«المستقبل» يتضامن مع رئيس بلدية طرابلس بعد استدعائه من قبل محافظ الشمال

المصحح: أحمدسعيد
المصحح: أحمدسعيد
TT

«المستقبل» يتضامن مع رئيس بلدية طرابلس بعد استدعائه من قبل محافظ الشمال

المصحح: أحمدسعيد
المصحح: أحمدسعيد

تضامن «تيار المستقبل» مع رئيس بلدية طرابلس (شمال لبنان) رياض يمق، إثر الخلافات بين يمق ومحافظ الشمال رمزي نهرا، على خلفية استدعاء المحافظ لرئيس البلدية لمساءلته حول أحداث طرابلس في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، التي أسفرت عن إحراق مبنى البلدية والمحكمة الشرعية في المدينة.
وقال يمق إن نهرا، المقرب من «التيار الوطني الحر»، أساء إليه بعد استدعائه للتحقيق معه حول إحراق مبنى بلدية طرابلس الشهر الماضي، عبر مصادرة هاتفه وحجز حريته في مكتبه، وفق ما أعلن رئيس البلدية، وهو ما نفاه المحافظ لاحقاً.
وقال يمق، في مؤتمر صحافي أمس: «هناك تقصير ممن هم في سدة المسؤولية عن طرابلس وكل الشمال، والمحافظ هو المسؤول الأول عن الأمنيين، ويرأس مجلس الأمن الفرعي الذي يرسم السياسات الأمنية في المدينة وكل الشمال، وهو مسؤول عن كل الإدارات والمرافق العامة»، وسأل: «كيف تترك المدينة لمصيرها، سواء في حرق البلدية أو المحكمة الشرعية أو السرايا أو الأملاك الخاصة بدون مراقبة وبدون أمن استباقي». وقال: «يجب عدم تضييع البوصلة، وأعتقد أن التحقيق يجب أن يبدأ من المكان المناسب، وهو المحافظ»، مجدداً التأكيد على استعداده لأي مساءلة، قائلاً: «نحن تحت القانون وليس فوقه».
وأثارت القضية تضامناً من «تيار المستقبل» مع يمق، ورأى نائب رئيس «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى أن «أحد أسباب نكبات مدينة طرابلس هو مجموعة من الموظفين الحاقدين على المدينة، الذين يقومون بالتصرف غير اللائق والمخرب أحياناً بشكل واضح على المدينة»، معتبراً أن «الإشكالية الكبرى هي في شخصية من يأتي للمدينة حاملاً الضغائن والدونية، ما يشبه نوعاً ما جنون العظمة، وهما وجهان لعملة واحدة، ومحافظ الشمال أثبت أنه يتمتع بهذه الصفات».
وأكد تضامنه مع رئيس بلدية طرابلس من «أجل الحفاظ على أهل المدينة، وقد أخطأت السلطة بإدارة الأمر، وسمحت بحرق المحكمة الشرعية، إضافة إلى مبنى البلدية، لتغطية سوء التصرف وسوء الإدارة، وربما للتغطية على المسؤول الحقيقي عن هذا التخريب». وقال: «أما الإشكال الكبير فهو وجود بضعة أشخاص قاموا بالتخريب، وهم معروفون من قبل الدولة، فوجوههم كانت مكشوفة، والبعض الآخر قطع الطريق على الدفاع المدني، من أجل منعهم من إطفاء حريق البلدية».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».