التلقيح في أميركا الجنوبية... «ذوو النفوذ» يتلقون جرعات إضافية والمرضى يموتون

ممرضة تعتني بمصاب بـ«كورونا» بمستشفى في ساو باولو البرازيلية (أرشيفية - رويترز)
ممرضة تعتني بمصاب بـ«كورونا» بمستشفى في ساو باولو البرازيلية (أرشيفية - رويترز)
TT

التلقيح في أميركا الجنوبية... «ذوو النفوذ» يتلقون جرعات إضافية والمرضى يموتون

ممرضة تعتني بمصاب بـ«كورونا» بمستشفى في ساو باولو البرازيلية (أرشيفية - رويترز)
ممرضة تعتني بمصاب بـ«كورونا» بمستشفى في ساو باولو البرازيلية (أرشيفية - رويترز)

تحول الأمل الذي جلبه وصول شحنات من اللقاحات المضادات لـ«كورونا» لسكان أميركا الجنوبية، إلى غضب واسع بعد اكتشاف فساد ومحسوبية في حملات التلقيح، والذي دفع عدداً من الوزراء لتقديم استقالاتهم وتقويض ثقة السلطات الحاكمة.
وشملت عملية التلقيح في هذه الدول مخالفات واسعة بعد تخصيص المسؤولين اللقاحات لأسرهم والأثرياء وأصحاب النفوذ السياسي ممن يتمتعون بهم بصلات وثيقة بعيداً عن الفئات المستحقة للتلقيح سواء الأطباء أو كبار السن، بحسب ما نقلته صحيفة «النيويورك تايمز» الأميركية.
على سبيل المثال، عمد نائب وزير الصحة في بيرو لتلقيحه مع زوجته وشقيقته وطفلين وابن أخ وابنة أخته بجرعات إضافية لزيادة مناعتهم، بينما أرسل وزير الصحة الإكوادوري جرعات من دفعة اللقاح الأولى في البلاد، والتي قالت الحكومة إنها مخصصة للقطاع العام، إلى دار رعاية خاصة فاخرة حيث تعيش والدته.
وكشف طبيب، الذي أجرى أول تجربة للقاح في بيرو، بتلقيح ما يقرب من 250 سياسياً وأقاربهم، بالإضافة إلى مديري الجامعات والمتدربين وغيرهم، بجرعات إضافية غير معلنة، موضحاً أن البعض منهم تلقوا ثلاث جرعات في محاولة لزيادة مناعتهم.
وكافحت أميركا الجنوبية، كحال المناطق النامية الأخرى، للحصول على جرعات كافية من اللقاح بعد شراء الدول الغنية معظم الإمدادات المتاحة.
واستقال وزراء الصحة في بيرو والأرجنتين، بعد اكتشاف مخالفات واسعة في عمليات التلقيح ومنح أفضلية للأثرياء وبعض الشخصيات السياسية وأسرهم ؛ بينما يخضع وزير الصحة الإكوادوري لمحاكمة وتحقيق جنائي بالتهمة نفسها.
كما طلب المدعون في البرازيل القبض على عمدة ماناوس، المدينة الشمالية التي دمرتها موجتان من فيروس كورونا، للاشتباه في منح عدد من أصدقائه حق الوصول التفضيلي للقاح.
واحتج الأطباء والممرضات في بيرو الأسبوع الماضي خارج المستشفيات للمطالبة بلقاحات مع تزايد فضيحة الكسب غير المشروع للقاحات في البلاد.
من جانبه، قال روبرت كامبوس (67 عاماً)، وهو طبيب في ليما عاصمة بيرو «المسؤولون قاموا بتطعيم جميع أصدقائهم الصغار في السن في الوقت الذي كان المرضى يموتون فيه». وضربت الموجة الثانية من حالات فيروس كورونا نظام الرعاية الصحية المنهك أصلاً في دول أميركا الجنوبية؛ مما جعل كثيراً من المستشفيات على شفا الانهيار.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».