«الصحة العالمية» تؤكد دعم ليبيا في مواجهة الوباء

إليزابيت هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في ليبيا (يسار) خلال زيارتها مستشفى سرت (المنظمة)
إليزابيت هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في ليبيا (يسار) خلال زيارتها مستشفى سرت (المنظمة)
TT

«الصحة العالمية» تؤكد دعم ليبيا في مواجهة الوباء

إليزابيت هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في ليبيا (يسار) خلال زيارتها مستشفى سرت (المنظمة)
إليزابيت هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في ليبيا (يسار) خلال زيارتها مستشفى سرت (المنظمة)

قالت إليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في ليبيا، إن المنظمة بدأت في إجراءات تزويد مستشفى «ابن سينا التعليمي» في سرت بالأكسجين، ضمن مساعي دعم البلاد لمواجهة «كوفيد - 19»، يأتي ذلك بينما بحثت اللجنة العلمية الاستشارية لمكافحة فيروس «كورونا» بغرب ليبيا في اجتماعها آخر المستجدات حول توفير اللقاح، والإجراءات التنظيمية لتوزيعه على مختلف المناطق.
وجاءت تصريحات هوف خلال زيارتها مستشفى سرت مساء أول من أمس، للوقوف على جاهزية المؤسسات الطبية في ليبيا، ووعدت حسب بيان أصدرته المنظمة، بأن الأخيرة ستدعم خدمات الطوارئ الإسعافية وبرامج التعليم الطبي، لتعزيز قدرات الطواقم الطبية، بالإضافة إلى الاستمرار في توفير مستلزمات الوقاية الشخصية من مرض «كوفيد - 19» ودعم إجراءات منع ومكافحة العدوى بالمستشفى.
وسجلت ليبيا 26 حالة وفاة أمس، موزعة على 8 مدن بينهم 17 في طرابلس، كما أظهرت النتائج التي أعلنها المركز الوطني لمكافحة الأمراض، وجود 561 عينة إيجابية، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية إلى 131262 إصابة، تعافى منهم 117991 وبلغت الوفيات 2151 حالة منذ ظهور الفيروس في البلاد.
وقالت اللجنة العلمية الاستشارية لمكافحة جائحة «كورونا» بغرب ليبيا، إنها تتواصل بشكل مستمر مع مجمع «كوفاكس» لتوفير المزيد من اللقاح المطلوب في أسرع وقت ممكن، مشيرة إلى أن «وزارة الخارجية تواصلت أيضاً مع عدد من الدول في إطار التعاون المشترك والسعي لتوفير اللقاح لأبناء شعبنا الكريم».
وفيما يتعلق بالعملية التعليمية في ظل الجائحة، أصدرت وزارة التعليم بحكومة «الوفاق» نموذجاً لأولياء الأمور، وذلك لإبداء رغبتهم في دراسة أبنائهم خارج المدرسة للعام الجاري؛ ووجه عادل جمعة وكيل الوزارة لشؤون الديوان والتعليم العام رسالة إلى مراقبي التعليم بتفعيل هذا الإقرار. ودعا جمعة إلى إحالة النموذج إلى المدارس للبدء في ملء البيانات لكل طالب لم يلتحق بمدرسته، «واعتبار مَن لم يلتزم بملء النموذج متغيباً عن الدراسة».
وفي السابع من الشهر الجاري، قال سليمان أبو سريويل، نائب رئيس اللجنة العلمية الاستشارية لمكافحة «كورونا» بغرب ليبيا، إن الدولة الليبية تعاقدت على توفير 2.8 مليون جرعة لقاح من أجل تطعيم 1.4 مواطن، على أن تتسلمها ليبيا نهاية الربع الأول من العام الجاري.
ولفت إلى أن اللجنة تعاقدت مع «كوفاكس» التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية من أجل توفير هذه الكمية من اللقاحات لليبيا، منوهاً إلى أن الفئة المستهدفة بالتطعيم «هي الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس وهم الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـ60 عاماً، ومن يعانون من أمراض مزمنة إضافة إلى الأطقم الطبية والمساعدة والتي تمثل خُمس سكان ليبيا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.