«السودة للتطوير»... مشروع يقفز بميزات طبيعة المنطقة السياحية إلى العالمية

مختصون لـ «الشرق الأوسط» : الشركة الجديدة ستنعش قطاعات العقار والتشييد والبناء والتجزئة والسياحة

يُتوقع أن يساهم مشروع السودة في جعل المنطقة وجهة سياحية فاخرة (الشرق الأوسط)
يُتوقع أن يساهم مشروع السودة في جعل المنطقة وجهة سياحية فاخرة (الشرق الأوسط)
TT

«السودة للتطوير»... مشروع يقفز بميزات طبيعة المنطقة السياحية إلى العالمية

يُتوقع أن يساهم مشروع السودة في جعل المنطقة وجهة سياحية فاخرة (الشرق الأوسط)
يُتوقع أن يساهم مشروع السودة في جعل المنطقة وجهة سياحية فاخرة (الشرق الأوسط)

في الوقت الذي أعلن فيه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، عن إطلاق شركة السودة للتطوير، في منطقة عسير، أول من أمس، باستثمارات متوقَّعة تتجاوز قيمتها 11 مليار ريال (2.9 مليار دولار)، يرى مختصون أن المشروع يمثل تنوعاً لمشروعات التنمية الحضرية وتفعيلاً لاستثمار تضاريس البلاد المختلفة، مشيرين إلى أن الشركة الجديدة ستنعش قطاعات عدة في المنطقة أهمها العقار والتشييد والبناء والتجزئة، فضلاً عن المستهدف الرئيسي المرتكز في تطوير السياحة، إضافة إلى توفير فنادق فاخرة تنسجم مع طموح وتطلعات الزوار في الفترة المقبلة.
وأوضح وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، أن دعم ولي العهد يتواصل في قطاع السياحة وتنويع خيارات السائح، وقد تجلى ذلك من خلال المشروعات الكبرى التي يجري بناؤها في البحر الأحمر لإثراء سياحة الشمس والبحر، واليوم يعزز السياحة الجبلية بإطلاق مشروع شركة السودة للتطوير.
من ناحيته، قال عجلان العجلان رئيس مجلس الغرف السعودية، إن إعلان إطلاق الشركة باستثمارات تتجاوز قيمتها 11 مليار ريال يشكل استثماراً استراتيجياً للمزايا النسبية التي تتمتع بها المنطقة، وبما ينعكس على توفير وتطوير الخدمات السياحية، ونمو فرص مشاريع ريادة الأعمال، وخلق مزيد من الوظائف.
من جانبه، أكد نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض رئيس لجنة السياحة نايف الراجحي لـ«الشرق الأوسط»، أن المملكة تمتلك جميع مقومات النجاح السياحي، نظراً لاختلاف تضاريس مناطقها المتنوعة التي تناسب وتنسجم مع متطلبات كل الفئات المجتمعية، مبيناً أن إطلاق ولي العهد لشركة السودة للتطوير والاستثمار في البنية التحتية سيجعل من المنطقة وجهة سياحية جبلية فاخرة تتميز بثقافتها الأصيلة وتراثها الفريد وطبيعتها الساحرة.
وأفاد الراجحي بأن المشروع سيوفر آلاف من الوظائف المباشرة وغير المباشرة لتمكين المواطنين من الدخول في سوق العمل، مما يقلل من نسبة البطالة، ويفتح العديد من الفرص للشركات المتخصصة في القطاع وخدمات الضيافة والترفيه بشتى اختصاصاتها، مؤكداً في الوقت ذاته أن المنطقة تحتاج إلى المشاريع الفندقية لاستقبال السياح من جميع أرجاء المملكة وخارجها تحقيقاً لرؤية السعودية في هذا الجانب.
وتابع نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض أن لجنة السياحة تعمل على إعداد ورش عمل ولقاءات مع المهتمين بالقطاع من أجل تمكين الشركات والمؤسسات المحلية للمشاركة في المشاريع التنموية الكبرى بما يتواكب مع طموح وتطلعات الدولة لتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية.
من جهته، شدد مهيدب المهيدب، المدير العام لشركة الصرح للسفر والسياحة لـ«الشرق الأوسط»، على أهمية تنويع الخيارات أمام السائح السعودي والعربي، وكذلك الأجنبي من منتجعات على البحر والمناطق الصحراوية، علاوة على تحويل منطقة السودة ورجال ألمع إلى وجهة جبلية سياحية جديدة ستطور القطاع للمضي نحو أهدافها.
وأضاف المهيدب أن قيمة السياحة الحقيقية في تأثيرها غير المباشر عندما تنتعش السياحة في أي وجهة تنشط العديد من القطاعات، منها التعليم والصحة والخدمات المختلفة الأخرى، فضلاً عن خلق الوظائف التي تحسن من الظروف المعيشية للسكان ومستوى الدخل، مؤكداً أن طبيعة المناطق الجبلية في جنوب المملكة تتمتع بجاذبية عالية على المستويين المحلي والدولي لجذب الملايين من الزوار بحلول عام 2030.
وأفاد بأن السياحة تُعتبر فرصة لأبناء المنطقة لإيجاد فرص العمل في فترات الذروة، موضحاً أن 80 في المائة من الزوار يبحثون عن فنادق ذات الخمس نجوم، وبالتالي من المهم أن يركز مشروع الشركة على توفير مشاريع كبرى في الإيواء السياحي، مؤكداً أن جنوب المملكة يمتاز بأجواء مختلفة ودرجة حرارة في الصيف تتراوح ما بين 22 و28 درجة خلال موسم الصيف، وهذه الميزة تنافس الدول الأوروبية في الوقت الراهن مع التغيرات المناخية التي تشهدها الكرة الأرضية.
واستطرد المهيدب: «نأمل أن يركز المشروع على توفير البنية التحتية المتكاملة وإقامة الفنادق الفاخرة ومناطق ترفيهية للأطفال وحدائق مخصصة للحيوانات وأسواق منافسة ومطاعم ومقاهٍ على مستوى راقٍ، ويجب وضع أسطول متكامل للطائرات لتوفير أكبر قدر من المقاعد الجوية إلى عسير لتتواكب مع منظومة المشروع».


