من أجل نموهم وصحتهم... علماء يقدمون «الوصفة المثالية» لتنظيم نوم الأطفال

الروتين يتضمن قراءة قصة قصيرة للطفل قبل النوم (ديلي ميل)
الروتين يتضمن قراءة قصة قصيرة للطفل قبل النوم (ديلي ميل)
TT

من أجل نموهم وصحتهم... علماء يقدمون «الوصفة المثالية» لتنظيم نوم الأطفال

الروتين يتضمن قراءة قصة قصيرة للطفل قبل النوم (ديلي ميل)
الروتين يتضمن قراءة قصة قصيرة للطفل قبل النوم (ديلي ميل)

يعدّ تنظيم مواعيد نوم الرُّضع والأطفال من بين التحديات التي تواجه الآباء والأمهات، في الوقت الذي يؤكد فيه الأطباء وخبراء الصحة أهمية حصول الأطفال على قدر كافٍ من النوم لضمان نموهم بشكل سليم.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية روتيناً وضعه علماء نفس في جامعة مانشستر البريطانية لتنظيم نوم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وثمانية أعوام.
وأكد العلماء أن هذا الروتين هو «المثالي» لوقت النوم.
وأشاروا إلى أن أهم وأول جزء في هذا الروتين هو تحديد موعد يومي للذهاب إلى السرير لا يتغير تحت أي ظرف.
كما أكد العلماء أن هذا الروتين لا بد أن يتضمن إغلاق جميع الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بنحو ساعة، وتجنب تناول الطعام والشراب قبل النوم مباشرةً وغسل الأسنان، وقراءة قصة قصيرة للطفل.
ولا بد أن تتكرر هذه الخطوات بنفس الترتيب يومياً، حتى يعتاد الطفل عليها وتصبح سلوكاً تقليدياً بالنسبة له.
وقال الدكتور جورج كيتساراس، الذي شارك في وضع هذا الروتين: «لقد حددنا هذه الأنشطة على وجه الخصوص بعد تحليل وفحص عدد من الدراسات عن أفضل الممارسات والنصائح العلمية المتاحة في هذا الشأن، بالإضافة إلى أخذ آراء عدد من أطباء الأسنان واختصاصيي الصحة العامة وخبراء آخرين في مجالات التعليم وأبحاث النوم».
وأكد كيتساراس أن هذه الأنشطة لها تأثير مهم على رفاهية وصحة الطفل.
وتابع: «كلما اعتمدت أنشطة ما قبل النوم على زيادة التفاعل بين الأطفال وآبائهم كان الروتين ناجحاً. هذا يعني أن غسل الآباء لأسنانهم مع أطفالهم وقراءة القصة لهم يزيد من نسبة نجاح الروتين».
وتم نشر هذا الروتين في مجلة «بلوس وان» العلمية.
يُذكر أن إحدى الدراسات العلمية التي أُجريت العام الماضي كانت قد ذكرت أن اضطرابات النوم في مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يتسبب في مشكلات تتعلق بالصحة العقلية في مرحلة المراهقة.
ووجدت الدراسة التي أُجريت على 7155 طفلاً في المملكة المتحدة أن الاستيقاظ المتكرر في أثناء الليل وروتين النوم غير المنتظم لدى الأطفال الرضع مرتبط بإصابة أولئك الأطفال بأمراض عقلية مثل الذهان، عند بلوغهم 12 أو 13 عاماً.
كما وجدت الدراسة أن الأطفال الذين ينامون لفترات أقصر ليلاً أكثر احتمالية للإصابة باضطراب الشخصية الحدّية في سن 11 و12 عاماً.


مقالات ذات صلة

السعودية قدّمت 7 مليارات دولار لتحسين ظروف الأطفال وأسرهم حول العالم

الخليج نفّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول (واس)

السعودية قدّمت 7 مليارات دولار لتحسين ظروف الأطفال وأسرهم حول العالم

نفَّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه وحتى الآن 3 آلاف و117 مشروعاً في 105 دول، بتكلفة تتجاوز 7 مليارات و113 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا رفعت «يوتيوب» أسعار «بريميوم» في أكثر من 15 دولة بما في ذلك السعودية (د.ب.أ)

معضلة «يوتيوب» تواجه المستخدمين... ارتفاع الأسعار أم الإعلانات غير اللائقة

وصل سعر الاشتراك الفردي إلى 26.99 ريال سعودي شهرياً، بينما ارتفع الاشتراك العائلي إلى 49.99 ريال.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
المشرق العربي طفلة فلسطينية تنظر إلى الأنقاض وسط الحرب المستمرة في خان يونس بغزة (رويترز)

