واشنطن مستعدة لـ«تخفيف محدود» للعقوبات على إيران

مقابل القيود القادرة على التحقق من برنامجها النووي

الرئيس جو بايدن (أ.ب)
الرئيس جو بايدن (أ.ب)
TT

واشنطن مستعدة لـ«تخفيف محدود» للعقوبات على إيران

الرئيس جو بايدن (أ.ب)
الرئيس جو بايدن (أ.ب)

كشف الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، أن الولايات المتحدة وحلفاءها يمكن أن يعملوا ضمن إطار دبلوماسي يوفر «تخفيفاً محدوداً» للعقوبات على طهران مقابل إعادة القيود الدائمة التي يمكن التحقق منها على البرنامج النووي لدى إيران، التي حذرها في الوقت ذاته من أن دعمها المتواصل للإرهاب لن يمر من دون محاسبة.
وأوضح برايس أن سياسة الضغوط القصوى «كان يفترض أن تؤدي إلى صفقة أفضل»، فضلاً عن أن «تعزل إيران عن بقية العالم، وأن تترك مصالح أميركا في وضع أفضل»، لكن «العكس هو الصحيح»، معتبراً أن إيران في نهاية إدارة ترمب «كانت أقرب بكثير إلى سلاح نووي إذا اختارت» ذلك مقاربة باليوم الأول من عهد ترمب.
ورأى أنه «بدلاً من إخضاع طهران ووكلائها، جرى تشجيع طهران ووكلائها»، مشيراً إلى «الهجمات الشنيعة والعنف الموجه ضد شركائنا وبعضها كان موجهاً حتى ضد الولايات المتحدة، أو على الأقل أودى بحياة أميركيين». وأكد أن «هذا هو السبب الذي يجعلنا نسير في مسار مختلف يعطي الأولوية للدبلوماسية مع شركائنا وحلفائنا»، مجدداً أن اجتماع وزير الخارجية أنطوني بلينكن، مع نظرائه الأوروبيين البريطاني دومينيك راب والفرنسي جان إيف لودريان والألماني هايكو ماس، أدى إلى بيان مشترك للمرة الأولى منذ سنوات يوضح أن الولايات المتحدة لديها موقف متطابق مع هذه الدول الأوروبية، معتبراً أن المفاوضات المنشودة ستجرى من «موقع القوة الذي سيسمح لنا بتحقيق هدفنا الاستراتيجي، وهو ضمان عدم تمكن إيران من الحصول على سلاح نووي».
ورداً على سؤال عن مدى الثقة بالجانب الإيراني، أوضح أنه «عندما كانت الصفقة الإيرانية سارية المفعول، لم تكن مبنية على فكرة الثقة، ولكن على التحقق» من قبل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وشدد على أن واشنطن وحلفاءها «يسعون إلى فرض قيود دائمة يمكن التحقق منها على قدرة إيران على بناء أو امتلاك سلاح نووي». وإذ كرر الاستعداد للتفاوض في إطار «مجموعة 5 + 1» للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا، قال: «لا أعتقد أننا سمعنا رداً حازماً من إيران حتى الآن» على هذه الدعوة، متجنباً القول ما إذا كان متشائماً أو متفائلاً حيال الرد الإيراني.
وقال برايس إنه «يمكن أن يكون لدينا إطار عمل دبلوماسي يوفر تخفيفاً محدوداً للعقوبات مقابل هذه القيود التي يمكن التحقق منها والدائمة على برنامج إيران النووي»، موضحاً أن «هذه هي الفكرة الأساسية لخطة العمل الشاملة المشتركة»، مشدداً على «مواصلة الضغط ومحاسبة إيران على نشاطها الخبيث في المجالات الأخرى». وأضاف أن «مكافحة الإرهاب ودعم (طهران) للجماعات الإرهابية في المنطقة تظل مصدر قلق بالغ للولايات المتحدة (...) سنواصل تحميل إيران المسؤولية عن دعمها للإرهاب في المنطقة وخارجها».



تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
TT

تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، يوم أمس (الجمعة)، إن القضاء على الميليشيا الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة هو «الهدف الاستراتيجي» لبلاده، ودعا أعضاء الميليشيا إلى مغادرة سوريا أو إلقاء السلاح.

وفي مقابلة مع قناة «إن تي في» التركية، دعا فيدان أيضاً حكام سوريا الجدد -المعارضة المسلحة التي اجتاحت دمشق والمدعومة من أنقرة- إلى عدم الاعتراف بالميليشيا، المعروفة باسم «وحدات حماية الشعب».

يذكر أن المجموعة متحالفة مع الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لكن تركيا تعتبرها «منظمة إرهابية» وتهديداً أمنياً.

وقال فيدان «يجب على أعضاء وحدات حماية الشعب غير السوريين مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن... يجب على مستوى القيادة بوحدات حماية الشعب بأكمله مغادرة البلاد أيضاً... بعد ذلك، يجب على من يبقوا أن يلقوا أسلحتهم ويواصلوا حياتهم».

وأكد وزير الخارجية التركي أن بلاده أقنعت روسيا وإيران بعدم التدخل عسكرياً في سوريا خلال هجوم الفصائل المعارضة الذي أدى إلى إسقاط بشار الأسد.

وقال فيدان، إن «الأمر الأكثر أهمية قضى بالتحدث إلى الروس والإيرانيين والتأكد من أنهم لن يتدخلوا عسكرياً في المعادلة. تحدثنا إلى الروس والإيرانيين وقد تفهموا».

وأضاف: «بهدف الإقلال قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح، جهدنا لتحقيق الهدف من دون سفك دماء عبر مواصلة مفاوضات محددة الهدف مع لاعبَين اثنين مهمين قادرين على استخدام القوة».

واعتبر الوزير التركي أنه لو تلقّى الأسد دعم روسيا وايران، لكان «انتصار المعارضة استغرق وقتاً طويلاً، وكان هذا الأمر سيكون دموياً».

وأضاف: «لكنّ الروس والإيرانيين رأوا أنّ هذا الأمر لم يعد له أيّ معنى. الرجل الذي استثمروا فيه لم يعد يستحق الاستثمار. فضلاً عن ذلك، فإن الظروف في المنطقة وكذلك الظروف في العالم لم تعد هي نفسها».

وإثر هجوم استمر أحد عشر يوما، تمكنت الفصائل السورية المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الأحد من إسقاط الأسد الذي فر إلى روسيا مع عائلته.