مقالات ذات صلة

وزراء في «ملتقى الميزانية» يؤكدون على مرونة الاقتصاد السعودي

الاقتصاد وزيرا المالية والاقتصاد والتخطيط في أولى الجلسات الحوارية في «ملتقى الميزانية لعام 2025» (واس) play-circle 00:28

وزراء في «ملتقى الميزانية» يؤكدون على مرونة الاقتصاد السعودي

شدَّد وزراء سعوديون على استمرارية النجاح في تنفيذ «رؤية 2030»، وقدرة الاقتصاد السعودي على مواجهة التحديات وتحقيق التنوع، مؤكدين على المرونة التي يتمتع بها.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد جلسات علمية و11 ورقة عمل في اليوم الثاني من مؤتمر الابتكار في استدامة المياه (الشرق الأوسط)

رئيسة «إيرث كابيتال»: السعودية تستثمر في التقنيات لتلبية احتياجاتها المائية

أكدت الرئيسة التنفيذية لـ«إيرث كابيتال» أن السعودية إحدى الدول التي تواجه تحديات مائية ضخمة، إلا أنها تلعب دوراً ريادياً في مواجهة هذه الأزمة.

أسماء الغابري (جدة)
الاقتصاد مساعد وزير الاستثمار يتحدث إلى الحضور (الشرق الأوسط)

السعودية تُجري 800 إصلاح لتعزيز البيئة الاستثمارية

أكد مساعد وزير الاستثمار، الرئيس التنفيذي لهيئة تسويق الاستثمار، المهندس إبراهيم المبارك، أن السعودية تشهد تحولًا سريعاً لم تشهده أي دولة في العالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي يتحدث إلى الحضور في ملتقى «ميزانية 2025» (الشرق الأوسط)

انخفاض تكلفة إنتاج المياه بالسعودية 50 % وخطط لمشاريع بـ15.4 مليار دولار

أكد نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي أن ما حققته المملكة بمحطات إنتاج المياه المحلاة خلال 8 أعوام يعادل ما تم تحقيقه في 4 عقود ماضية

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من الجلسة الحوارية في «ملتقى ميزانية 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)

الخطيب: 5 % نسبة مساهمة السياحة في الاقتصاد السعودي

قال وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب إن القطاع السياحي حقق تقدماً كبيراً حيث ارتفعت مساهمته في الاقتصاد إلى 5 % بنهاية العام الماضي

«الشرق الأوسط» (الرياض)

طلبات إعانات البطالة تتراجع في الولايات المتحدة

آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)
آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)
TT

طلبات إعانات البطالة تتراجع في الولايات المتحدة

آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)
آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي، لكن العديد من العمال المسرحين ما زالوا يعانون من فترات طويلة من البطالة، ما يبقي الباب مفتوحاً أمام إمكانية خفض أسعار الفائدة مرة أخرى من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول).

وأفادت وزارة العمل، يوم الأربعاء، بأن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة في الولايات المتحدة تراجعت بمقدار ألفي طلب، ليصل العدد إلى 213 ألف طلب معدلة موسمياً للأسبوع المنتهي في 23 نوفمبر (تشرين الثاني). وتم نشر التقرير في وقت مبكر هذا الأسبوع بسبب عطلة عيد الشكر يوم الخميس.

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 216 ألف طلب للأسبوع الأخير. وقد انخفضت الطلبات عن أعلى مستوى لها في عام ونصف العام، سُجل في أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، وكان نتيجة للأعاصير والإضرابات في شركة «بوينغ» وشركات الطيران الأخرى. وهي الآن عند مستويات تشير إلى انخفاض معدلات التسريح من العمل وانتعاش التوظيف في نوفمبر. ففي أكتوبر، أدت العواصف والإضراب الذي استمر 7 أسابيع في شركة «بوينغ» إلى تقليص الزيادة في الوظائف غير الزراعية إلى 12 ألف وظيفة فقط.

وعلى الرغم من التوقعات بانتعاش في الوظائف، من المرجح أن يبقى معدل البطالة ثابتاً أو حتى يرتفع هذا الشهر. فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدة، وهو مقياس غير مباشر للتوظيف، بمقدار 9 آلاف ليصل إلى 1.907 مليون شخص وفق بيانات معدلة موسمياً في الأسبوع المنتهي في 16 نوفمبر، وفقاً لتقرير طلبات البطالة.

وتشير بيانات الطلبات المستمرة المرتفعة إلى أن العديد من العمال المسرحين يجدون صعوبة في العثور على وظائف جديدة. وتغطي هذه البيانات الفترة التي يتم خلالها مسح الأسر لمعدل البطالة لشهر نوفمبر. وقد ظل معدل البطالة ثابتاً عند 4.1 في المائة لمدة شهرين متتاليين. وسيكون تقرير التوظيف لشهر نوفمبر أمراً حاسماً في تحديد قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في منتصف ديسمبر.

ويرى معظم الاقتصاديين أن خفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل أمر غير مؤكد في ظل إشارات تباطؤ انخفاض التضخم.

وأظهرت محاضر اجتماع السياسة الفيدرالية في 6 - 7 نوفمبر، التي نُشرت يوم الثلاثاء، أن المسؤولين بدا أنهم منقسمون بشأن مدى الحاجة إلى مواصلة خفض الأسعار. وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفض تكاليف الاقتراض بمقدار 25 نقطة أساس في وقت سابق من هذا الشهر، ما أدى إلى خفض سعر الفائدة القياسي إلى نطاق 4.50 - 4.75 في المائة.

وبدأ البنك المركزي الأميركي في تخفيف السياسة النقدية منذ سبتمبر (أيلول) بعد أن رفع أسعار الفائدة في عامي 2022 و2023 لمكافحة التضخم.