«جيش الإسلام» ينفي استخدام الهاون في قصف دمشق

شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»: الحركة شلت في العاصمة ونشطت وسائل التواصل بين السكا

«جيش الإسلام» ينفي استخدام الهاون في قصف دمشق
TT

«جيش الإسلام» ينفي استخدام الهاون في قصف دمشق

«جيش الإسلام» ينفي استخدام الهاون في قصف دمشق

نفى مصدر في «جيش الإسلام» استخدامه قذائف هاون في استهدافه لمدينة دمشق يوم أمس الخميس، مؤكدا استخدام صواريخ الكاتيوشا فقط، وقال المصدر بحسب ما ذكره ناشطون في العاصمة، إن «قذائف الهاون يسمع انطلاقها من فرع أمن الدولة وفرع الخطيب ويسمع سقوطها على أحياء دمشق»، متهما بذلك قوات النظام بإطلاق قذائف هاون على أهداف مدنية كالمنازل والمدارس والجامعات والفنادق.
وشلّت الصواريخ والقذائف الحركة في دمشق، إذ أكد ناشطون أن الحركة في دمشق «انعدمت بسبب القذائف، وفرغت الجامعات والأسواق من روادها، فيما تسمع في العاصمة أصوات سيارات الإسعاف فقط. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن سكان العاصمة استيقظوا صباح أمس على أصوات تساقط أكثر من 60 صاروخا وقذيفة هاون على مناطق متفرقة في السبع بحرات وشارع بغداد وشارع العابد والجسر الأبيض والعفيف ودمشق القديمة، والبرامكة في محيط أمن الدولة، والمالكي وأبو رمانة والمزة 86 وشارع برنية، ومحيط جامع الإمام الذهبي بحي قبر عاتكة، ومحيط جامع النقشبندي في حي السويقة، ومدرسة زنوبيا في حي باب سريجة، وفي منطقة المسكية قرب الجامع الأموي.
وأثار تساقط القذائف حالة من الذعر والهلع أدت إلى توقف الدوام في كثير من المدارس والجامعات، ونزل بعض السكان بملابس النوم في وقت مبكر أعقب سقوط القذائف الأولى. ونشطت وسائل الاتصال بين أحياء العاصمة وريفها من جانب وبين السوريين في الداخل والخارج للاطمئنان على الأوضاع وحال الناس، مع إطلاق تحذيرات ونصائح بعدم النزول إلى الشوارع. وبينما كادت الحركة تُشل خلال النهار عادت بحذر في ساعات المساء. وبث ناشطون فيديو يوضح بالخرائط مسار القذيفة التي أصابت مبنى كلية الاقتصاد في حي البرامكة وقالوا إنها أطلقت من جبل قاسيون حيث تتمركز قوات النظام، وليس من منطقة دوما في ريف دمشق الغربي حيث يتمركز «جيش الإسلام» بزعامة زهران علوش. وسجلت ساعات الصباح، سقوط 4 صواريخ كاتيوشا في منطقة المزة 86 الموالية للنظام، صاروخان منها لم ينفجرا. كما أعلنت السلطات الروسية أن قذيفة سقطت على مبنى قنصليتها في حي المزرعة من دون وقوع ضحايا.
بالتزامن مع ذلك استهدف جيش الإسلام مدينة اللاذقية على الساحل السوري بصواريخ غراد وتاو. وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن مدنيين أصيبا بجروح جراء سقوط قذيفتين صاروخيتين على منطقة الأزهري السكنية على الأطرف الشمالية الغربية للمدينة. فيما أفاد ناشطون في المعارضة بمقتل 4 جنود وإصابة 3 آخرين بقصف «جيش الإسلام» على محافظة اللاذقية. وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن صاروخا استهدف أمس حاجزا عسكريا للقوات النظامية عند دوار الأزهري بحي الرمل الشمالي في مدينة اللاذقية، مما أوقع حسبها 3 جرحى من عناصر الأمن السوري. فيما سقط صاروخ ثانٍ عند مشفى السويد في حي المشروع السابع مخلفا أضراراَ مادية فقط. وفي الريف الشمالي للاذقية، قتل 4 مدنيين جراء سقوط صاروخ على منزلهم بقرية سقوبين. مع الإشارة إلى أن مصدر الصواريخ كتيبة المدفعية التابعة لجيش الإسلام المعارض والمتمركزة في منطقة جبل الأكراد، الخاضعة لسيطرة المعارضة بالريف الشرقي للمحافظة الساحلية.



