غريفيث يدين قصف تعز والحكومة تطلب تدخلاً دولياً

طفل يمني أصيب في القصف الذي تعرضت له تعز أول من أمس (أ.ف.ب)
طفل يمني أصيب في القصف الذي تعرضت له تعز أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

غريفيث يدين قصف تعز والحكومة تطلب تدخلاً دولياً

طفل يمني أصيب في القصف الذي تعرضت له تعز أول من أمس (أ.ف.ب)
طفل يمني أصيب في القصف الذي تعرضت له تعز أول من أمس (أ.ف.ب)

أدان المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، أمس (الأحد)، قصفاً حوثياً استهدف أحد الأحياء السكنية في مدينة تعز تسبب في قتل طفل وإصابة آخرين، فيما طالبت الحكومة اليمنية الشرعية المجتمع الدولي بالتدخل لوقف انتهاكات الجماعة المدعومة من إيران ضد المدنيين في المدينة المحاصرة منذ سنوات.
وقال غريفيث، في تغريدة بثها حساب مكتبه على «تويتر»: «أدين اعتداء الأمس (السبت) على منطقة سكنية في تعز الذي أسفر عن مقتل طفل وجرح آخرين».
وفي حين أكد غريفيث أن أطفال اليمن يستحقون العيش بسلام وأمان، شدد على أن «الهجمات على المدنيين انتهاك للقانون الإنساني الدولي، ويجب التحقيق فيها، ومحاسبة مرتكبيها».
كانت الجماعة المدعومة من إيران قد جددت قصفها للأحياء المدنية في تعز يوم السبت، حيث تسببت شظايا إحدى القذائف التي سقطت على منطقة الروضة (شمال المدينة) في مقتل طفل وإصابة ثلاثة آخرين. وذكرت المصادر الرسمية أن القذيفة أدت إلى «مقتل الطفل محمد عبد الواحد هزبر (10 سنوات)، وإصابة شقيقه ماهر (9 سنوات) وأيمن أمين سيف (13 سنة) ورجل مسن يدعى أحمد عبد الله عبد السلام (60 سنة)».
ومن جهته، أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، واستنكر بأشد العبارات جريمة القصف، وأوضح في تصريح رسمي أن الهجوم على الحي السكني بعدد من قذائف المدفعية أسفر عن مقتل الطفل محمد هزبر، وإصابة أربعة آخرين، بينهم شقيقه الذي يرقد في العناية المركزة‏.
وقال: «ميليشيا الحوثي الإرهابية تواصل استهداف المدنيين بنيران قناصتها والقصف العشوائي على الأحياء السكنية في مدينة تعز بمختلف أنواع الأسلحة الذي أسفر عن مقتل وجرح الآلاف من المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، في ظل حصار خانق تفرضه على محافظة تعز منذ ستة أعوام‏».
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن مارتن غريفيث ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة هذه الجريمة التي وصفها بـ«البشعة» بصفتها «جريمة حرب»، كما طالب بالتدخل لوقف الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بشكل يومي بحق المدنيين والأطفال والنساء في مدينة تعز.
يشار إلى أن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان كان قد وثق في تقريره الشهري 259 انتهاكاً ارتكبتها ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً بشكل مباشر متعمد ضد المدنيين بمحافظة تعز خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأوضح المركز في تقريره الذي جاء بعنوان «الحيمة هولوكست اليمن» أن الميليشيات قتلت 25 مدنياً، بينهم 3 أطفال وامرأتان، وأصابت 44 مدنياً بجروح مختلفة، بينهم 12 طفلاً و12 امرأة، وارتكبت 119 حالة اختطاف ضد مدنيين بمنطقة الحيمة بمحافظة تعز.
وأشار التقرير إلى أن الميليشيات ارتكبت 61 حالة انتهاك طالت ممتلكات خاصة، حيث تضررت 9 منازل بشكل كلي، و22 منزلاً بشكل جزئي، و16 مركبة نتيجة قصفها العشوائي، كما فجرت 6 منازل لمدنيين، وأحرقت ودهمت منزلاً، وقطعت الاتصالات اللاسلكية على منطقة الحيمة.
وقال التقرير: «مطلع عام 2021 كان دامياً، حيث شنت ميليشيا الحوثي حملة شرسة وصلت حد الإبادة الجماعية على قرى وعزل الحيمة العليا والسفلى، وتعرضت قرى الحيمة الآهلة بالسكان للقصف العنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات، واقتحمت الميليشيا المنازل بعد خلع الأبواب المغلقة، وتم نهب كل شيء عبر المجندات المسميات (الزينبيات)».
واقتحمت الميليشيات -بحسب التقرير- عزلة قياض المحاذية للحيمة بعشر عربات ومدرعة، وقامت بدهم الأسواق والمنازل، وخطفت أكثر من 30 مدنياً من أبناء المنطقة الذين اقتادتهم إلى سجن مدينة الصالح، وفرضت إتاوات باهظة على الأهالي في قرى منطقة الحيمة (شرق تعز)، تراوحت بين ما يعادل ألف وألفي دولار أميركي، بحسب حجم القرية.
وتمكن أيضاً الفريق الميداني للمركز الحقوقي، ومقره في تعز، من توثيق بيانات نحو 115 مختطفاً من المدنيين من سكان منطقة الحيمة، بينهم 10 أطفال و3 نساء من فئة المهمشين و7 تربويين ودكتور صيدلاني، إضافة إلى توثيقه نقل الميليشيات 30 مختطفاً من أهالي الحيمة إلى سجون الجماعة بمحافظة ذمار (جنوب صنعاء).


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.