أوروبا قلقة والولايات المتحدة مرتاحة لتقدم حملة التطعيم فيها

ممرضة أميركية تحقن رجل إطفاء بلقاح «موديرنا» ضد «كوفيد - 19» في مستشفى بولاية ماساتشوستس (أ.ف.ب)
ممرضة أميركية تحقن رجل إطفاء بلقاح «موديرنا» ضد «كوفيد - 19» في مستشفى بولاية ماساتشوستس (أ.ف.ب)
TT

أوروبا قلقة والولايات المتحدة مرتاحة لتقدم حملة التطعيم فيها

ممرضة أميركية تحقن رجل إطفاء بلقاح «موديرنا» ضد «كوفيد - 19» في مستشفى بولاية ماساتشوستس (أ.ف.ب)
ممرضة أميركية تحقن رجل إطفاء بلقاح «موديرنا» ضد «كوفيد - 19» في مستشفى بولاية ماساتشوستس (أ.ف.ب)

أكدت الولايات المتحدة، أمس (الخميس)، أن حملتها للتلقيح ضد فيروس كورونا «تقدمت أسابيع عدة» على المهل المحددة، بينما حذر رئيس المجلس الأوروبي من أن «الأسابيع القليلة المقبلة ستظل صعبة في مجال اللقاحات»، عشية اجتماع لمجموعة العشرين يفترض أن يركز الجمعة على عدم المساواة في توزيع اللقاحات بين الدول الغنية والفقيرة.
ومع بلوغ عدد الوفيات بـ«كوفيد - 19» في العالم رسمياً 2.5 مليون منذ بداية تفشي الوباء، دعا القادة الأوروبيون إلى «الإبقاء على قيود مشددة» وتسريع حملات التطعيم للتعامل مع «التحديات الإضافية» التي يشكلها انتشار المزيد من الطفرات المعدية، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال رؤساء دول وحكومات البلدان الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في ختام قمة عبر الفيديو، إن «الوضع الوبائي يبقى خطيراً والمتحورات الجديدة تشكل تحديات إضافية. لذلك؛ يجب علينا الحفاظ على قيود صارمة أثناء تكثيف جهودنا لتسريع شحنات اللقاحات».
حذر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال من أن «الأسابيع القليلة المقبلة» ستبقى «صعبة في مجال التطعيم». ومع ذلك، صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بأنها «متفائلة» في تحقيق هدفها المتمثل في تطعيم 70 في المائة من سكان الاتحاد الأوروبي البالغين بحلول «نهاية الصيف»، وذلك بفضل الزيادة الحادة المتوقعة في شحنات المختبرات.
من جهة أخرى، عبر رئيس مختبر «أسترازينيكا» في جلسة استجواب في البرلمان الأوروبي، عن «تفاؤله» بقدرة المجموعة على التعويض في الربع الثاني من العام عن تأخرها في تسليم اللقاحات المضادة لـ«كوفيد» إلى الاتحاد الأوروبي بفضل زيادة الإنتاج. وكانت «أسترازينيكا» أعلنت في نهاية يناير (كانون الثاني) تقديم أربعين مليون جرعة فقط إلى الدول الـ27 في الربع الأول، من أصل 120 مليوناً كانت قد وعدت بها في البداية، بسبب صعوبات التصنيع في مصنع بلجيكي.
بعد ساعات قليلة، عبّر الرئيس بايدن عن ارتياحه لأن الولايات المتحدة «متقدمة أسابيع عدة» على المهل المحددة في برنامج التطعيم. كان قد وعد عندما تولى منصبه بإعطاء مائة مليون جرعة خلال مائة يوم.
وقال بايدن «أنا هنا اليوم لأقول إننا وصلنا إلى منتصف الطريق بخمسين مليون جرعة في 37 يوماً فقط منذ أن أصبحت رئيساً». وأضاف «هذا يتقدم على البرنامج بأسابيع عدة». إلا أن بايدن أكد أيضاً، أن «هذا ليس الوقت المناسب لخفض الحذر»، داعياً الأميركيين إلى مواصلة احترام إجراءات الوقاية.
في الوقت نفسه، ستقوم لجنة خبراء الجمعة بفحص سيتم التحقق من لقاح «كوفيد - 19» الذي تنتجه مجموعة «جونسون آند جونسون» لإبداء رأيها، وإن كان استشارياً، الذي يعد شرطاً للترخيص لهذا اللقاح الثالث في الولايات المتحدة.
وستبث مناقشات هذه اللجنة مباشرة على الإنترنت طوال نهار الجمعة كما حصل لمنح التراخيص للقاحي «فايزر- بايونتيك» و«موديرنا». وحثت واشنطن دول مجموعة العشرين، الخميس، على إطلاق حملة تطعيم عالمية ومنسقة حقيقية لمنع تخلف الدول الفقيرة عن الركب الذي قد يؤدي إلى إبطاء التعافي الاقتصادي العالمي.
