ألمانيا تجتاز 2020 بثاني أكبر عجز مالي منذ توحيدها

اقتصادها ينمو 0.3 % خلال الربع الأخير من العام الماضي

ألمانيا تجتاز 2020 بثاني أكبر عجز مالي منذ توحيدها
TT

ألمانيا تجتاز 2020 بثاني أكبر عجز مالي منذ توحيدها

ألمانيا تجتاز 2020 بثاني أكبر عجز مالي منذ توحيدها

بلغ عجز الميزانية في ألمانيا خلال العام الماضي 4.2 في المائة، وهو ثاني أعلى عجز منذ توحيدها، ولم يتجاوزه سوى العجز القياسي عام 1995، عندما دُمجت ديون «مؤسسة الوصاية» المعنية بإعادة تنشيط مؤسسات ألمانيا الشرقية، في الميزانية الحكومية العامة.
ووفق بيانات رسمية من «مكتب الإحصاء الاتحادي» في ألمانيا، فإن الحكومة الاتحادية والولايات والمحليات والتأمينات الاجتماعية سجلت عجزاً مالياً بلغ إجماليه 139.6 مليار يورو العام الماضي. بينما كانت تقديرات سابقة تشير إلى أن قيمة العجز بلغت 158.2 مليار يورو.
وأجبرت أزمة «كورونا» الدول على مزيد من الاستدانة لتغطية احتياجاتها المالية، في ظل توقف مصانع وشركات عن العمل، مما أدى إلى انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 4.9 في المائة خلال عام 2020، ليعدل «المكتب» بذلك تقديراته التي أشارت من قبل إلى أن نسبة الانكماش بلغت 5 في المائة.
ورغم إعادة فرض قيود على الحياة العامة بسبب جائحة «كورونا»، فإن الاقتصاد الألماني سجل نمواً في الربع الأخير من عام 2020 بنسبة 0.3 في المائة مقارنة بالربع السابق له، حسبما أعلن «مكتب الإحصاء الاتحادي»، الأربعاء، في فيسبادن.
وكانت تقديرات أولية لـ«المكتب» تشير إلى أن النمو الاقتصادي في الربع الأخير من عام 2020 بلغت نسبته 0.1 في المائة.
وبحسب البيانات، انخفضت الإيرادات الضريبية بشكل كبير، أيضاً بسبب خفض ضريبة القيمة المضافة لمدة 6 أشهر منذ 1 يوليو (تموز) الماضي لتحفيز الاستهلاك الخاص.
ولا تواجه ألمانيا مشكلات مع الاتحاد الأوروبي بسبب العجز. فبسبب أزمة «كورونا»، علقت دول الاتحاد الأوروبي العمل بقواعد «ميثاق الاستقرار والنمو» للمرة الأولى، التي بموجبها يجب ألا يتجاوز عجز الموازنة 3 في المائة وألا يتجاوز إجمالي الدين العام 60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وذكر «المكتب» أن صادرات السلع واستثمارات البناء دعمت التطور الإيجابي للاقتصاد في ألمانيا خلال الربع الأخير من العام الماضي، بينما تراجع الإنفاق الاستهلاكي الخاص بنسبة 3.3 في المائة مقارنة بالربع الثالث من عام 2020.
وفي موجة «كورونا» الأولى في الربيع الماضي، سجل الاقتصاد الألماني انكماشاً تاريخياً، أعقبه تعاف في الصيف. ثم أدى الإغلاق الثاني إلى إضعاف التعافي.
ويتوقع خبراء الاقتصاد والحكومة الألمانية أن يستعيد الاقتصاد الألماني زخمه هذا العام. ومع ذلك، فإنه من المتوقع أن يتقلص الناتج الاقتصادي في الربع الأول من هذا العام بسبب الإغلاق الذي جرى تمديده حتى 7 مارس (آذار) المقبل. وبالنسبة للعام بأكمله، توقعت برلين مؤخراً نمواً اقتصادياً بنسبة 3 في المائة. وفي الخريف الماضي، توقعت الحكومة الألمانية زيادة بنسبة 4.4 في المائة.
ويرى خبراء الاقتصاد مخاطر من حدوث موجة «كورونا» ثالثة محتملة، حيث قال رئيس «مجلس حكماء الاقتصاد»، لارس فيلد، مؤخراً: «يمكن عمل كل أنواع الخطط، لكن إذا جاءت الموجة الثالثة، فسيكون الزمن قد عفا على هذه الخطط».
وتوقع «المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية (دي آي دبليو)»، الأربعاء، انكماش اقتصاد ألمانيا نحو 1.5 في المائة بداية العام، في ظل الضرر الكبير الذي تلحقه إجراءات العزل العام الرامية للحد من إصابات فيروس «كورونا» بأكبر اقتصاد في أوروبا.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».