ميليشيات إيرانية «تحتمي» بأعلام سورية بعد القصف الأميركي

TT

ميليشيات إيرانية «تحتمي» بأعلام سورية بعد القصف الأميركي

ذكرت مصادر محلية في دير الزور شمال شرقي سوريا أن العديد من المقرات التابعة لـ«الحرس الإيراني» في البوكمال استبدلت بالأعلام الإيرانية الأعلام السورية، خشية تعرضها للاستهداف من قبل طيران التحالف والطيران الإسرائيلي، وذلك عقب استهداف الطيران الأميركي لمواقف تابعة لميليشيات إيرانية.
وعقب الهجوم تم إخلاء مواقف سيارات الشحن التي تشرف عليها ميليشيا «حزب الله» العراقي في قرية الهري الحدودية، وهي ثلاثة مواقف مخصصة لتفريغ البضائع الداخلة من العراق والمصدرة إليه.
وقالت شبكة «عين الفرات» إن مقراً لميليشيات «الفوج 47» المحلية التابعة لـ«الحرس» الإيراني في منطقة عشاير بريف البوكمال على طريق دير الزور من جهة الريف الشرقي قام أمس «برفع أعلام النظام السوري بدلاً من رايات الميليشيات الإيرانية خوفاً من الاستهداف بغارات التحالف الدولي أو الطيران الإسرائيلي».
والمقر الذي يضم أكثر من أربعين عنصراً معظمهم من منطقة السكرية وبعض الأفغانيين، تحت قيادة أبو مهدي المشهداني التابع لأبو عيسى المشهداني المسؤول عن الحواجز والنقاط الأمنية في الميليشيات، وهو مقرب من المسؤول الأمني بالحرس الثوري الإيراني في البوكمال، بحسب الشبكة. وأفادت بقيام عناصر المقر بنصب حواجز لتفتيش السيارات والمارّة والتدقيق على الأوراق الثبوتية وفرض الإتاوات المادية على السيارات، وقد تم تسجيل «حالات اعتقال لمدنيين أثناء تسيير الدوريات بالمنطقة».
في سياق متصل، أعلنت وزارة النفط في دمشق تعرض خط غاز الجبسة - الريان لاعتداء في منطقة أبو خشب بريف دير الزور واندلاع النيران فيه وذكرت «النفط السورية»، في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن «الاعتداء وقع في منطقة أبو خشب بريف دير الزور ما أدى إلى اندلاع النيران في خط الغاز»، دون أي تفاصيل أخرى، في حين أكدت مصادر محلية أن خط الغاز الذي انفجر في منطقة الجحيف على طريق أبو خشب بريف دير الزور الغربي مخصص لنقل الغاز من رميلان نحو بانياس الساحلية، ولكنه متوقف عن العمل منذ 10 سنوات.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».