من جهتها، أكدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في خطاب نُشر بمناسبة اجتماع وزراء المال في مجموعة العشرين الجمعة، أن «احتواء الوباء في العالم ضروري لتحقيق انتعاش اقتصادي قوي». دعا مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هانز كلوغ إلى سماع أصوات الأشخاص الذين يعانون من الأعراض لفترة طويلة. وأكد كلوغ خلال مؤتمر صحافي أن قضية «(كوفيد) طويل الأمد» هي «أولوية واضحة لمنظمة الصحة العالمية، وذات أهمية قصوى، ويجب أن تكون كذلك لدى جميع السلطات الصحية».
وأعرب عن أسفه لأن هذه الأعراض طويلة الأمد غالباً ما تواجه «بعدم الفهم». ويأتي طلبه بينما تركز السلطات الصحية على حملات التطعيم لمحاولة كبح الوباء. ويفترض أن تطلق كل من هونغ كونغ وكوريا الجنوبية حملة التطعيم الجمعة.
وأعلنت كوبا، أن لديها لقاحين مرشحين أثارا «استجابة مناعية قوية»، وسيخضعان للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية التي تبدأ في مارس.
في فرنسا، أعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس، أن «نحو نصف المصابين بـ(كوفيد)» هم مصابون بالمتحور الإنجليزي لـ«كورونا»، وهو الأشد عدوى؛ ما يثير مخاوف من انفجار وبائي. وأعلن أنه تم وضع عشرين منطقة تحت «مراقبة معززة» بسبب انتشار أكبر للوباء ويمكن أن تفرض فيها إجراءات حجر محلية اعتباراً من عطلة نهاية الأسبوع في السادس من مارس (آذار) إذا استمر تراجع الوضع.
من جهة أخرى، قررت باريس وبرلين الخميس فرض إجراء فحوص للعاملين عبر الحدود بين إدارة موزيل الفرنسية والمناطق الألمانية المجاورة. واتفق البلدان في هذه الحالة على تجنب اللجوء إلى إغلاق الحدود بضوابط صارمة خلافا لما فعلته ألمانيا مع جمهورية التشيك ومنطقة تيرول النمساوية.
والوضع في بريطانيا يتحسن. وقررت السلطات الصحية البريطانية الخميس خفض مستوى التأهب المتعلق بوباء «كوفيد – 19» مع «تراجع» خطر تجاوز قدرة المستشفيات في هذا البلد الذي يخضع لإجراءات حجر مشددة منذ مطلع يناير.
وقال رؤساء الإدارات الطبية في المقاطعات الأربع التي تتألف منها المملكة المتحدة (إنجلترا، واسكوتلندا، وويلز، وآيرلندا الشمالية)، إنه تم تخفيض مستوى التأهب من الدرجة الخامسة إلى الدرجة الرابعة. وقد شجعت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية مواطنيها على تلقي اللقاح موضحة أن الزرقة لم «تؤذها على الإطلاق” وأنه كانت «تفكر في الآخرين». وقالت الملكة البالغة من العمر 94 عاماً، إنها شعرت «بالحماية» بعد تلقيحها في يناير مثل زوجها الأمير فيليب (99 عاماً).
أدانت البوسنة التأخير في تسليم لقاح «كوفيد» بموجب آلية «كوفاكس» التابعة للأمم المتحدة، بينما يتفاقم الوباء في هذه الدولة الفقيرة الواقعة في منطقة البلقان ولم تتلق سوى قدر ضئيل من الجرعات. وفي البرازيل، تجاوز عدد الوفيات عتبة الـ250 ألفاً بعد عام على تسجيل أول إصابة في الدولة العملاقة في أميركا اللاتينية التي تواجه موجة ثانية من الجائحة وتجري حملة التطعيم فيها ببطء.
في هولندا، حذر العاملون في مجال الجنس الخميس من أنهم سيتظاهرون أمام البرلمان الأسبوع المقبل للتنديد باستمرار إغلاق بيوت الدعارة، بينما قررت المطاعم والمقاهي أن تعيد فتح أبوابها من دون إذن. من جانبها بدأت بنغلاديش في إعطاء جرعات من لقاح «كوفيد - 19» للعاملين في أكبر منطقة للدعارة في هذا البلد تعيش فيها نحو 1900 مومس.
وأخيراً، ذكرت وسائل إعلام يابانية الجمعة، أن اليابان وقبل خمسة أشهر من دورة الألعاب الأولمبية، قررت رفع حالة التأهب المرتبطة بالوباء في ست مناطق مع تباطؤ انتشار الفيروس. وتطبق حال الطوارئ حالياً في عشر إدارات، لكنها أقل صرامة من تلك المفروضة في أماكن أخرى في العالم.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.