أظهرت بيانات لجامعة جونز هوبكنز الأميركية ووكالة بلومبرغ للأنباء أمس (الجمعة) أن نحو 219 مليون شخص في أنحاء العالم قد تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد.
وأظهرت البيانات أن متوسط معدل التطعيم العالمي يقدر بنحو 4 ملايين و560 ألف جرعة من اللقاح يوميا. وبهذا المعدل، سوف يستغرق الأمر نحو 6 سنوات و8 أشهر لتطعيم 75 في المائة من سكان العالم بجرعتين من اللقاح. وأشارت البيانات إلى أن إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في أنحاء العالم بلغ 113 مليونا، في حين وصل إجمالي الوفيات إلى مليونين و51 ألفا.
من جهة أخرى، كشفت نتائج دراسة بريطانية أمس أن جرعة واحدة من اللقاح المضاد لمرض كوفيد - 19 الذي تنتجه شركة «فايزر» الأميركية بالشراكة مع شركة «بيونتيك» الألمانية يمكن أن تخفض بدرجة كبيرة خطر العدوى. وحلل باحثون نتائج آلاف من اختبارات كوفيد - 19 التي تجري أسبوعيا ضمن فحوص المستشفيات للأطقم الطبية في كامبردج بشرق إنجلترا.
في غضون ذلك، أكدت الولايات المتحدة أن حملتها للتلقيح ضد فيروس كورونا «تقدمت أسابيع عدة» على المهل المحددة بينما حذر رئيس المجلس الأوروبي من أن «الأسابيع القليلة المقبلة ستظل صعبة في مجال اللقاحات»، عشية اجتماع لمجموعة العشرين يفترض أن يركز على عدم المساواة في توزيع اللقاحات بين الدول الغنية والفقيرة. ومع بلوغ عدد الوفيات بكوفيد - 19 في العالم رسميا 2.5 مليون منذ بداية تفشي الوباء، دعا القادة الأوروبيون إلى «الإبقاء على قيود مشددة» وتسريع حملات التطعيم للتعامل مع «التحديات الإضافية» التي يشكلها انتشار المزيد من الطفرات المعدية.
وقال رؤساء دول وحكومات البلدان الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في ختام قمة عبر الفيديو إن «الوضع الوبائي يبقى خطيرا والمتحورات الجديدة تشكل تحديات إضافية. لذلك يجب علينا الحفاظ على قيود صارمة أثناء تكثيف جهودنا لتسريع شحنات اللقاحات». وحذر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال من أن «الأسابيع القليلة المقبلة» ستبقى «صعبة في مجال التطعيم». ومع ذلك، صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بأنها «متفائلة» في تحقيق هدفها المتمثل في تطعيم سبعين في المائة من سكان الاتحاد الأوروبي البالغين بحلول «نهاية الصيف»، وذلك بفضل الزيادة الحادة المتوقعة في شحنات المختبرات.
من جهة أخرى عبر رئيس مختبر أسترازينيكا في جلسة استجواب في البرلمان الأوروبي، عن «تفاؤله» بقدرة المجموعة على التعويض في الربع الثاني من العام عن تأخرها في تسليم اللقاحات المضادة لكوفيد إلى الاتحاد الأوروبي بفضل زيادة الإنتاج. وكانت أسترازينيكا أعلنت في نهاية يناير (كانون الثاني) تقديم أربعين مليون جرعة فقط إلى الدول الـ27 في الربع الأول، من أصل 120 مليونا كانت قد وعدت بها في البداية، بسبب صعوبات التصنيع في مصنع بلجيكي. بعد ساعات قليلة، عبر الرئيس بايدن عن ارتياحه لأن الولايات المتحدة «متقدمة عدة أسابيع» على المهل المحددة في برنامج التطعيم. كان قد وعد عندما تولى منصبه بإعطاء مائة مليون جرعة خلال مائة يوم.