«الوزارية العربية الإسلامية» تبحث مع غوتيريش تفعيل الاعتراف بدولة فلسطين

جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)
جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)
TT

«الوزارية العربية الإسلامية» تبحث مع غوتيريش تفعيل الاعتراف بدولة فلسطين

جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)
جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)

بحثت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن تطورات غزة، الأربعاء، مع أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، دعم الجهود الرامية إلى تفعيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والذي يكفل تلبية حقوق الشعب بتجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.

وترأس الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الاجتماع الذي حضره الأعضاء: الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، ومحمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، وأيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، ووزراء الخارجية بدر عبد العاطي (مصر)، والدكتور عبد اللطيف الزياني (البحرين)، وهاكان فيدان (تركيا)، وريتنو مارسودي (إندونيسيا)، وأمينا جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومنظمة التعاون الإسلامي حسين طه.

وناقش الاجتماع، الذي جاء على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، التطورات الخطيرة في غزة، ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي التصعيد العسكري ضد المدنيين العُزل، حيث جدّدت اللجنة موقف الدول العربية والإسلامية الموحَّد الرافض للعدوان، ودعوتها لضرورة الوقف الفوري والتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفق القانون الدولي الإنساني.

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع غوتيريش (الأمم المتحدة)

وبحث أعضاء اللجنة أهمية دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بوصفها ضرورة لا بديل عنها في جميع عمليات الاستجابة الإنسانية بغزة، مشددين على أهمية التصدي للحملات المُمنهجة التي تستهدف تقويض دورها، مع استمرار دعمها لضمان إيصال المساعدات الضرورية للمحتاجين.

وطالبوا بالتصدي لكل الانتهاكات الصارخة التي تُمارسها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وتزيد المأساة الإنسانية، وعرقلتها دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة، مؤكدين أهمية محاسبة إسرائيل على الانتهاكات المتواصلة في القطاع والضفة الغربية المحتلة، والتصدي لعمليات التهجير القسري التي يسعى الاحتلال لتنفيذها.

ونوّه الأعضاء بأهمية اتخاذ الخطوات الجادة والعاجلة لضمان تأمين الممرات الإغاثية لإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية الكافية والعاجلة لغزة، معبّرين عن رفضهم تقييد دخولها بشكلٍ سريع ومستدام وآمن، ومقدّرين جهود غوتيريش ومواقفه خلال الأزمة، خصوصاً فيما يتعلق بجهود حماية المدنيين، وتقديم المساعدات.

جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع غوتيريش في نيويورك (الأمم المتحدة)

من جانب آخر، أكد الأمير فيصل بن فرحان أن صناعة السلام تتطلب الشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة، «فخلف كل تعطيل لمسارات السلام والتسويات السياسية، نجد بعض القيادات السياسية تُغلِّب مصالحها الشخصية واعتباراتها الحزبية على المصالح الجامعة والسلم الإقليمي والدولي، وهو ما انعكس بشكل واضح على كفاءة المنظمات الدولية، ومجلس الأمن على وجه الخصوص، في أداء مهامها».

جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن تحت عنوان «القيادة في السلام»، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال وزير الخارجية السعودي إن «الاجتماع يأتي في فترة تتصاعد فيها وتيرة الصراعات والأزمات، وتتضاعف التحديات والتهديدات المشتركة، وتتنامى أزمة الثقة في النظام الدولي متعدد الأطراف، وقدرته على تحقيق آمال الشعوب بمستقبل يسوده السلام والتنمية».

