النائب نعمة طعمة يحذر من أشهُر صعبة في لبنان

توقع في حديث لـ أن يتفاقم الانقسام الداخلي

النائب نعمة طعمة
النائب نعمة طعمة
TT

النائب نعمة طعمة يحذر من أشهُر صعبة في لبنان

النائب نعمة طعمة
النائب نعمة طعمة

أعرب النائب عن «اللقاء الديمقراطي» نعمة طعمة عن خشيته من انفجار اجتماعي في لبنان، نتيجة ارتفاع منسوب حالات الفقر والعوز لدى الكثير من العائلات اللبنانية، وفي ظل غياب للدولة والحكومة وكافة المؤسسات الرسمية عن شؤون الناس وشجونهم، محذرا من أشهر صعبة مقبلة في غياب الحلول الداخلية والخارجية قبل أن تنقشع صورة مسار الإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط.
وقال طعمة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «اللبنانيون يجتازون أخطر مرحلة في تاريخهم المعاصر وتحديداً في الأمور التي تتعلق بحياتهم اليومية، وهناك إهمال واضح وفاضح من المسؤولين الغارقين في مصالحهم الشخصية على صعيد تأليف الحكومة وغيره من المسائل».
ويبدي النائب طعمة قلقه على مصير لبنان، إذ يرى أن أوضاعه متجهة إلى ما هو أخطر بكثير من الحالة الراهنة، نتيجة غياب الحس الوطني وعدم الاكتراث لقضايا الاجتماعية والمعيشية والتي تعد من الأولويات، وصولاً إلى الانقسام بين المكونات السياسية ودخول البلد في كباش داخلي وإقليمي وفي نفق مظلم.
ويبدي أسفه «إزاء المساجلات والتصعيد السياسي الذي تحول إلى صراع، وكأننا لم نتعلم أو نتعظ من الحروب التي مرت على لبنان، فهذا يتحدث عن حقوق طائفته ويسعى إلى الحفاظ عليها، وذاك يقوم بالأمر عينه، فيما حقوق اللبنانيين برمتهم مهمشة ومغيبة»، معتبراً أن ما شهدناه في الأيام القليلة الماضية من مؤتمرات ومواقف سياسية، إنما يدخل في سياق تصفية الحسابات السياسية بين المتصارعين والمتخاصمين على حساب البلد وناسه. من هنا يتوقع طعمة «أن يتفاقم الخلاف والانقسام بين الأطراف اللبنانيين، على خلفية الاستحقاقات الدستورية القادمة ولا سيما الانتخابات الرئاسية»، قائلا «أمامنا أشهر صعبة إذ ثمة أجواء تؤشر إلى ارتفاع منسوب الأزمات الاقتصادية والمالية، وبمعنى أوضح إن لبنان ذاهب إلى المزيد من الانهيارات، والمقلق أن لا حلول داخلية وخارجية في هذه المرحلة، قبل أن تنقشع الصورة في المنطقة من خلال المسار الذي ستسلكه الإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط».
ويستغرب طعمة «تجاهل المعنيين تاريخ لبنان المرتبط بعلاقاته الوثيقة مع الأشقاء والأصدقاء، ولا سيما المملكة العربية السعودية التي تتعرض للإرهاب المتمادي عبر قصف منشآتها المدنية والحيوية، والذي يشكل انتهاكاً للأعراف والمواثيق الدولية، وهو موضع استنكار لدى الغالبية من اللبنانيين الذي يحفظون للمملكة ما قدمته للبنان من دعم ومساندة في أصعب الظروف التي مر بها»، قائلاً «إن ما يصيب السعودي يصيب لبنان، فأمن واستقرار المملكة ركيزة أساسية واستراتيجية لاستقرار المنطقة، والأمر عينه للاستقرار الاقتصادي العالمي».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.