا»، مشيرا إلى أن «مشروع القانون كان محل خلاف في المجلس التشريعي السابق، ولذلك لم يصدر».
وأثار مشروع القانون جدلاً في المجتمع المصري على مدار الأسبوع الماضي، في أعقاب نشر وسائل إعلام محلية عدداً من بنوده، وفي حين أشاد البعض بالنص على «معاقبة الزوج إذا لم يبلغ زوجته بزواجه الثاني»، باعتباره «انتصاراً للمرأة»، انتقد مدافعون عن حقوق المرأة بنوداً قالوا إنها «تلغي الأهلية القانونية للمرأة» على حد قولهم».
وأكدت المحامية نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، رفضها لما تضمنه مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد، وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا القانون يتضمن صياغة أكثر تشدداً لمشروع قانون الأحوال الشخصية عام 1925 مما يعيد مصر مائتي عام للوراء»، بحسب قولها.
وأشارت أبو القمصان، إلى أن «قانون عام 1925 لم يتطرق لمسألة الولاية، وبالتالي ترك تنظيمها للقانون المدني الذي يعطي المرأة الولاية عند سن 21 عاما، وأحيانا لمذهب (الإمام) أبي حنيفة الذي يجعل المرأة بلا ولاية على الإطلاق، لكن القانون الجديد اعتمد على مذهب أبي حنيفة فقط، فألغى الشخصية القانونية للمرأة».
وأضافت أن «المرأة وفقا للقانون الجديد لا تستطيع عقد زواجها مهما بلغت من السن أو المكانة العلمية، كما لم يعترف القانون بحقها في اختيار زوجها، وأباح لأي ذكر في العائلة فسخ عقد زواجها استناداً إلى عدم التكافؤ».
بدوره أشار النائب مغاوري إلى أن «قضية الأحوال الشخصية هي قضية حساسة وعادة ما يتم التعامل معها كأنها صراع بين طرفين يحاول فيه كل طرف الانتقام من الآخر، مما يسبب الكثير من المشاكل التي تظهر في تطبيق ما يتعلق بحق الرؤية والنفقة وغيرهما»، مؤكدا أن «القانون الجديد يجب أن «يكون هدفه الحفاظ على تماسك الأسرة، وألا يتم التعامل مع المسألة كأنه صراع قانوني».
وينص مشروع القانون الجديد على معاقبة الزوج إذا لم يبلغ زوجته الأولى عند زواجه الثاني، بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه (الدولار 15.7 جنيه) ولا تزيد على 50 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وكذلك يعاقب المأذون المختص، مع منح الزوجة حق الطلاق للضرر».
وأثار النص السابق، حالة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي بين من اعتبره «انتصاراً للمرأة» وبين من رأى فيها «مخالفة للشرع» وانتهاكاً لحق الزوج في تعدد الزوجات، ومن هؤلاء الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الذي قال في تصريحات تلفزيونية، إن «المقترح يعتبر مخالفاً للشريعة الإسلامية جملةً وتفصيلاً».
لكن المحامية أبو القمصان اعتبرت «هذا البند يتضمن تدليساً على المرأة، لأنه يقدم حلاً انتقامياً من الزوج بحبسه وتغريمه، وليس حلاً تنظيمياً، كما أنه لا يتيح للمرأة الطلاق بسبب الزواج الثاني، بل بسبب الضرر، وعليها أن تثبت هذا الضرر الواقع عليها»، منتقدة «عدم عرض مشروع القانون على منظمات المرأة، وتجاهل المقترحات التي تقدمت بها المنظمات بشأنه إلى (المجلس القومي للمرأة)».
وقالت الكاتبة وعضو مجلس النواب فريدة الشوباشي، لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس سيراعي في القانون الجديد أن يحافظ على حقوق المرأة والرجل والطفل، وأن بداية حقوق الطفل أن يكون مع والدته»، مشيرة إلى أن «الدكتورة مايا مرسي، الأمين العام للمجلس القومي للمرأة، أبلغت (مجلس النواب) أن المجلس لم يتقدم بهذا المشروع».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.