عودة شلل الأطفال إلى غزة... كل ما عليك معرفته

أكدت السلطات الصحية في قطاع غزة تسجيل أول إصابة بشلل الأطفال منذ 25 عاماً هذا الشهر.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا يضطرّ أكثر من ألفيْ طفل إلى النوم في الشارع بفرنسا (أ.ف.ب)

«اليونيسف»: أكثر من ألفيْ طفل في شوارع فرنسا

يضطرّ أكثر من ألفيْ طفل إلى النوم في الشارع بفرنسا، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» بباريس، محذرة من عواقب «كارثية» لطفولة مشرَّدة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
إعلام مجلات الأطفال العربية... تحت اختبار الرقمنة

مجلات الأطفال العربية... تحت اختبار الرقمنة

أجيال عربية متلاحقة تحتفظ بذكريات من الانغماس في عوالم بديلة تكوّنت بين الصفحات الملوّنة لمجلات الأطفال المليئة بالقصص المشوّقة والصور المبهجة

إيمان مبروك (القاهرة)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
TT

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

كشفت دراسة بريطانية عن أنّ الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند بلوغهم سنّ السابعة.

وأشارت الدراسة التي قادتها جامعة أدنبره بالتعاون مع جامعتَي «نورثمبريا» و«أوكسفورد» إلى أهمية مراقبة تطوّر التنظيم العاطفي لدى الأطفال في مرحلة مبكرة من حياتهم، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Development and Psychopathology».

والتنظيم العاطفي لدى الأطفال هو القدرة على إدارة مشاعرهم بشكل مناسب، مثل التعبير الصحّي عن المشاعر والتحكُّم في الانفعالات القوية منها الغضب والحزن، ويساعدهم ذلك على التفاعل إيجابياً مع الآخرين والتكيُّف مع التحدّيات اليومية.

أمّا اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فهو حالة تؤثّر في قدرة الفرد على التركيز والتحكُّم في الانفعالات والسلوكيات، ويتميّز بصعوبة في الانتباه، وفرط النشاط، والاندفاعية، ويظهر في الطفولة وقد يستمر إلى البلوغ، مع عوامل وراثية وبيئية وعقلية تسهم في حدوثه.

وأوضح الباحثون أنّ دراستهم الجديدة تُعدّ من أوائل البحوث التي تستكشف العلاقة بين أنماط تنظيم المشاعر في المراحل المبكرة من الطفولة والصحّة النفسية في مرحلة المدرسة. فقد حلّلوا بيانات نحو 19 ألف طفل وُلدوا بين عامي 2000 و2002. واستندت الدراسة إلى استبيانات ومقابلات مع أولياء الأمور لتقويم سلوكيات الأطفال الاجتماعية وقدرتهم على تنظيم مشاعرهم.

واستخدموا تقنيات إحصائية لفحص العلاقة بين مشكلات المشاعر والسلوك وأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند سنّ السابعة.

وتوصل الباحثون إلى أنّ الأطفال الذين يُظهرون استجابات عاطفية شديدة ويتأخرون في تطوير القدرة على تنظيم مشاعرهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والمشكلات السلوكية والانطوائية، مثل القلق والحزن.

وأظهرت النتائج أنّ هذه العلاقة تنطبق على الجنسين، حتى بعد أخذ عوامل أخرى في الحسبان، مثل وجود مشكلات نفسية أو عصبية مسبقة.

وقالت الدكتورة آجا موراي، من كلية الفلسفة وعلم النفس وعلوم اللغة بجامعة أدنبره، والباحثة الرئيسية للدراسة: «تُكتَسب مهارات تنظيم المشاعر في سنّ مبكرة وتزداد قوة تدريجياً مع الوقت، لكنّ الأطفال يختلفون في سرعة اكتساب هذه المهارات، وقد يشير التأخُّر في هذا التطوّر إلى احتمال وجود مشكلات نفسية أو عصبية».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «تشير نتائجنا إلى أنّ مراقبة مسارات تطوُّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال يمكن أن تساعد في تحديد مَن هم أكثر عرضة للمشكلات النفسية في المستقبل».

ويأمل الباحثون أن تُسهم هذه النتائج في تطوير برامج وقائية تستهدف الأطفال في المراحل المبكرة من حياتهم، لتقليل احتمالات تعرّضهم لمشكلات نفسية وسلوكية عند الكبر.