«نورد ستريم 2» يتأزم مع انسحاب 18 شركة أوروبية

TT

«نورد ستريم 2» يتأزم مع انسحاب 18 شركة أوروبية

انسحبت عدد من الشركات الأوروبية من مشروع خط أنابيب الغاز الواصل من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق (نورد ستريم2) قدّرتها وزارة الخارجية الأميركية بنحو 18 شركة، جراء العقوبات الأميركية.
وذكر تقرير قدمته وزارة الخارجية الأميركية إلى الكونغرس، وفق وكالة الأنباء الألمانية، أن مجموعة «زيوريخ أنشورانس غروب» للتأمين وشركة «بيلفنجر» للهندسة المدنية هما شركتان من بين شركات عديدة انسحبت من المشروع.
وأضاف التقرير، أن «المشاورات مع الحلفاء والشركاء مستمرة وتتزايد... وزارة الخارجية تتشاور على نطاق واسع مع الحكومات الأجنبية من خلال الاتصالات، والتواصل المستمر مع السفراء وممثلي الحكومات رفيعي المستوى في العواصم الأوروبية واللقاءات مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الأخرى ذات الصلة في واشنطن طوال فبراير (شباط) الحالي».
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إن خط الأنابيب الذي سينقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا الغربية عبر بحر البلطيق وألمانيا يهدد الأمن عبر المحيط الأطلسي من خلال زيادة اعتماد أوروبا على إمدادات الطاقة الروسية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس «(نورد ستريم2) والخط الثاني من (ترك ستريم) يهدفان لزيادة نفوذ روسيا على حلفائنا وشركائنا، ويقوضان الأمن عبر المحيط الأطلسي». وأضاف برايس، أن الولايات المتحدة ستواصل مراقبة عملية إنشاء خط الأنابيب، الذي يُعتقد أنها اكتملت بنسبة 90 في المائة.
وتابع برايس «سنراقب النشاط لإكمال خط الأنابيب أو التصديق عليه، وإذا حدث مثل هذا النشاط فسننظر في تطبيق عقوبات». وأضاف أن العقوبات هي واحدة من بين أدوات كثيرة متاحة لدى الولايات المتحدة.
ويتجاوز الخط الجديد الأراضي الأوكرانية التي تمر عبرها حالياً أغلب إمدادات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا.
في الوقت نفسه، تواصل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعمها المشروع وتقول، إنه مجرد مشروع تجاري. من ناحيتها، تعهدت روسيا باستكمال المشروع المملوك لشركة «غازبروم» الروسية العملاقة للغاز الطبيعي.
وفي الفترة الأخيرة زادت الانتقادات داخل الاتحاد الأوروبي، ورحبت الولايات المتحدة بالمعارضة المتزايدة في أوروبا لخط أنابيب «نورد ستريم2». وقال متحدث باسم السفارة الأميركية في برلين في هذا الصدد «يسعدنا أن نرى أصواتاً متزايدة داخل ألمانيا ومن شركاء أوروبيين آخرين تدعو إلى وقف هذا المشروع المدعوم من الكرملين». وأضاف «إن معارضتنا خط أنابيب (نورد ستريم2) تأتي بسبب مخاوف تتعلق بأمن الطاقة والسلوك الروسي الخبيث معروف جيداً. نرحب دائماً بفرصة التشاور مع ألمانيا بشأن هذه المخاوف والمخاوف المرتبطة بها».
وكان المتحدث يرد على تقرير نشرته صحيفة «هاندلسبلات» جاء فيه، أن الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة إلغاء العقوبات المفروضة على خط الأنابيب شبه المكتمل. وفي المقابل، ورد أن الولايات المتحدة تتوقع اقتراحاً من الجانب الألماني لمواجهة مخاوفها، مثل آلية قطع محتملة من شأنها أن تقطع إمدادات الغاز إذا كانت موسكو ستعيق نقل الغاز عبر أوكرانيا. ويتهم مؤيدو خط الأنابيب واشنطن بأنها مهتمة فقط ببيع الغاز الطبيعي الخاص بها.


مقالات ذات صلة

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)
العالم تمثال لفلاديمير لينين أمام عَلم روسي وسط مدينة كورسك (أرشيفية - إ.ب.أ)

أوكرانيا... من حرب الثبات إلى الحركيّة

يرى الخبراء أن أوكرانيا تعتمد الهجوم التكتيكي والدفاع الاستراتيجيّ، أما روسيا فتعتمد الدفاع التكتيكي والهجوم الاستراتيجيّ.

المحلل العسكري (لندن)

إطلاق مبادرة لتمكين الذكاء الاصطناعي في 100 شركة صغيرة ومتوسطة بالسعودية

جانب من حضور ملتقى «بيبان 24» في العاصمة السعودية الرياض (واس)
جانب من حضور ملتقى «بيبان 24» في العاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

إطلاق مبادرة لتمكين الذكاء الاصطناعي في 100 شركة صغيرة ومتوسطة بالسعودية

جانب من حضور ملتقى «بيبان 24» في العاصمة السعودية الرياض (واس)
جانب من حضور ملتقى «بيبان 24» في العاصمة السعودية الرياض (واس)

أطلقت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة السعودية (منشآت) و«غوغل»، الخميس، مبادرة«SMB Lab»، بهدف تسريع تبني الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي، من خلال تمكين أكثر من 100 شركة صغيرة ومتوسطة في المملكة.

وتأتي هذه المبادرة، التي تم الإعلان عنها خلال ملتقى «بيبان 24»، لتزويد الشركات الصغيرة والمتوسطة بالمهارات اللازمة للاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي، وحلول التسويق المتقدمة من «غوغل» المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز قدرتها التنافسية في السوق الرقمية، ويتماشى ذلك مع جهود المملكة الرامية إلى تعزيز النظام التجاري ودعم الابتكار بما يتوافق مع «رؤية 2030».

وتتمحور مبادرة «SMB Lab» حول ثلاث ركائز، تتمثل الأولى في ورش عمل مهارات من «غوغل» تزود الشركات الصغيرة والمتوسطة بالمعرفة والمهارات اللازمة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل عام، وفي التسويق الرقمي من خلال رحلة تعليمية متخصصة.

وتتمثل الركيزة الثانية في الاستشارات الفردية عبر تقديم استشارات لعدد من الشركات عن طريق خبراء «غوغل»، لدعمهم في استخدام حلول التسويق المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

فيما تتمثل الركيزة الثالثة في ربط الشركات الصغيرة والمتوسطة بشركاء «غوغل» في مجال التقنية والإعلام لتعزيز أدائهم وتحقيق أفضل النتائج.

وتركز المبادرة على المنشآت العاملة في مجالات التجارة الإلكترونية، وتكنولوجيا المعلومات، والتقنية المالية، والأغذية والمشروبات، وغيرها.

كما يمثل هذا التعاون خطوة جديدة نحو تمكين الاقتصاد الرقمي وتطوير قطاع ريادة الأعمال، بما يضمن استدامة هذه المنشآت على المدى الطويل، ويعزز من قدرتها على التوسع في الأسواق المحلية والعالمية.