وقال بايدن «أنا هنا اليوم لأقول إننا وصلنا إلى منتصف الطريق بخمسين مليون جرعة في 37 يوما فقط منذ أن أصبحت رئيسا». وأضاف «هذا يتقدم على البرنامج بأسابيع عدة». إلا أن بايدن أكد أيضا أن «هذا ليس الوقت المناسب لخفض الحذر»، داعيا الأميركيين إلى مواصلة احترام إجراءات الوقاية. في الوقت نفسه، ستقوم لجنة خبراء بفحص سيتم التحقق من خلاله من لقاح كوفيد - 19 الذي تنتجه مجموعة «جونسون أند جونسون» لإبداء رأيها وإن كان استشاريا، الذي يعد شرطا للترخيص لهذا اللقاح الثالث في الولايات المتحدة. وستبث مناقشات هذه اللجنة مباشرة على الإنترنت طوال نهار الجمعة كما حصل لمنح التراخيص للقاحي فايزر - بايونتيك وموديرنا. وحثت واشنطن دول مجموعة العشرين الخميس على إطلاق حملة تطعيم عالمية ومنسقة حقيقية لمنع تخلف الدول الفقيرة عن الركب الذي قد يؤدي إلى إبطاء التعافي الاقتصادي العالمي.
من جهتها، أكدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في خطاب نُشر بمناسبة اجتماع وزراء المال في مجموعة العشرين الجمعة أن «احتواء الوباء في العالم ضروري لتحقيق انتعاش اقتصادي قوي». دعا مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هانز كلوغ إلى سماع أصوات الأشخاص الذين يعانون من الأعراض لفترة طويلة. وأكد كلوغ خلال مؤتمر صحافي أن قضية «كوفيد طويل الأمد» هي «أولوية واضحة لمنظمة الصحة العالمية وذات أهمية قصوى ويجب أن تكون كذلك لدى جميع السلطات الصحية». وأعرب عن أسفه لأن هذه الأعراض طويلة الأمد غالبا ما تواجه «بعدم الفهم». ويأتي طلبه بينما تركز السلطات الصحية على حملات التطعيم لمحاولة كبح الوباء.
في فرنسا، أعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس أن «حوالي نصف المصابين بكوفيد» هم مصابون بالمتحور الإنجليزي لكورونا وهو الأشد عدوى، ما يثير مخاوف من انفجار وبائي. وأعلن أنه تم وضع عشرين منطقة تحت «مراقبة معززة» بسبب انتشار أكبر للوباء ويمكن أن تفرض فيها إجراءات حجر محلية ابتداء من عطلة نهاية الأسبوع في السادس من مارس (آذار) إذا استمر تراجع الوضع. من جهة أخرى، قررت باريس وبرلين الخميس فرض إجراء فحوص للعاملين عبر الحدود بين إدارة موزيل الفرنسية والمناطق الألمانية المجاورة. واتفق البلدان في هذه الحالة على تجنب اللجوء إلى إغلاق الحدود بضوابط صارمة خلافا لما فعلته ألمانيا مع جمهورية التشيك ومنطقة تيرول النمساوية. وقررت السلطات الصحية البريطانية الخميس خفض مستوى التأهب المتعلق بوباء كوفيد - 19 مع «تراجع» خطر تجاوز قدرة المستشفيات في هذا البلد الذي يخضع لإجراءات حجر مشددة منذ مطلع يناير (كانون الثاني). وقال رؤساء الإدارات الطبية في المقاطعات الأربع التي تتألف منها المملكة المتحدة (إنجلترا واسكوتلندا وويلز وآيرلندا الشمالية) إنه تم تخفيض مستوى التأهب من الدرجة الخامسة إلى الدرجة الرابعة.
219 مليون شخص تلقوا اللقاح حول العالم
أميركا مطمئنة لتقدم حملتها في التطعيم... وأوروبا قلقة من تحورات الفيروس
219 مليون شخص تلقوا اللقاح حول العالم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة