الجيش اليمني يقترب من مشارف الحزم ويكسر هجمات حوثية في مأرب

قوات من الجيش اليمني (ارشيف - أ.ف.ب)
قوات من الجيش اليمني (ارشيف - أ.ف.ب)
TT

الجيش اليمني يقترب من مشارف الحزم ويكسر هجمات حوثية في مأرب

قوات من الجيش اليمني (ارشيف - أ.ف.ب)
قوات من الجيش اليمني (ارشيف - أ.ف.ب)

في تحول نوعي، حرر الجيش اليمني منطقة الجدافر الاستراتيجية شرق مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، وبات على تخومها في طريقه لدحر الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران، وذلك بالتزامن مع استعادته قرية «الزور» في مديرية صرواح غرب مأرب، وصده هجمات انتحارية رافقها إسقاط 4 مسيرات حوثية.
وفي هذا السياق أفادت المصادر العسكرية الرسمية أمس (الخميس) بأن الميليشيا الحوثية المتمردة المدعومة من إيران، تكدبت الخميس، خسائر بشرية كبيرة، بنيران الجيش، في مختلف جبهات غرب مأرب.
ونقلت المصادر أن القوات الحكومية شنت هجوما مباغتا على مواقع تمركز الميليشيا الحوثية، في جبهة صرواح، تمكنت خلاله من تحرير عدد من المواقع، بما فيها قرية «الزور» كما استهدفت بالمدفعية تجمعات وتعزيزات للجماعة غرب الجبهة ذاتها، وأوقعت قتلى وجرحى حوثيين.
وأحبطت قوات الجيش اليمني - بحسب المصادر - هجوما للميليشيا الحوثية، في الأطراف الشمالية الغربية لمحافظة مأرب، وأجبرتها على التراجع، بعد أن كبدتها خسائر بشرية، في حين تمكنت في جبهة الكسارة من إسقاط ثلاث طائرات مسيرة مفخخة أطلقتها الميليشيا، بهدف استهداف أحياء سكنية في المحافظة.
وأضافت المصادر أن قوات الجيش كسرت هجمتين انتحاريتين، شنتهما الميليشيا الحوثية المتمردة، في جبهات نهم شرق صنعاء، وجبهات شمال غربي وجنوب مأرب.
ففي جبهة الجدعان، نهم - بحسب الإعلام العسكري - تمكن الجيش والمقاومة من كسر هجوم للميليشيا، حاولت التقدم من خلاله إلى مواقع الجيش في منطقة محزام ماس وسائلة المخدرة.
ونقل موقع الجيش عن مصدر ميداني قوله إن المواجهات استمرت لساعات، تكبدت فيها الميليشيا الحوثية الانقلابية خسائر كبيرة، إذ سقط 17 عنصراً كما تمكن الجيش من إحراق وتدمير 4 آليات عسكرية.
وفيما نفذ طيران تحالف دعم الشرعية أثناء المعارك غارتين جويتين استهدفتا تجمعات وعربات قتالية تابعة للميليشيا في وادي الضيق، كانت في طريقها إلى الجبهة ذاتها، أوضحت المصادر أن قوات الجيش كسرت هجوماً آخر للميليشيا الحوثية، في جبهة حيد آل أحمد في مديرية رحبة جنوب مأرب.
وأفاد قائد جبهة جبل مراد العميد الركن، حسين الحليسي في تصريحات رسمية بأن عناصر الجيش تمكنوا من دحر عناصر الميليشيا بعد محاولتهم التسلل إلى بعض مواقع الجيش في جبهة حيد آل أحمد في مديرية رحبة.
وأكد العميد الحليسي أن الميليشيات فشلت في تحقيق أي تقدم، وأنها تكبدت عشرات القتلى والجرحى بنيران الجيش والمقاومة، حيث تعود الحشود والأنساق البشرية، التي تزج بها الميليشيا الحوثية في مديرية رحبة جثثاً هامدة.
وفي محافظة الجوف المجاورة التي تشهد تسارعا في تقدم الجيش اليمني أكد اللواء أمين الوائلي قائد المنطقة العسكرية السادسة أن قواته مسنودة بالمقاومة الشعبية حررت منطقة الجدافر الاستراتيجية بالكامل، وأصبحت على مشارف مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف.
وأوضح اللواء الوائلي بحسب المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، أن «معنويات أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في أعلى المستويات ولم يسبق لها مثيل وكل يوم تزداد معنوياتهم». لافتاً إلى استعداد «أبطال الجيش مواصلة التقدم وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية».
وتابع «معسكر اللبنات الاستراتيجي أصبح خلف قوات الجيش الوطني بعد أن تقدمت شمالاً، وأصبحت موازية لمنطقة اللبنات العليا، وباتت قوات الجيش الوطني على مشارف مدينة الحزم عاصمة الجوف».
وفي الوقت الذي أعلن فيه الجيش اليمني يوم أمس إسقاط طائرة مفخخة أطلقتها ميليشيات الحوثي في جبهة النضود شرق مدينة الحزم، شدد العميد أحمد الأشول مدير دائرة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة اليمنية على أن قوات الجيش تقف اليوم على مشارف مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، وأن ما يبثه العدو يعد دعاية زائفة وأكاذيب يضلل من خلالها البسطاء ويحشدهم إلى محارق الموت. بحسب تعبيره.
وحذر الأشول من أن «الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران تستقطب المشايخ والوجهاء والأعيان لمساندتها أثناء انقلابها وحربها على الدولة، ثم تقوم بتصفيتهم متى ما استغنت عن خدماتهم في غمضة عين». يشار إلى أن الميليشيات الحوثية الانقلابية تشن بتوجيهات إيرانية هجوماً مكثفاً على محافظة مأرب منذ أسابيع فشلت خلاله في تحقيق أي تقدم بعد تصدي الجيش اليمني والمقاومة الشعبية لها.
ودعا المبعوثان الأممي والأميركي لليمن إلى جانب الاتحاد الأوروبي الميليشيات الحوثية إلى وقف الهجوم على مأرب التي تحتضن أكثر من 2 مليون نازح من أبناء اليمن الفارين من هذه الميليشيات.
ويعتقد محللون أن الميليشيات الحوثية تحاول كسب المزيد من الأراضي قبل البدء في مشاورات سياسية مرتقبة في ظل الجهود الدولية المكثفة لإنهاء الصراع في اليمن. إلا أن ذلك - وفقاً لمصادر دبلوماسية - يمثل استغلالاً سيئاً وزيادة لمعاناة الشعب اليمني.
وتقول الحكومة اليمنية إنها ماضية في تحرير كافة الأراضي من قبضة الجماعة الحوثية التي يديرها قادة الحرس الثوري الإيراني وعلى رأسهم حسن إيرلو.
كما تتهم الشرعية الجماعة الانقلابية بأنها «لم تحترم أي اتفاقات أو دعوات للسلام من المجتمع الدولي، وأنها لا تفهم سوى لغة القوة، وهو ما يحتم على الجيش الاستمرار في مهامه لاستعادة الدولة والقضاء على الانقلاب».


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.