وشدد على أن «هذه الظروف تُحتِّم علينا تقييم حالة العمل الدولي متعدد الأطراف، وأسباب تراجعه عن حلّ الأزمات ومعالجة التحديات المشتركة»، متابعاً: «ولعلّ النظر الجاد في الإسراع بعملية إصلاح مجلس الأمن أصبح ضرورة مُلحّة أكثر من أي وقت مضى»، ومنوهاً بأن «استعادة الاحترام للمواثيق والأعراف الدولية تأتي عبر تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومحاسبة منتهكيه دون انتقائية».

وأوضح الأمير فيصل بن فرحان أن التحدي لا ينحصر في عجز منظومة السلم والأمن والمؤسسات الدولية عن الاستجابة للتحديات المشتركة، بل يتعداه ليشمل غياب «القيادة من أجل السلام»، مضيفاً: «للخروج من دائرة العنف والأزمات، يجب علينا تمكين القيادة الدولية المسؤولة، وإحباط محاولات تصدير المصالح السياسية الضيقة على حساب أمن الشعوب وتعايشها».

ولفت إلى أن «غياب التحرّك الدولي الجادّ لإيقاف التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر هو دليل قاطع على ما يعانيه النظام الدولي متعدد الأطراف من قصور وتضعضع في الإرادة السياسية الدولية».

وأبان وزير الخارجية السعودي أن بلاده تؤمن بأن السلام هو الأساس الذي يمهّد للتعاون والتنمية، وهو الحامي لديمومتهما، مؤكداً دعمها النظام الدولي متعدد الأطراف، وسعيها لتطويره وتمكين مقاصده، واستعادة الثقة بمؤسساته، والتزامها بتعزيز العمل الجماعي من أجل تحقيق الأمن والتنمية المشتركة.

وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن حول «القيادة في السلام» (واس)

إلى ذلك، شارك الأمير فيصل بن فرحان في الاجتماع الوزاري بشأن السودان، على هامش أعمال الجمعية العامة، الذي تناول المستجدات، وأهمية تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب السوداني.

كما شارك في الاجتماع الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي و«البينيولكس»، الذي استعرض فرص تعزيز التعاون بين الجانبين بمختلف المجالات، ومن بينها إمكانية زيادة التبادل التجاري، وتطوير العمل التنموي والاقتصادي. كما ناقش آخِر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية؛ بما فيها حرب غزة، والجهود المبذولة بشأنها.

الأمير فيصل بن فرحان لدى مشاركته في الاجتماع الوزاري بشأن السودان (واس)

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية السعودي، إن بلاده تؤمن بضرورة تعزيز آليات التشاور بين مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية، مثمّناً القرار التاريخي لسلوفينيا بالاعتراف بدولة فلسطين.

وشدّد خلال مشاركته في اجتماع ترويكا جامعة الدول العربية (السعودية، البحرين، العراق) مع الدول الأعضاء بمجلس الأمن، على دعم الرياض الكامل لجهود الوساطة التي تبذلها القاهرة والدوحة وواشنطن، ورفضها للإجراءات الإسرائيلية التي تعرقلها.

وجدّد الأمير فيصل بن فرحان دعم السعودية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وتقديرها للجهود التي تبذلها في قطاع غزة.

وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في اجتماع الترويكا العربية مع مجلس الأمن (واس)

وأكد على أهمية تكثيف التعاون والتنسيق بين جامعة الدول العربية ومجلس الأمن والشركاء الدوليين من أجل إحراز تقدم ملموس بقضايا المنطقة، والمساهمة في تعزيز السلم والأمن الدوليين.

وشارك وزير الخارجية السعودي، في الفعالية السنوية لدعم أعمال (الأونروا)، حيث جرى بحث ضرورة توفير الدعم اللازم لها، لضمان استمرار تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين.